عادت الحركية خلال هذه الأيام، إلى سوق الملابس التقليدية، بتسجيل إقبال كبير على الملابس الجاهزة و على الأقمشة الخاصة بما يعرف بـ»القندورة» أو «الجبة»، بعد كساد و عزوف دام سنتين بسبب انتشار فيروس كورونا.

إ.زيــــاري

يشهد سوق الألبسة التقليدية مؤخرا انتعاشا كبيرا، تزامنا و تحضيرات العائلات لاستقبال عيد الفطر، فبعد كساد طويل و عزوف عن الشراء بسبب الوباء و الإجراءات الوقائية التي فرضتها السلطات و أجبرت الجميع على التباعد الإجتماعي و التقليص من اللقاءات العائلية، عادت الحياة مجددا إلى مناسبات الجزائريين، بداية بعيد الفطر الذي يحرص فيه الأولياء على اقتناء ملابس جديدة لأبنائهم، كما يحرص العديد منهم، خاصة السيدات، على اقتناء ملابس جديدة لارتدائها في بيوتهم، أو خلال زياراتهم لذويهم.  
عاد الازدحام الذي يذكرنا بفترة ما قبل جائحة كورونا، إلى محلات بيع الألبسة التقليدية، خاصة تلك المتعلقة بالسيدات و التي تعرض جديد تصاميم «القنادر» البسيطة و الخاصة بالمناسبات السعيدة، و حتى «الجابادور» و « السروال المدور» و «الكاساكا» التي ترفض نساء العاصمة التنازل عنها في الأعياد، و غيرها من الملابس التي تفضل المرأة الجزائرية أن ترتديها في مثل هذه المناسبات.
قالت سيدات التقينا بهن في محلات الملابس أنهن حريصات على شراء فساتين جديدة لارتدائها في العيد، و هي عادة يرفضن التنازل عنها، خاصة و أن أجواء التزاور عادت مجددا، و يفضلن الظهور بملابس خاصة بالبيت، تكون جديدة و أنيقة تليق بالمناسبة.

و أعرب أحمد، تاجر ملابس نسائية تقليدية، عن سروره بعودة النشاط مجددا، مؤكدا أنه و منذ بداية الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان، بدأت الحركية تتزايد بمحله و باقي المحلات التي تبيع نفس السلع، أين تطلب النساء ملابس خاصة بالمناسبة، على غرار «الجبة» أو «الجلابة» أو «الجابادور»، موضحا أنها القطع الأكثر طلبا في مثل هذه المناسبات، إلى جانب اقتناء أحذية تتناسب معها، و اعتبر التاجر الإقبال جيدا، بعد عزوف سنتين، و أكد أنه في تزايد من يوم لآخر إلى غاية عيد الفطر.
و إلى جانب الألبسة الجاهزة، تسجل محلات بيع الأقمشة الخاصة بملابس البيت، و كذا محلات بيع مستلزمات الخياطة، حركة كثيفة حسبما وقفنا عليه و ما أكده بعض التجار، حيث قال السعيد، بائع للأقمشة، أن محله يعج من الصباح و إلى غاية آخر الليل، يوميا، بزبونات أعدن بعث هذه التجارة بعد كساد طويل، مشيرا إلى أنهن يقتنين أقمشة لخياطة «قنادر» العيد، و منهن من يشترين أقمشة أخرى، لخياطة ملابس العيد لبناتهن، في ظل ارتفاع الأسعار بسوق الملابس هذا الموسم.
من جهتها أعربت السيدة إلهام، المختصة في خياطة الألبسة التقليدية، عن فرحتها بعودة النشاط مجددا لهذا القطاع، مؤكدة أنها منهمكة في خياطة «قنادر» العيد الخاصة بالنساء و حتى البنات، مضيفة أن الطلب ارتفع بشكل كبير، مقارنة بالسنتين الماضيتين، إلى درجة أن الأمر جعلها تعمل في الليل و النهار، من أجل تلبية كافة الطلبات.
و أكدت نجلاء، مسيرة محل لبيع مستلزمات الخياطة، أن عيد الفطر ملأ مجددا هذه المحلات بالنساء الراغبات في خياطة ملابس خاصة بالعيد، و للتحضير لمختلف المناسبات العائلية التي من المنتظر أن تنظم بعد العيد، سواء تعلق الأمر بالعرائس أو المدعوات، في أجواء وصفتها بالجيدة، خاصة و أنها أعادت الحركية لقطاع تضرر كثيرا، حسبها، بقيود جائحة كورونا.
من جانب آخر، أفاد تجار الملابس الخاصة بختان الأطفال، و كذا بائعي قمصان الرجال، أن الإقبال زاد بشكل ملفت خلال الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، على اقتناء ألبسة الختان، إضافة إلى القمصان الرجالية التي يفضل الكثيرون ارتداءها جديدة في العيد، خاصة لأداء الصلاة.

الرجوع إلى الأعلى