اشتهر مؤخرا بجيجل، “قلب لوز العوانة”، على يد الشابين عماد و هشام القادمين من الجزائر العاصمة، و المنحدرين من منطقة العوانة، حيث أنهما يقومان بتحضير هذا النوع من الحلويات التقليدية، و بيعه و توزيعه ، على مختلف المحلات التجارية و المقاهي بعدة بلديات بولاية جيجل، فنال إعجاب عديد المواطنين، و أصبحوا لا يستغنون عنه، خاصة في موائد الإفطار و سهرات رمضان.

   كـ. طويل

يشهد “قلب لوز العوانة” ، كما يطلق عليه الشابان عماد و هشام، للإشارة إلى مسقط رأسيهما، رواجا كبيرا ، وسط عشاق الحلويات التقليدية، فتقريبا كل المقاهي و المحلات التجارية بولاية جيجل، أضحت تعرض قلب اللوز علامة “العوانة”، و أكد أصحاب محلات تجارية للنصر، بأن زبائنهم يطلبون بكثرة هذه الحلوى في رمضان، التي أدمن على اقتنائها البعض.
قال لنا لطفي، صاحب محل ببورمل ، بأن العشرات من الزبائن، يحضرون إلى محله، من أجل شراء قطع من قلب اللوز العوانة، الذي اكتسب شهرة كبيرة في السنوات الأخيرة، و يزيد الإقبال اليومي عليه خلال الشهر الفضيل، حيث يفضله زبائن على باقي الحلويات، نظرا “لنكهته الخاصة التي لا تقاوم، و مذاقه اللذيذ الفريد من نوعه”،  على حد تعبير زبون وجدناه بصدد شراء قلب اللوز، مشيرا إلى أنه منذ تذوقه، صار مدمنا عليه، و شاطره الرأي عديد الزبائن، منهم من أكدوا بأنهم يشترونه طوال السنة و ليس خلال شهر رمضان فقط.
هذا الإقبال الكبير و الرواج المتزايد للحلوى، دفعنا للبحث عن السر وراء ذلك، و بعد البحث و التحري، اكتشفنا بأن الشابين عماد و هشام، القادمان من الجزائر العاصمة منذ سبع سنوات، المنحدرين من منطقة العوانة، وراء حكاية “قلب اللوز العوانة”.
لقد تمكن الحرفيان من اكتساب سمعة جيدة، و شهرة واسعة، بفضل تحضير هذا النوع من الحلوى بطريقة احترافية، و توزيعها يوميا على المحلات.
بعد تحديد موعد مسبق توجهنا إلى محل الشابين، الكائن بالعوانة، ليلا، لأن عماد و هشام و الفريق العامل معهما يبدآن العمل بعد صلاة العشاء و إلى غاية الصباح، داخل ورشة صناعة قلب اللوز.
وجدنا الفريق بصدد نقل عدد معتبر من سينيات و قوالب قلب اللوز ذات الأشكال و  الأحجام المختلفة، إلى سيارة التوزيع لنقلها إلى المحلات، و كانت رائحة قلب اللوز تملأ المكان، كما كان النشاط و الحيوية عنوان هذا النشاط، فكل أفراد الفريق كانوا منهمكين في العمل، بين التحضير و الطهي.
أخبرنا، عماد، بأنه رفقة شريكه و صديقه هشام، استطاعا في أقل من سبع سنوات، الترويج لمنتوجهما قائلا “ لقد بدأنا النشاط في الجزائر العاصمة، فأنا و صديقي، ننحدر من أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة، و أصولنا من بلدية العوانة تحديدا، تعلمنا صناعة الحلوى التقليدية لسنوات عديدة، و أتقنا الحرفة ، و حققنا الشهرة و النجاح بالجزائر العاصمة، في اختصاص حلوى قلب اللوز، و كنا نوزعها على عديد المحلات هناك، و كان يقصدنا زبائن من ولايات مجاورة لاقتناء كميات منها”.
و أضاف عماد بأنه و صديقه هشام قررا، بعد مرور الوقت، القدوم إلى ولاية جيجل، لمحاولة الترويج للحلوى التي يصنعانها.
و ذكر هشام، بأنهما نجحا في ذلك  في ظرف وجيز، و حققت الحلوى قبولا و رواجا كبيرا بين الزبائن في المحلات التجارية و المقاهي، ما جعلهما يقرران بيعها بالجملة، و اختارا لها كعلامة تجارية ‘قلب لوز العوانة”، و يقومان يوميا بتوزيع كميات معتبرة منها على المحلات في عدة بلديات بولاية جيجل.
و بخصوص سر المذاق الشهي و النكهة المميزة لقلب اللوز الذي يحضرانه، قال الحرفيان بأنهما يعطيانه “ حقه”، على حد تعبيرهما، أي أنهما يحرصان على تحضيره بالمواصفات و المكونات المطلوبة، بعيدا عن الغش في المقادير.
و أكدا أن قلب اللوز يتطلب الإتقان و فقط، مع إضافة لمسة خاصة بهما، ترتبط باستعمالهما للسمن، و يفتخران بكون الزبائن أعجبوا بمنتوجهما، بدليل الطلبيات اليومية التي تفوق كل التوقعات، حسبهما.
و يدعوان الحرفيين الشباب إلى التركيز و التفاني في عملهم، فالحرف تتطلب الإتقان و الجدية في العمل، كما أكدا في حديثهما للنصر.
كـ. طويل

الرجوع إلى الأعلى