* الـــربط بشبـــكة الهاتف النقال يبلغ 103 بالمائـــة
كشفت دراسة مشتركة للتجمع الجزائري للناشطين في الرقميات ووكالة " زون " الرقمية، أن معدل انتشار الأنترنت في الجزائر يفوق بصفة واضحة المتوسط الإفريقي بما في ذلك الأرقام التي قدمتها الدول الرائدة قاريا في تشجيع المؤسسات الناشئة على غرار كينيا ونيجيريا (42 بالمائة و 51 بالمائة على التوالي) مبرزة بأن معدل النمو الذي بلغ 7,3 بالمائة يتجاوز ذلك المسح عالميا بين عامي 2021 و 2022 والذي صار يتسم بالركود عند مستوى 4 بالمائة.
وتم التأكيد بهذا الخصوص بأن الجزائر في طريقها للحاق بالبلدان الأكثر تقدما من حيث انتشار الأنترنت بل أنها قد تتولى الصدارة قاريا مادامت قريناتها من الدول الإفريقية تبدو وأنها لا تتخطى نسبة 4 بالمائة.

واعتبرت هذه الدراسة بأن تحقيق هذا التقدم مُرضِيٌّ للغاية على الرغم من وجود تحد جغرافي، باعتبار أن رفع نسبة انتشار الأنترنت في الجزائر يرادف ربط المزيد من المواطنين الموزعين على مساحة دولة بحجم قارة وبالتالي القيام بإنجاز هياكل قاعدية على أزيد من مليوني متر مربع.
وفي سياق ذي صلة تم إحصاء 60 بالمائة من الجزائريين الموصولين بشبكة الأنترنت يعني في الواقع أن هناك 27 مليون مستخدم محتمل لمنصات إلكترونية مصممة ومعدة لتسهيل حياتهم اليومية.
ودعا فريق الدراسة في هذا الصدد الناشطين الاقتصاديين وصناع المحتوى إلى التفاعل مع شرائح المجتمع المتصلة عبر الأنترنت والمساهمة في تسهيل حياتهم اليومية، معتبرين أن التواجد المكثف للجزائريين على شبكة الانترنت إنما هو مؤشر صريح على أن الفرصة متاحة اليوم لاستثمار الجهود في تجريد الخدمة العمومية من الطابع المادي والانتقال بها إلى النموذج الرقمي.
من جهة أخرى نوهت ذات الدراسة بالأداء الاستثنائي للزيادة في سرعة تدفق الأنترنت، مسجلة زيادة في سرعة التحميل المتوسطة على الهواتف المحمولة بنسبة 45,5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية لتصل إلى 11,44 ميغابايت في الثانية وهي زيادة تتجاوز 170 بالمائة أي بنسبة تقترب من ثلاثة أضعاف السرعة المتوسطة المسجلة خلال العام الماضي، ما أدى إلى تلبية غالبية مقتضيات عملية التصفح والمعالجة عبر الأنترنت سواء بالنسبة للأفراد أو المهنيين.
ولعل من العوائق التي باتت تحد من انتشار الأنترنت النقال أكثر فأكثر حسب ما تمت الإشارة إليه، يتعلق بغلاء الهواتف الذكية باعتبار أن أرخص هاتف ذكي في السوق المحلية يكلف 35 بالمائة من متوسط دخل المواطن الجزائري ويظل هذا مرتفعا إلى حد كبير مقارنة ببلدان إفريقية أخرى ( المتوسط 20 بالمائة)، ما يعني أنه يستحيل على الوالد المتوسط الدخل إعالة الأسرة وتوفير أجهزة لكل أفرادها.
وبخصوص المواقع الأكثر زيارة من قبل متصفحي الأنترنت، تم التأكيد على دخول  مواقع تربوية وتعليمية جديدة في باقة الـ 20 موقعا الأكثر زيارة من طرف جزائريين على الأنترنت، وهو ما اعتبره فريق الدراسة أمرا إيجابيا لكونه شاهدا على النضج الحاصل لدى الجزائريين في استخدامهم للأنترنت لا سيما وأن عدد الصفحات التي يتم الرجوع إليها يوميا على هذه المواقع تعادل عدد الصفحات التي يتم تصفحها يوميا على يوتيوب و أنستغرام مثلا.
من جهة أخرى تم تسجيل دخول مواقع إعلامية وكذا موسوعة ويكيبيديا في باقة المواقع الأكثر زيارة، ما يعبر عن جزء مهم من سلوك التصفح على الانترنت وهو "القراءة" الذي تراجع في مجتمعات أخرى.
كما تمت الإشارة أيضا إلى الأهمية التي يوليها الجزائريون للتسوق عبر الأنترنت من خلال زياراتهم اللافتة لمواقع متخصصة على غرار " واد كنيس " ( في المقدمة)، و " أمازون " وغيرهما، ما يعني أن الجزائريين اعتادوا على طلب احتياجاتهم عبر الأنترنت بأنفسهم.
 وفي هذا الصدد تم توجيه دعوة إلى الفاعلين الاقتصاديين لاغتنام ودون تأخير فرصة التجارة الإلكترونية والتي يتعين أيضا على السلطات العمومية تشجيعها. وتم في ذات السياق ملاحظة غياب كلي للمواقع الإباحية عن التصنيف المشار إليه، عكس ما أشارت إليه تقارير السنوات الماضية. من جهة أخرى أشارت نتائج الدراسة إلى أن المنصات العالمية "غوغل وفيسبوك ويوتيوب"  تأتي في مقدمة المواقع تصفحا من قبل الجزائريين.
الفيســـبوك الأكــــــثر استـــــخداما وتويتــر في المركز الأخير
وأثناء تطرقها للحديث عن مواقع التواصل الاجتماعي سجلت ذات الدراسة المشتركة أن أغلب الجزائريين الموصولين بشبكة الأنترنت يسجل حضورهم عبر الوسائط الاجتماعية، "مما يجعل شبكة الأنترنت الجزائرية شبكة اجتماعية بامتياز"، مضيفة أن شبكة فيسبوك كانت ولازالت الشبكة الاجتماعية الأكثر استخداما في الجزائر إذ يرتادها كل جزائري موصول بالأنترنت، غير أن فيسبوك – يضيف نفس المصدر – بدأ يسجل هذه السنة تراجعا طفيفا من حيث عدد المستخدمين.
أما شبكة "  لينكد إن "، الشبكة المهنية بامتياز فقليل من يتبناها من في الجزائر إذ من مجموع 25 مليون مستخدم لشبكات التواصل الاجتماعي لا يوجد سوى 2,80 مليون على موقع لينكد إن مقابل 8,60 مستخدم على الأنستغرام، فيما يحتل " تويتر " هذا العام المركز الأخير في تصنيف وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدا بذلك موقعه المحتشم كحلقة ضعيفة في الشبكات الاجتماعية في الجزائر.
وعلى العكس من ذلك تواصل " تيكتوك " التي اعتبرتها الدراسة، ظاهرة عالمية حقيقية، منحاها التصاعدي في الجزائر فارضة نفسها كواحدة من أكثر المنصات شعبية، غير أنه لا توجد أرقام عن حجم استخدامها.
وبخصوص الربط بشبكة الهاتف النقال في الجزائر فيبلغ – حسب ذات المصدر – 103 بالمائة وهذا ما يعني أن 46,57 مليون جزائري لديهم خط متنقل من أصل 44,98 مليون جزائري، وذلك لاشتراك المواطنين بأكثر من عرض إجمالي للمتعاملين.
وتمت الإشارة في ذات السياق إلى أن أكبر ربط للجزائريين على الأخص بشبكات التواصل الاجتماعي يتم على نطاق واسع وبنسبة 98 بالمائة عبر المحمول، فيما يتصل 2 بالمائة من الجزائريين بواسطة اللوحات الرقمية و 0,03 بالمائة يستخدمون أنواعا أخرى من الأجهزة الموصولة بالأنترنت.
وفي مجال التجارة الإلكترونية والدفع الإلكتروني، توصلت ذات الدراسة إلى أن 23 بالمائة من الجزائريين يملكون بطاقة دفع أو ائتمان، وهو ما يتطابق مع الأرقام التي أعلنتها وزارة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية، ولا تختلف الجزائر في هذا الشأن عن نظيراتها في دول شمال إفريقيا.
عبد الحكيم أسابع

الرجوع إلى الأعلى