مثلما كان منتظرا، فقد فازت مدينة وهران بشرف تنظيم الدورة الـ 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021، و هذا بعدما صوت عليها أعضاء اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية المجتمعين في مدينة بيسكارا الإيطالية لتحصد 51 صوتا مقابل 17 صوتا فقط لمنافستها مدينة صفاقس التونسية، و هو الحدث الذي أسعد كل الجزائريين و بالخصوص سكان الباهية الذين احتفلوا سهرة أول أمس مطولا، لاسيما و أن مدينتهم ستستعيد أجواء المحافل الدولية من جديد، مع الإشارة إلى أنها المرة الثانية التي تحتضن فيها الجزائر هذه الألعاب بعد دورة 1975 التي نظمت بالعاصمة.
و لم يكن أحد يشك في فوز وهران بشرف التنظيم قياسا بملف الترشح الضخم التي قدمته، و الذي أبهر أعضاء اللجنة الدولية، سواء أثناء زياراتهم السابقة لتفقد ما جاء في الملف أو أثناء عرض الشريط الخاص بها خلال أشغال جمعية أول أمس، فالباهية قدمت أوراق اعتمادها من خلال ما تتوفر عليه من منشآت و هياكل رياضية كبيرة، على غرار الملعب الجديد لبئر الجير ذي المقاييس الدولية و القرية الأولمبية الجاري إنجازها بمنطقة بلقايد و التي بإمكانها إيواء 14 ألف رياضي بمجموعة 6500 غرفة، إلى جانب ملعب الشهيد أحمد زبانة و قصر الرياضة حمو بوتليليس و غيرها من المسابح، و نفس الشأن بالنسبة للهياكل الفندقية التي تتميز بأفخم الفنادق على غرار الميريديان و الشيراطون و الروايال و غيرها، وضم ملف الترشح لهذه الهياكل خط الترامواي و الذي سيتم تمديده إلى غاية مركب بئر الجير، كما سيتم تمديده لغاية المحطة الدولية الجديدة للنقل الجوي، كل هذا أصبح إضافة حقيقية لما تتمتع به وهران أصلا من ثقافة متوسطية و مواقع تاريخية و سياحية هامة، فضلا عن حفاوة الاستقبال التي أبهرت رئيس اللجنة الأولمبية الفرنسية، أوراق و معطيات كان من الصعب على ملف ترشح مدينة صفاقس منافستها لتبقى النتيجة النهائية للتصويت و الفارق المسجل فيها دليلا على الفارق بين الملفين، لاسيما و أن حملة مساندة ترشح الباهية حظيت بدعم كبير من رئيس الجمهورية و مختلف السلطات إلى جانب الدور الكبير الذي لعبته اللجنة الأولمبية الجزائرية. و شهدت أشغال الجمعية العامة للجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها بيسكارا أول أمس، إنزالا كبيرا للمسؤولين الجزائريين، يتقدمهم وزير الرياضة الهادي ولد علي و رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف و والي وهران عبد الغني زعلان و رئيس بلدية وهران نور الدين بوخاتم، و بحضور مواطنهم، عمار عدادي، رئيس اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض، و قد وقع هؤلاء بعد نهاية التصويت على عقد التنظيم.
عبد الجليل

الرئيس بوتفليقة يهنئ سكان وهران على فوزها باحتضان  الألعاب المتوسطية 2021
هنّأ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أول أمس ساكنة مدينة وهران بفوزها بشرف احتضان الألعاب المتوسطية 2021. و قال الرئيس «إنه لمن دواعي الغبطة والسعادة أن تفوز مدينتكم وهران عن جدارة
و استحقاق بشرف احتضان الألعاب المتوسطية سنة 2021». «إن الشرف هذا جدير -  الرئيس- بأن تهنأ به عروس الغرب وهران والجزائركلها ولاسيما منها الأسرة الرياضية الجزائرية قاطبة ومختلف القطاعات التي كان لها الفضل في إنجاز الهياكل الرياضية والمنشآت القاعدية والفندقية التي باتت تتمتع بها وهران فأهلتها لاحتضان الاحداث الرياضية بحجم الالعاب المتوسطية». وأكد الرئيس أن «الشرف هذا تشكر عليه اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية وجميع الشخصيات الرياضية الجزائرية التي ساهمت في التحضيرلهذا التتويج وكذا كافةالجهات الدولية التي صوتت لوهران ثقة منها في أهليتها». «هذا ويحق للشعب الجزائر أن يتفاءل خيرا بهذا الفوز الذي جاء مصداقا للنماء الذي شهدته ولاية وهران كغيرها من ولايات البلاد» يضيف الرئيس في تهنئته.
و يقول السيد بوتفليقة «والأمل معقود الأن على أبطال رياضتنا ومؤطريهم في أن يعملوا بالجد والمثابرة المطلوبين لكي يهبوا وطنهم الجزائر فرصة التباهي والإزدهاء بانتصاراتهم وتألقهم».
ق و/ وأج

