يقترب عدد من المشاريع من الدخول حيز الخدمة من أجل تحسين توزيع المياه الصالحة للشرب في البلديات الشمالية لقسنطينة، على غرار حامة بوزيان، ديدوش مراد و زيغود يوسف، وهي مناطق تسببت المياه المشبعة بالكلس في اهتراء الشبكات على مستواها، ما أثر بشكل سيئ على عمليات التوزيع.
وأكد المسؤول عن مصلحة التوزيع والإنتاج بمؤسسة سياكو بقسنطينة، اسكندر مشري، أن مصالحه تسعى لتحسين التموين بالبلديات الشمالية للولاية، بداية من حامة بوزيان وتحديدا بحي بكيرة، الذي يعاني سكانه من تذبذب كبير في التوزيع، موضحا أن تزويده يكون مرة كل 3 أيام، وفي حالة انقطاع التيار الكهربائي أو وجود عطب ما، فإنه يتم مرة كل 5 إلى 6 أيام.
وأوضح المتحدث أن مديرية الري أخذت على عاتقها مشروع تجديد أنابيب التفريغ من المحطة إلى غاية خزان بكيرة، حيث بلغت نسبة الجاهزية 90 بالمئة حاليا، ولم يتبق إلا تزويد المحطة بالمضخات. وستتواصل الأشغال وفق الإمكانيات المتوفرة، خاصة أن القناة جاهزة والمضخات متوفرة وبقي فقط وضع النظام حيز الخدمة، ما سيخفف من أزمة المياه في حي بكيرة.
وأضاف مشري أن هذا الحل يبقى مؤقتا رغم أنه سيحسن من التزويد ببكيرة، إلى حين دخول مشروع وضع خزان كبير حيز الخدمة، خاصة أن الحي يتزود من خزان واحد بسعة 2000 متر مكعب، معتبرا إياه غير كاف لتغطية طلبات كل السكان، ومن المنتظر أن تستفيد حامة بوزيان من خزان بسعة 5 آلاف متر مكعب، إلا أنه بحاجة للتعبئة من الآبار لدعم كميات المياه المزودة للمناطق الواقعة في هذه البلدية.
كما ذكر المتحدث أن مصالحه تلقت عديد الشكاوى من طرف سكان بلدية ابن زياد بخصوص حدوث تذبذبات في التزود بالمياه، وهذا راجع حسبه إلى تزويد المنطقة من خزان حي صالح باي على مسافة 13 كيلومترا، حيث تم تسجيل عديد الاعتداءات خاصة أن الشبكة تمر على أرض فلاحية، وتستغل في السقي الفلاحي والحيواني.
وأضاف مسؤول المصلحة بخصوص نفس البلدية، أن التزود يكون أيضا من مياه سد بني هارون عبر قناة مباشرة ممتدة إلى بلديتي بوجريو وابن زياد، كما تم مؤخرا وضع قناتين مزدوجتين من أجل توفير كميات أكبر من المياه.
وأكد مشري أن ممثلين عن «سياكو» سبق وأن اجتمعوا برئيسة دائرة بن زياد، من أجل طرح جملة من المشاكل التي تتسبب في تذبذب التزويد، خاصة في ظل قدم محطات الضخ، وتم إعداد بطاقة تقنية من أجل إعادة تجديدها و وضعها حيز الخدمة، ما سيمكن من تحسين التموين، كما أوضح أن مصالحه شكلت فرق حراسة تسهر على حماية الشبكة الممتدة من البئر إلى محطات إعادة الضخ، من أجل التدخل الناجع والسريع عند حصول اعتداءات.
وفي ما يتعلق ببلدية مسعود بوجريو، أكد مشري أنها مؤمّنة مقارنة ببلدية ابن زياد، و يبقى الإشكال حسبه هو تراجع منسوب البئر الارتوازي في منطقة حمزاوي، ما يحول دون إنتاج منتظم للمياه، إلى حين ركود المياه الموحلة قبل إعادة ضخها عند وصولها لمرحلة النقاء.
وذكر المسؤول، أن هناك مشروعا سيحسن خدمة التوزيع في منطقتي المالحة وفارالله في ابن زياد، ويتعلق بالتزود عبر آبار بمنطقة عين التين بولاية ميلة، حيث سيسمح بتموينهما إضافة إلى ابن زياد مركز، حيث وصلت نسبة الأشغال إلى 60 بالمئة، ومن المتوقع أن يدخل الخدمة بداية من الصائفة المقبلة، ما سيخفف الضغط على بقية الشبكات المزودة للبلديتين.
و عن زيغود يوسف، أوضح مشري أنها استفادت من آبار تزود المنطقة بكمية 120 لترا في الثانية، مع إنجاز محطة ضخ تمون البلدية من حامة بوزيان، موضحا أن إنتاج المياه ارتفع من 50 لترا في الثانية إلى أزيد من 100 لتر في الثانية، فيما تبقى المناطق المرتفعة بحاجة إلى دعم أكثر.
كما عرج ممثل «سياكو» في حديثه إلى بلدية ديدوش مراد، التي استفادت من بئر ارتوازي يزود المنطقة مباشرة من حامة بوزيان، إضافة إلى مشروع بمنطقة الرتبة يتمثل في إنجاز محطة ضخ من ديدوش مراد إلى خزان بسعة 5 آلاف متر مكعب. ويمكن من وصول المياه إلى أعلى منطقة في الرتبة، موضحا أن المشروع دخل حيز الخدمة قبل مدة ليست بالقصيرة، ليبقى الإشكال في الشبكة الداخلية التي لم تسلم بعد من طرف المقاول المشرف على إنجاز سكنات عدل 2، ورغم ذلك فإن «سياكو» تتدخل عند حدوث أي تسربات، حسب المتحدث.
وبخصوص بلدية بني حميدان، فقد استفادت من عملية مسجلة على عاتق مديرية الري، تمكن من تزويدها من منطقة السخون، كما تم إنجاز محطة إعادة الضخ مباشرة إلى الخزانات مرورا على سوساني، موضحا أن الخزانات دخلت حيز الخدمة لكن يتبقى ربطها الذي سيكون على عاتق مديرية الري من أجل إنهاء الأشغال، معترفا أن هذه المنطقة تشهد نقصا فادحا في التزود بالمياه ما اضطر سكانها للاستعانة بالآبار الخاصة بهم.
ولخص المتحدث مشاكل البلديات الشمالية، في طبيعة المياه المشبعة بمادة الكلس، والتي تتسبب في انسداد القنوات ما يؤدي إلى عدم وصولها إلى السكان مع اهترائها وحدوث تسربات.                      حاتم/ ب 

الرجوع إلى الأعلى