أصبح الصراع من أجل تفادي السقوط إلى الجهوي من قسم ما بين الجهات في مجموعة الشرق منحصرا بين ثلاثة فرق، ويتعلق الأمر بكل من شباب ميلة، ترجي قالمة وشباب قايس، مع حيازة هذا الثلاثي على نسبة من الحظوظ لتجنب التدحرج، والبقاء سويا في هذه الحظيرة الموسم القادم، لأن المعادلة في آخر منعرج من السباق تبقى موزعة على شطرين، الأول يخص الرباعي النازل من هذا الفوج، مع رهن ثنائي الولاية 36 ونعني بهما أولمبي الطارف وشباب الذرعان نسبة كبيرة جدا من آمال "النجاة"، بينما يبقى الشق الثاني من الصراع مقترنا بصاحب المركز 12، وحسابات المفاضلة مع نظرائه في باقي مجموعات منطقة الشمال، ولو أن كل الحسابات تضبط عتبة النجاة في هذه المجموعة عند حدود 41 نقطة، للخروج نهائيا من منطقة الخطر، وهو الرقم الذي يبقى قابلا للانخفاض في حسابات بعض الأندية مقارنة بالبقية، مادام منطق كرة القدم يبقي فرق نصر الفجوج، شباب عين فكرون، شباب عين ياقوت، جمعية عين كرشة ونجم تازوقاغت مهددة، لكن بنسبة ضعيفة جدا.

قراءة: صالح فرطاس

حسابات هذه المجموعة تضع أولمبي الطارف وجاره شباب الذرعان في خانة أكبر المهددين بتكملة أضلاع مربع السقوط "الأوتوماتيكي"، لأن الكيفيات التي كانت الفاف قد ضبطتها بمصادقة الجمعية العامة في نوفمبر 2021، تجعل التدحرج إلى الجهوي، المصير الحتمي لأربعة فرق من كل فوج لقسم ما بين الرابطات بصورة آلية، وحيازة ثنائي الولاية 36 على 29 نقطة قبل 3 جولات من نهاية الموسم، يضع الشباب والأولمبي أمام جملة من الحسابات المعقدة، والتي تنطلق بالأساس من ضرورة الفوز بالمواجهات الثلاثة المتبقية، وانتظار نتائج باقي الفرق، بصرف النظر عن صعوبة مأمورية الذرعان في الجولة ما قبل الأخيرة بعين كرشة، وكذا الأزمة الداخلية التي يعيش على وقعها الفريق، بعد مقاطعة اللاعبين للتدريبات.
وفي نفس الإطار، فإن مهمة أولمبي الطارف صعبة للغاية، رغم أنه قادر على تمديد "السوسبانس"، باستغلال فرصة الاستقبال مرتين متتاليتين، لكن إنهاء المشوار برحلة إلى بني والبان يجعل بلوغ رصيد 38 نقطة أمرا أشبه بالمعجزة، فضلا عن الحسابات، التي قد تبقي هذا الرصيد غير كاف للخروج من مربع المؤخرة.
أزمة "بوقرانة" تعبّد طريق النجاة لشباب قايس
وإذا كانت المعطيات الراهنة تبقي شباب قايس يتقدم بخطوة واحدة عن منطقة الخطر، فإن رزنامة الجولات الثلاثة المتبقية كفيلة بإخراج الشباب من خماسي المؤخرة، رغم أنه سيضطر لخوض مقابلتين خارج الديار، انطلاقا من "ديربي" الجولة القادمة مع نجم تازوقاغت، مرورا باستقبال الجار شباب عين ياقوت، وصولا إلى النزول في ضيافة أمل شلغوم العيد، وهي "السفرية" التي من شأنها أن تعبّد الطريق أمام "القايسية" لحجز مقعد في بر الأمان، وذلك بالاستثمار في وضعية تشكيلة "بوقرانة"، التي تعرفت على مصيرها مسبقا، بدليل أنها كانت قد انهارت بملعب المظاهرات بثمانية أهداف أمام اتحاد تبسة.
من هذا المنطلق، فإن شباب قايس باستطاعته بلوغ رصيد 40 نقطة، دون مراعاة نتيجة "الديربي" مع تازوقاغت، وهو الرصيد الذي سيكون كافيا لترسيم البقاء مهما كانت نتائج باقي الفرق، لأنه حتى وفي حال انتهاء "نهائي النجاة" بين شباب ميلة وترجي قالمة دون فائز، فإن تساوي الفرق الثلاثة في الرصيد النقطي الإجمالي، يمنح الأفضلية لشباب قايس، باحتساب نتائج المواجهات المباشرة.
ترجي قالمة يلعب مصيره في "نهائي" ميلة
على النقيض من ذلك، فإن عامل الأرض قد لا يكون كافيا لترجي قالمة من أجل الخروج نهائيا من دائرة الحسابات، لأن الفوز في عقر الديار على كل من جمعية عين كرشة ومولودية باتنة لا يضمن النجاة بالنسبة للترجي، والحسابات تبقي "السرب الأسود" مطالب بتحصيل 7 نقاط في الجولات الثلاثة الأخيرة من الموسم لترسيم البقاء، مهما كانت نتائج باقي المنافسين، والتجسيد الميداني لهذا الشرط لن يكون بالأمر السهل، لأنه يمر عبر ضرورة تفادي الهزيمة في ميلة، في قمة المؤخرة، والتي ستكون بطابع "نهائي النجاة"، في ظل تواجد الفريقين في نفس المرتبة وبنفس الرصيد.
تواجد الترجي القالمي أمام حتمية بلوغ رصيد 40 نقطة، ينطلق بالأساس من وضعية المنافسين المباشرين شباب ميلة وشباب قايس، لأن "السيبيام" ستنزل في ضيافة فريقين سقطا إلى الجهوي، وهما اتحاد عين البيضاء وشباب الذرعان، بينما قد يستفيد "القايسية" في الجولة الأخيرة من سقوط أمل شلغوم العيد، وعليه فإن "السرب الأسود" ملزم بحسم مصيره في ميلة، وتفادي حسابات المحطة الختامية، والتي قد يضطر فيها لانتظار "هدية العمر" من الذرعان أو "بوقرانة".
ميلة بشعار "الانتصار لتفادي الانتظار"
بالموازاة مع ذلك، فإن شباب ميلة لا يملك أي خيار سوى تحصيل الزاد كاملا في آخر ثلاث جولات من الموسم، لضمان البقاء بصفة رسمية، مادامت كل الحسابات تجعل نجاة "السيبيام" تمر عبر بلوغ رصيد 42 نقطة، وأي نتيجة أخرى ستجبرها على المكوث في "قاعة الانتظار"، لأن أبناء "ميلاف" سيعيشون على وقع "سوسبانس" كبير من جولة لأخرى، مادامت الوضعية الراهنة قد تبقي مصيرهم معلقا إلى غاية الجولة الختامية، شريطة النجاح في حصد 9 نقاط في اللقاءات المتبقية، لأن التساوي مع ترجي قالمة وشباب قايس لا يخدم مصلحة "السيبيام"، ولا حتى مع "السرب الأسود"، والحالة الوحيدة التي قد تكفي لنجاة ميلة دون هذا الرصيد تمر عبر تلقي هدية من الجار أمل شلغوم العيد، بفرملة شباب قايس في الجولة الأخيرة، وإذا تساوي الفريقان في الرصيد فإن فارق الأهداف المحقق في مرحلة الذهاب يمنح  الأفضلية لأبناء "ميلاف" ب (-5) مقابل (-14) لشباب قايس.
خماسي "شكلي" في معادلة السقوط
على صعيد آخر، فإن معادلة السقوط في فوج الشرق مازالت تضم 5 أطراف أخرى، في وجود فرق لم تخرج نهائيا من دائرة الحسابات، ولو أن كل المعطيات تجعل هذا الأمر "شكليا"، لأن مصير هذا الخماسي يبقى بأرجل لاعبيه، في صورة جمعية عين كرشة، التي يكفيها الفوز في عقر الديار على شباب الذرعان لترسيم "النجاة"، وكذلك الحال بالنسبة لنجم تازوقاغت، الذي سيستقبل الجار شباب قايس، في حين تبقى فرق شباب عين فكرون، نصر الفجوج وشباب عين ياقوت بحاجة إلى نقطة واحدة للابتعاد كلية عن شبح السقوط.
حسابات المادة 69 قد لا تخدم فوج الشرق
هذه الحسابات تتعلق بإمكانية سقوط 5 فرق من فوج الشرق، وذلك بعد اتضاح الصورة بنسبة كبيرة جدا بشأن أضلاع مربع النزول، لكن احتمال ارتفاع "الكوطة" إلى 5 ضحايا من هذه المجموعة يبقى واردا، مادام رصيد صاحب المركز 12 في فوج الشرق لن يتجاوز 40 نقطة في أحسن الحالات، في ظل وجود مواجهة مباشرة بين شباب ميلة وترجي قالمة، والرصيد قد يتقلص إلى ما دون ذلك.
وفي هذا الصدد، فإن الاحتكام إلى نص الفقرة 4 من المادة 69 من القوانين العامة للفاف، في حسابات المفاضلة بين أصحاب المركز 12 في المجموعات الأربعة لمنطقة الشمال لا يخدم مجموعة الشرق، لأن العتبة في مجموعة "وسط - شرق" قد تصل إلى 36 نقطة، وهي التي يتم الاستناد إليها، من خلال اللجوء إلى ضمان تساوي تركيبة المجموعات، وذلك بإلغاء نتائج الفريق المعني مع صاحب المؤخرة في مجموعته، وترجي قالمة في هذه الحالة سيخسر من 3 إلى 4 نقاط من الرصيد النهائي، بتجريده من نقاط إما اتحاد عين البيضاء أو أمل شلغوم العيد، بينما ستكون النقاط المخصومة أكثر إذا كان شباب ميلة هو المعني، وقد تتأرجح ما بين 4 و6 نقاط، والوضع ذاته ينطبق على شباب قايس، وبالتالي فإن دخول دائرة الحسابات مع باقي الأفواج سيكون برصيد لا يتجاوز 35 نقطة، إلا أذا كان الفريق المعني هو ترجي قالمة، في الوقت الذي تبقى فيه الوضعية على مستوى مجموعتي الغرب ووسط غرب أفضل نسبيا.     
        ص / فرطاس

الرجوع إلى الأعلى