وزير الشباب و الرياضة الهادي ولد علي
«فوزنــا كان منتظرا لكننا تخوفنا من سيناريو  كأس إفريقيا 2017»
اعتبر وزير الشباب و الرياضة الهادي ولد علي أن فوز مدينة وهران بشرف تنظيم دورة 2021 كان منتظرا، و قال من مدينة  بيسكارا بأنه سعيد جدا بهذا الانتصار الذي يحسب لوهران و الجزائر معا مضيفا: «كنا ننتظر هذه النتيجة و كنا متفائلين بها كثيرا لكننا كنا متخوفين من المبالغة في التفاؤل حتى نتفادى تكرار سيناريو ترشحنا لاحتضان دورة 2017 لكأس أمم إفريقيا، أين خسرنا التنظيم رغم الملف القوي الذي تقدمنا به». و صرح ولد علي بأن ملف وهران كان أفضل بكثير من ملف صفاقس قائلا: «المصوتون انبهروا بقوة ملفنا و ما عرضناه فيه، بدليل أنهم لم يطرحوا سوى سؤالا واحدا يتعلق بالميزانية المخصصة للألعاب و التي بدت لهم كبيرة رغم أنها عادية بالنسبة لنا»، بالمقابل نوه الوزير بالمجهودات الكبيرة التي بذلتها العائلة الرياضية لافتكاك شرف التنظيم، و قال بأن وهران فازت به بفضل تضافر جهود الجميع و عدم ترك أي شيء للصدفة.

والي وهران عبد الغني زعلان
«سنكون في مستوى الثقة التي وضعت فينا»
أكد والي وهران عبد الغني زعلان بأن أجواء الفرحة كانت كبيرة وسط الوفد الجزائري في مدينة بيسكارا الإيطالية، و قال بأنه ساير شخصيا جميع مراحل عملية التصويت و وقف على الفارق الكبير الذي كان بين ملف وهران و ملف صفاقس، ليقول في هذا الشأن : «هذا الفارق كان بفضل الهياكل الرياضية الكبيرة و الهامة التي استفادت منها الباهية، و هي المنشآت التي وقفت اللجنة الدولية على حقيقتها ميدانيا، من خلال زيارات أعضائها قبل أن تقف عليها مجددا من خلال الشريط الذي تم عرضه في بيسكارا، لقد برهنا للأعضاء بأن هذه الهياكل موجودة فعلا على أرض الواقع و ليست مجرد مشاريع على الورق أو نماذج ذات أبعاد ثلاثية».
و أشاد السيد زعلان بالتنسيق المحكم الذي كان بين مختلف الهيئات من سلطات و وزارة و رياضيين و اعتبر هذا الفوز ثمرة لهذا التنسيق، قبل أن يضيف: « الآن نحن مدعوون لنكون في مستوى الثقة التي تم وضعها فينا و قد تعاهدنا بأن ننجح الطبعة الـ 19 و نجعلها متميزة و مرجعية تعكس مدى تطور الجزائر»، و ختم حديثه قائلا: «نتمنى أن ترسخ دورة وهران  ثقافة السلم و التسامح بين شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط».                      

عبد الجليل

رئيس بلدية وهران
«فوز وهران هو فوز الجزائر كاملة»
من جهته كان رئيس بلدية وهران نور الدين بوخاتم في قمة السعادة عقب التصويت على الباهية لاحتضان الدورة الـ 19 ، و قال بأن هذا الفوز هو فوز للجزائر كاملة، مؤكدا بأن جميع المشاريع الرياضية ستكون جاهزة في 2019 تحسبا لاحتضان هذا الحدث الهام، و أضاف بأن الاحتفالات ستكون كبيرة في عاصمة الغرب.
عبد الجليل

الوهرانيون احتفلوا مطولا بالحديقة المتوسطية
و فور إعلان مدينتهم فائزة تجمع سكان وهران في الحديقة المتوسطية التي تم تدشينها هذه الصائفة، و احتفلوا مطولا بشرف التنظيم مؤكدين بأن احتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط فخر لمدينتهم و سيجعلها محل اهتمام الجميع، فيما دعا البعض الآخر لاستغلال هذه الفرصة، من أجل إعطاء أفضل مثال عن الجزائر و شعبها، و جابت مواكب سيارات أخرى شوارع المدينة احتفالا بهذا الفوز.               

عبد الجليل

وهران تضبط ساعتها على توقيت الألعاب المتوسطية سنة 2021
ليلة بيضاء على الواجهة البحرية و ألاف المواطنين  احتفلوا بالشوارع

قبل الإعلان عن فوز الباهية بشرف تنظيم الألعاب المتوسطية 2021، كانت الأنظار مشدودة منذ الصبيحة نحو مدينة بيسكارا، حيث تجمع العديد منهم في الحديقة المتوسطية التي دشنت مؤخرا، أين وضعت شاشة عملاقة أعلنت من خلالها النتائج، ورقص الجميع على وقع أنغام موسيقية، وإنطلقت مواكب السيارات معلنة بداية الإحتفالات التي إستمرت لغاية الساعات الأولى للصباح، حيث تجمع آلاف المواطنين من سكان وهران وكذا من زوارها المتواجدين في الباهية في إطار عطلهم السنوية وحتى المغتربين، الذين استمتعوا في فضاء الحديقة المتوسطية بأغاني شبابية وأنغام مختلفة، وسط تواجد لمصالح الأمن والحماية المدنية. أما بحديقة سيدي امحمد المحاذية فكانت العائلات تحتفل بطريقتها في جلسات جماعية إختلفت أحاديثها وممارسة لعدة هوايات، لنصل إلى مسرح الهواء الطلق حسني شقرون أين إنطلقت مساء الخميس فعالية «الباهية في إحتفال» على وقع أنغام الراب والريقي والأرامبي لفرق شبابية جزائرية وأخرى لجزائريين متواجدين في ديار الغربة من أجل الإحتكاك والتبادل. وكل هذه المرافق مطلة على البحر المتوسط وكأن وهران كانت ليلة الخميس تبعث برسائل للضفة المقابلة بأنها على قدر المسؤولية التي ستلقى على عاتق أبنائها ومسؤوليها. وعند تقربنا من بعض المواطنين في مختلف المواقع لمسنا لديهم وعي كبير بأهمية الحدث، حيث أجمع حتى غير القاطنين في وهران أنهم كانوا يتابعون ملف ترشح الباهية عبر كل مراحله، كما أجمعوا أيضا أن تكون هذه المناسبة فرصة يجب أن تستغل لترقية السياحة بمختلف أنواعها سواء الرياضية أو سياحة المعالم الأثرية وغيرها كونها البديل لريع البترول الذي بدأ ينضب وينذر بالخطر. بينما لم يع الكثيرون أهمية إحتضان هذه الألعاب على جميع المستويات خاصة الجانب التنموي والإقتصادي، حيث أن نجاح تنظيم هذه الدورة سيمكن الجزائر من تحقيق إيرادات إضافية في خزينتها العمومية بشرط أن يكون القائمون على الحدث في مستوى تجسيد هذا الهدف حسب بعض الإطارات الذين طالبوا بالإنطلاق مباشرة في العمل منذ اليوم لغاية الموعد المقرر بعد 6 سنوات والتحضير الذي يجب أن يشمل كل الجوانب في إطار إستراتيجية مضبوطة.
ألان جوبي أول المهنئين الفرنسيين
ومباشرة بعد الإعلان عن النتيجة بيسكارا الإيطالية، هنأ رئيس بلدية بوردو ألان جوبي الوهرانيين على فوزهم بتنظيم هذه الألعاب، حيث قال في تغريدة له: « أنه لمن دواعي الفخر أن تظفر وهران بهذا الفوز، وهي تربطها ببوردو علاقة توأمة».
وكان قبله الحاكم السابق لكاليفورنيا الأمريكية، أرنولد شوارتزينغر قد عبر عن دعمه الكامل لترشح وهران،  وتمنى لها حظا سعيدا، علما ان شوارتزينغر هو الرئيس الشرفي لمنظمة «آر20» التي لها أكبر مكتب متوسطي الذي بدوره له فرع في وهران وهو الفرع الإفريقي والمغاربي للمنظمة.        

هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى