مدّ اتحاد سطيف خطوة عملاقة نحو بر الأمان، وترسيم البقاء لموسم آخر في قسم ما بين الرابطات، وذلك بفضل الفوز الثمين الذي عاد به مساء أول أمس من بومرداس، أين تجاوز عقبة الشبيبة المحلية بنتيجة (1 / 2)، في إطار تكملة مباريات الجولة 27، الأمر الذي مكن «القرونة» من رفع رصيدها إلى 36 نقطة، لترتقي إلى الصف الخامس مناصفة مع مولودية البويرة.

انتصار اتحاد سطيف ببومرداس، ساهم بشكل كبير في تغيير معالم كوكبة المهددين بالسقوط إلى الجهوي في هذا الفوج، لأن الصراع أصبح محتدما بين 6 فرق من أجل تفادي التواجد في دائرة الحسابات عند نهاية المشوار، على اعتبار أن التنافس يبقى على شقين في الجولات الثلاثة المتبقية، الأول لتجنب التذكرة الرسمية الرابعة على متن قطار النزول، والثاني بخوض جملة من الحسابات المعقدة مع أصحاب المرتبة 12 في باقي مجموعات منطقة الشمال، لإرغام الثنائي الأضعف على تكملة قائمة النازلين، وعليه فإن حصة السقوط سترفع إلى 5 في فوجين، مادامت «الكوطة» الإجمالية، قد ترسّمت عند 18 ضحية.
وتنصب كل المعطيات نجم القرارم في خانة أكبر المهددين باستكمال إجراءات حجز رابع تذكرة على متن قطار السقوط، وبالتالي مرافقة كل من أولمبي مجانة، سريع بومرداس ودفاع تاجنانت، المدرج آليا ضمن الحسابات طبقا للتعليمة الفيدرالية رقم 12 المؤرخة في 05 جانفي 2020، لأن النجم لم تتبق في رزنامته سوى مقابلتان، ورصيد 35 نقطة يعد العتبة القصوى التي لن يكون باستطاعة «القرارمية» بلوغها، وهذا الرصيد قد لا يكون كافيا لتفادي الضلع الرابع من مربع النزول، بالنظر إلى وضعية باقي الفرق المهددة، حتى في حال نجاح النجم في إنهاء المشوار بنفس «ديناميكية» الانتصارات، لأن الهزيمة التي كان قد مني بها في الجولة 32 ببومرداس، كان لها انعكاس سلبي كبير على حسابات «النجاة»، وبالتالي فإن نجم القرارم سيرفع شعار «الانتصار والانتظار»، لأن نجاح في الفوز على ثنائي الولاية 28 وفاق المسيلة وأمل بوسعادة لن يكفي لترسيم البقاء، الأمر الذي سيبقيه قابعا في غرفة الانتظار، جراء الركون إلى الراحة الاجبارية في الجولة الختامية.
نهائيات «النجاة» بين بوعقال،»الفيلاج» و»الكرود»
يحوز نجم بوعقال حاليا 29 نقطة، لكن حظوظه في البقاء تبقى قائمة، ومصيره بأرجل لاعبيه، إلا أن الوضعية الراهنة تجبر النجم على تفادي الهزيمة في المباريات الثلاثة الأخيرة من المشوار، ولو أن تحصيل 7 نقاط في 3 مباريات قد لا يكفي لترسيم النجاة، لأن رصيد 36 نقطة قد يدخل صاحبه في جملة الحسابات المقترنة بأصحاب المركز 12.
والشيء المميز أن نجم بوعقال، سيلعب لقاءين في عقر الديار بطابع «النهائي»، وذلك عندما يستقبل شباب حي موسى في الجولة القادمة، على أن تكون نهاية المشوار باستضافة شباب أولاد جلال، وهما ضيفان يصارعان من أجل تفادي السقوط إلى الجهوي، مما يعني بأن أبناء «بوعقال» ملزمون بعدم التفريط في النقاط بملعبهم، قبل التفكير في سفرية بومرداس.
وفي سياق متصل، فإن وضعية شباب أولاد جلال ضمن كوكبة المهددين ازدادت تعقيدا عقب الهزيمة الأخيرة التي مني بها في عقر الديار على يد الرائد اتحاد خميس الخشنة، لأن «الكرود» أصبح مجبرا على تحصيل 6 نقاط في آخر 3 جولات للخروج نهائيا من منطقة الخطر، والمهمة تبدو في غاية الصعوبة، على اعتبار أنه سيواجه منافسين مازالوا معنيين بالحسابات، انطلاقا من اتحاد سطيف، الذي يبقى بحاجة إلى نقطة لترسيم البقاء، مرورا بنادي الرغاية، المتواجد بدوره في منطقة الخطر، وصولا إلى نجم بوعقال، وعليه فإن شباب أولاد جلال سينهي المشوار بنهائيين «ّناريين» مع منافسين مباشرين، يتقدم عليها بخطوتين على أقصى تقدير في سلم الترتيب.
من جهة أخرى، فإن مأمورية شباب حي موسى في بلوغ عتبة النجاة تبدو للوهلة الأولى في غاية الصعوبة، لأنه يبقى بحاجة إلى 5 نقاط لضمان البقاء، رغم أن الفوز داخل الديار يبقى مضمونا حتى قبل الاحتكام إلى الميدان، في ظل انهيار الضيف سريع بومرداس، وتلقيه هزائم ثقيلة تجاوزت 10 أهداف في مباراة واحدة، لكن صعوبة مهمة أبناء «الفيلاج» تكمن بالأساس في الرحلتين الساخنتين، الأولى ستكون في نهاية هذا الأسبوع إلى عين ياقوت لملاقاة نجم بوعقال، في قمة بطابع «النهائي»، والثانية ستكون في الجولة الأخيرة، عندما يتنقل الشباب إلى المسيلة.
وفاق المسيلة في منعرج حاسم قبل «النهائي»
أما بخصوص وفاق المسيلة فإن صعوبة وضعيته تنطلق بالأساس من المنعرج الحاسم الذي ينتظره، على اعتبار أنه سيضطر إلى التنقل مرتين متتاليتين، الأولى إلى القرارم، والثانية بعدها بأسبوع إلى جيجل، ويبقى لزاما على أبناء «الحضنة» الخروج بنقطتين على الأقل من هذا المنعرج، قبل تنشيط نهائي «النجاة» عند استقبال شباب حي موسى في الجولة الختامية، لأن تجمد الرصيد عند 32 نقطة قبل محطة اسدال الستار من شأنه أن يرهن حظوظ الوفاق في النجاة.
«القرونة» والبويرة على بعد خطوة وبرهوم بمنأى عن الخطر
ولئن كانت الحسابات ترفع عتبة ترسيم البقاء في هذا الفوج إلى 37 نقطة فإن إتحاد برهوم اطمأن مسبقا على مكانته في هذا القسم الموسم القادم قبل الأوان، لأن رزنامته المتبقية تضعه في طريق مفتوح لتجاوز هذه العتبة بنقطة على أقل تقدير، وذلك بخوض لقاء شكلي أمام أضعف فريق في المجموعة، أولمبي مجانة، الأمر الذي يضع الإتحاد بمنأى عن خطر السقوط إلى الجهوي.
وعلى نفس الموجة يتواجد كل من اتحاد سطيف ومولودية البويرة، لأن كل فريق يبقى مجبرا على تحصيل نقطة على الأقل في باقي المشوار لضمان خروجه نهائيا من دائرة الحسابات، والمولودية ستركن إلى الراحة الاجبارية في الجولة القادمة، قبل استقبال الرائد اتحاد خميس الخشنة، لتكون نهاية المشوار بالنزول في ضيافة اتحاد سطيف، وهي المواجهة التي قد يكون التعادل فيها كافيا لترسيم البقاء للفريقين معا، رغم أن «القرونة» باستطاعتها الحسم في مستقبلها مسبقا، وذلك عند استقبال شباب أولاد جلال أو السفر إلى برهوم.
حسابات استثنائية للمادة 69 لتكملة عقد النازلين
وإذا كان شبح السقوط مازال يتربص ب 6 أندية من هذا الفوج، فإن الصراع سيمتد إلى باقي أفواج منطقة الشمال، وذلك لتحديد الثنائي الذي سيكمل عقد النازلين، من خلال اللجوء إلى تطبيق نص الفقرة 4 من المادة 69 من القوانين العامة للفاف، لضمان التساوي في تركيبة الأفواج الأربعة، واعتماد حسابات المفاضلة بين أصحاب المركز 12، والارتكاز سيكون بالانطلاق من مجموعة «وسط - شرق»، التي ستلعب فرقها 28 مقابلة فقط، ونص هذه الفقرة يلغي نتائج صاحب المرتبة 12 مع حامل الفانوس الأحمر في مجموعته، وهو الإجراء الذي سيكون معمولا به لضمان التساوي في عدد اللقاءات الملعوبة، والعتبة في هذه الحالة قد تصل إلى 36 نقطة في فوج «وسط - شرق»، الأمر الذي ستكون له انعكاسات على حسابات باقي مجموعات منطقة الشمال، في صورة مجموعة الشرق، بين شباب ميلة، ترجي قالمة وشباب قايس، والذي لن تتجاوز فيه العتبة 36 نقطة مهما كانت النتائج، في وجود مواجهة مباشرة بين «السيبيام» و»السرب الأسود» في باقي الرزنامة، بينما تبقي الحسابات أفضل بالنسبة لمجموعة الغرب، في ظل حيازة اتحاد الرمشي حاليا 34 نقطة، فضلا عن حصوله على 3 نقاط فقط من مواجهتيه المباشرتين مع صاحب المؤخرة أمل مغنية، في حين مازالت الرؤية يكتنفها الكثير من الغموض على مستوى مجموعة «وسط - غرب»، والصراع يبقى على أشده بين 7 فرق لتفادي 3 مراكز في معادلة السقوط.
صالح فرطاس

 

الرجوع إلى الأعلى