بلماضي بحاجة للدعم والقرعة منحتكم فرصـــــــــة رد الاعتبــــــــــــار
يرى مدرب منتخب الكونغو بول بوت، أن تأهل الخضر إلى مونديال قطر مرتبط بالنتيجة المسجلة في لقاء الذهاب بالكاميرون، مؤكدا في حواره مع النصر، بأنه قد خسر رفقة منتخب بوركينافاسو بطاقة التأهل لكأس العالم بالبرازيل لصالح الخضر، بسبب نتيجة لقاء واغادوغو الذي انتهى لصالح الخيول ب(3/2)، كونهم قد تفاجؤوا لحجم الضغوطات التي عاشوها في البليدة خلال لقاء الإياب، خاصة من طرف الجماهير الجزائرية التي صنعت حسبه الفارق، بفضل تشجيعاتها القوية التي لم تتوقف على مدار 90 دقيقة، كما تحدث المدرب الخبير على مستوى الكرة الإفريقية عن إقصاء الخضر من الدور الأول وأسباب الوجه الباهت المقدم من رياض محرز وعدة أمور أخرى تخص الكرة الجزائرية.

مرحبا كوتش، هل يمكن معرفة رأيك في نتائج قرعة الدور الفاصل ؟
مرحبا بكم وبكل الجزائريين، وأنا سعيد جدا بالتواصل معكم، فعلى ما يبدو هذه المرة الثانية التي تودون فيها إجراء حوار معي، وهذا يشرفني كثيرا، وعن سؤالكم، فأرى أن القرعة لم تكن رحيمة ببعض المنتخبات، فيما منحت منتخبات أخرى حظوظا أكبر في العبور للمونديال، وإن كانت كرة القدم الحديثة لا تعترف سوى بواقع الميدان، فمن يكون أفضل خلال مباراتي الذهاب والإياب، ستكون بطاقة العبور لمحفل قطر من نصيبه، على العموم، القرعة منحت بعض المنتخبات الفرصة للثأر رياضيا، على غرار مصر التي ستكون على موعد مع السنغال الفائزة عليها في نهائي كأس الأمم الإفريقية، فيما سيكون الخضر في مواجهة الكاميرون، التي شهدت توديعكم للكان على أراضيها من الدور الأول.
عشت مع بوركينافاسو ضغطا جماهيريا رهيبا في تشاكر في 2013
بحكم خبرتك الكبيرة على مستوى الكرة الإفريقية، من ترشح للتأهل الجزائر أم الكاميرون ؟
تأشيرة التأهل لكأس العالم مرتبطة بمدى تجاوز الخضر لخيبة «الكان» الأخيرة، فصدقوني لقد تابعت كل مباريات أشبال جمال بلماضي في دورة الكاميرون، ولقد صُدمت كثيرا للأداء المقدم، مقارنة بما كان عليه الحال في كأس أمم إفريقيا 2019، حيث واجهت الخضر مع منتخب غينيا في الدور الثاني، وانهزمت أمامهم بثلاثية نظيفة، وهنا أود الإشارة إلى نقطة مهمة، وهي غياب المخزون البدني، فقد لاحظت أن المستوى اللياقي لمنتخبكم متدني، ولا أدري ما سبب ذلك، وإن ربطه البعض بالظروف المناخية الصعبة التي لعبتم فيها المباريات الثلاث، ولكن هذه المعطيات تشترك فيها كل المنتخبات، ولذلك لا يمكن اعتبارها بمثابة أعذار، كل ما في الأمر أن الخضر لم يكونوا في أفضل مستوياتهم، ودفعوا الثمن غاليا.
لا أتصور ضخ دماء جديدة قبيل مباراتي السد
لم تجب على سؤالنا بخصوص المنتخب الذي يمتلك الأفضلية على حساب الآخر؟
هناك بعض العوامل التي سيتحدد على ضوئها المتأهل للمونديال، ولا يمكن أن أرشح لكم منتخبا على حساب الآخر، حتى وإن كنت أمنح الخضر بعض الأفضلية، كونهم أحسن من الناحية الفردية والمهارية، كما أنني على يقين بأن استعادة المستويات السابقة سيصعب من مأمورية الأسود الجموحة، خاصة وأن الأخيرة، ورغم إنهائها البطولة في المرتبة الثالثة، إلا أنها لم تقدم مباريات كبيرة، وكادت تسقط بنتيجة مذلة أمام منتخب بوركينافاسو خلال المباراة الترتيبية، لولا تدارك الأمور في آخر ربع ساعة، أرى أن الخيول قد منحت الجزائر فرصة لتطبيق أفكار معينة خلال مباراتي السد، فعندما تحرم الكاميرون من الكرة، ستجعل هذا المنتخب يفقد الكثير من مصادر قوته، وأعني ثنائي الخط الأمامي أبو بوبكر وإيكامبي، فباستثناء هذين الاسمين لم تشُد انتباهي عناصر أخرى في هذا الفريق، على عكس الخضر الذين يمتلكون جيلا متميزا، لو يستعيد الثقة المفقودة، فأنا أرشحه لتسيد القارة من جديد رفقة منتخب السنغال، الذي بات حسب اعتقادي منتخبا لا يقهر، في ظل النضج الكبير الذي أصبح يتمتع به هذا الفريق المتميز.
واجهت الخضر مع بوركينافاسو في مباراتي الدور الفاصل، وخسرت بطاقة التأهل، ألا ترى أن الظروف متشابهة والتاريخ قد يعيد نفسه شهر مارس؟
يبدو أن الظروف متشابهة، فإن لم تخُني الذاكرة، فمنتخبكم ودع «الكان» آنذاك من الدور الأول، غير أنه عاد بعد أشهر قليلة واقتطع بطاقة التأهل للمونديال، وهذا بعد القيام بردة فعل قوية، وإن كنت لا أزال لحد الآن أقول وأعيد بأن الخيول كانت مرشحة أيضا للتأهل، لولا بعض الأخطاء التحكيمية المؤثرة في لقاء الإياب بملعب تشاكر، لست هنا لأكرر هذه الأسطوانة، بل لأتحدث عن الرهان القادم بينكم وبين الأسود، فالتاريخ يعيد نفسه، باعتبار أن لقاء الذهاب سيلعب في الكاميرون، وبالتالي أمامكم الفرصة للعودة بنتيجة ايجابية قد تمهد أمامكم الطريق لحسم تأشيرة التأهل بملعب البليدة، فأنا أتذكر الأجواء التي صاحبت لقاء الإياب، فقد كان الملعب ممتلئا عن آخره، وتشجيعات الجماهير لم تتوقف طيلة 90 دقيقة، وهو ما ستجده التشكيلة الكاميرونية شهر مارس المقبل، ولكن يتوجب عليكم العودة بنتيجة طيبة في لقاء الذهاب كما فعلتم في 2013، فالخسارة آنذاك ب3/2، وتسجيل هدفين كاملين خارج القواعد منحكم أفضلية كبيرة في لقاء العودة الذي اكتفيتم فيه بتسجيل هدف وحيد قادكم للعبور إلى مونديال البرازيل 2014.
محرز لم تصله كرات كثيرة في الكان وإلا لصنع الفارق
هل الخضر بحاجة إلى دماء جديدة شهر مارس المقبل أم أن بلماضي مطالب بالحفاظ على نفس التركيبة رغم الخيبة المسجلة في نهائيات «الكان» الأخيرة ؟
المدرب جمال بلماضي لطالما شد انتباهي كثيرا، فهو مدرب لديه فلسفته التدريبية الخاصة، كما أنه تقني من طراز رفيع، ووقفت على ذلك خلال مواجهتي له منتخب غينيا في «كان» 2019، كما أن النتائج التي حققها على مدار 3 سنوات كاملة والوصول إلى 35 مباراة دون هزيمة لا يمكن أن تأتي من فراغ، بل نتاج عمل جبار، ولذلك لا أرى بأن مدربا بمثل هذه المواصفات بحاجة إلى نصيحة الآخرين، كونه مُلم بعمله جيدا، ولا أعتقد بأنه سيغامر بضخ دماء جديدة في المباراتين المقبلتين، ولكنه سيقوم بذلك بعد التأهل مباشرة، فهناك بعض المناصب حسب متابعتي لمبارياتكم بحاجة إلى التدعيم، من أجل بعث المنافسة من جديد.
العامل الذي تُوجتم به في مصر كان وراء سقوطكم في دوالا !
ألا ترى أن رياض محرز لم يقم بدوره على أكمل وجه مقارنة بماني وصلاح ؟
علينا أن نعترف أن الثنائي محمد صلاح وساديو ماني أسهما بقسط كبير في وصول مصر والسنغال للنهائي، لما يمتلكانه من إمكانيات، على عكس رياض محرز الذي مر جانبا خلال الدورة الأخيرة، وهناك أسباب وراء ذلك، أذكر منها أنه لم يتحصل على كرات كثيرة في المباريات التي لعبها، فلاعبو وسط الميدان لم يقوموا بأدوارهم على أكمل وجه، لتفتقد الجزائر لخطورة لاعبها الأبرز، الذي كان وراء صنع الفارق في كأس أمم إفريقيا بمصر، ويكفي العودة للهدف الجميل الذي سجله في مرمى نيجيريا والذي قاد به الخضر للمباراة النهائية.
السنغال حصدت ثمار الاستقرار ولا يوجد من ينافسها باستثناء الجزائر
كيف تعلق على تتويج السنغال بكأس أمم إفريقيا لأول مرة في تاريخها ؟
قبل الحديث عن تتويج «أسود التيرانغا» يجب أن نشيد بأداء منتخب مصر، حيث تخطى كل العقبات، وأسقط كل الترشيحات في الماء بوصوله إلى المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق، بعد إطاحته بمنتخبات كبيرة، على غرار كوت ديفوار والمغرب والكاميرون، قبل أن يصطدم في النهائي بمنتخب سنغالي عالمي، فهذا الفريق أراه أقوى من الجميع في القارة السمراء، فباستثناء الجزائر وأقصد منتخبكم قبل «الكان» الأخيرة، لا يوجد من هو قادر على منافسته لما يمتلكه من نجوم عالمية، فدكة احتياطهم بها لاعبون ينشطون كأساسيين في فرق قوية في أوروبا، دون الحديث عن الاستقرار فالمدرب أليو سيسي متواجد على رأس الفريق منذ 8 سنوات ، وكان له الوقت الكافي لإعداد هذه الكتيبة النارية، التي أرشحها للتأهل على حساب مصر، وأرشحها أيضا للذهاب بعيدا في المونديال، لقد لعبت ضد السنغال في دور المجموعات المؤهل للمونديال، وكنت قد توقعت تتويجهم بالكأس القارية، كونهم أفضل على كل النواحي من بقية المنتخبات.
حرمان الأسود الجموحة من الكرة يحولها إلى منتخب في المتناول
بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
أود أن أشكركم على هذه الالتفاتة، وأنا تحت تصرفكم في أي لحظة، وأستغل الفرصة من أجل تحية أنصار اتحاد العاصمة، حيث كانت لي تجربة موفقة مع فريقهم قبل أن اضطر لمغادرته لأسباب خارجة عن نطاقي، كما أتمنى في الأخير حظا موفقا للخضر، كوني أدرك مدى تعلق الجماهير الجزائرية بمنتخبها الوطني.      
         حاوره: سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى