اعتبر الباحث في العلاقات الدولية، البروفيسور عبد الوهاب بن خليف، أمس، أن هناك العديد من المعطيات، على غرار الموقع الجيوسياسي المهم، تؤهل الجزائر لكي تلعب دورا على المستوى الإقليمي والدولي، وتكون فاعلا مؤثرا في جوارها الإقليمي وفي العلاقات الدولية، في ظل الأزمات الراهنة، منوها بمواقف الجزائر الثابتة والموضوعية والعقلانية، تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وأضاف أن الجزائر ملتزمة بمواقفها المشرفة بالرغم من التبعات السياسية، و أنها تلتزم الحياد الإيجابي و تحرص على النأي بنفسها عن التجاذبات السياسية وتناهض وتندد بسياسة الكيل بمكيالين.

وأوضح المحلل السياسي، البروفيسور عبد الوهاب بن خليف، في تصريح للنصر، أمس، أن من أهم الثوابت التي تحكم الدبلوماسية الجزائرية، منذ الاستقلال هي عدم التدخل في شؤون الآخرين ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، حل الأزمات الدولية بالطرق السياسية والدبلوماسية ودعم حركات التحرر، مضيفا في هذا السياق، أنه عندما نتحدث عن توجهات السياسة الخارجية، يجب دائما أن نربطها بهذه الثوابت الأربعة.
وفي هذا الإطار، أكد البروفيسور عبد الوهاب بن خليف، أن مواقف الجزائر، تجاه القضايا الإقليمية والدولية، ثابتة وموضوعية، كما أنها عقلانية من منطلق أنها دائما تناصر القضايا العادلة وتدعم الشعوب التي تناضل من أجل حريتها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية، مضيفا في السياق ذاته، أن الجزائر من الدول القلائل التي لحد الآن، مواقفها ثابتة وصامدة، فيما يخص الحق الفلسطيني والحق الصحراوي.
واعتبر الباحث، أن الأغلبية الساحقة من دول العالم وحتى أنه في بعض الأحيان لا تتفق مع المواقف الجزائرية، ولكن تحترم هذه المواقف، مبرزا أن الجزائر ملتزمة بمواقفها بالرغم من التبعات السياسية لهذه المواقف المشرفة، والتي كلفت الجزائر كثيرا.
وأضاف أن الدبلوماسية الجزائرية عادة، تلتزم الحياد الإيجابي، بمعنى أنها لا تتدخل في شؤون الدول، لكن إذا اقتضت الضرورة  و تدخلت في قضية ما، فهي تتدخل في الجانب الإيجابي، ومن إيجابيات الدبلوماسية الجزائرية، أنها منفتحة على كل دول العالم  باستثناء الكيان الصهيوني ، لافتا إلى أن الدبلوماسية الجزائرية، عادت بقوة إلى الساحة الدولية من البوابة الأوروبية والبوابة الروسية وأيضا الصينية ومن أمريكا اللاتينية وغيرها .
وأشار المحلل السياسي،  إلى الزيارات التي قام بها العديد من المسؤولين والوفود  إلى الجزائر، من بينها زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف مؤخرا .
كما تحرص الجزائر، حرصا شديدا على النأي بنفسها عن التجاذبات السياسية وهي ترفض أن تكون طرفا ضد طرف آخر ، كما أنها كانت منذ الستينات ، تندد وتناهض، سياسة الكيل بمكيالين، خاصة بالنسبة للقضايا العربية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية إلى جانب قضايا أخرى في العالم .
وأضاف أن الدول الغربية ، تدعم الكيان الصهيوني على حساب الفلسطينيين ، كما تتعامل الدول الغربية بطريقة إيجابية، إذا كانت الدولة أوروبية، في المقابل إذا كانت الدولة عربية، لا تتعامل هذه الدول الغربية معها بنفس المنطق والمعاملة وهذا مرفوض ، لافتا في هذا الصدد، إلى الأزمة الأوكرانية و تضامن الدول الأوروبية ودعمها لأوكرانيا حاليا، في المقابل هناك دول عربية تعاني من أزمات، لكن الدول الغربية لم تتعاط بإيجابية مع هذه القضايا و الأزمات.
كما أكد الباحث أن الجزائر دولة كبيرة بشعبها ودبلوماسيتها وموقعها الجغرافي الجيوسياسي المهم وثقافتها، كما أنها دولة غنية،  معتبرا أن هذه المعطيات تؤهلها، لكي تلعب دورا على المستوى الإقليمي والدولي، خاصة في ظل الأزمات الراهنة ومنها الأزمة الأوكرانية والأزمة الليبية والمالية، مشيرا في هذا السياق، إلى أن الغرب يركز دائما على دور الجزائر في مالي، بحيث يعتبر أن  المقاربة الجزائرية في حل الأزمة المالية، ضرورية، كما أن الدول الفاعلة، تركز أيضا على دور الجزائر في ليبيا، بحيث تعتبر أن  المقاربة الجزائرية السياسية والدبلوماسية، تركز على الحل السياسي في ليبيا.
ومن جانب آخر ، شعار الجزائر هو لم الشمل بالنسبة للدول  العربية وحل الخلافات وضرورة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
ويرى البروفيسور عبد الوهاب بن خليف، أن الجزائر مؤهلة لكي تكون فاعلا مؤثرا في جوارها الإقليمي وفي العلاقات الدولية ، من خلال محاولة دعم الحلول السياسية  في الكثير من القضايا والأزمات في المنطقة العربية، وخاصة أن هناك قمة عربية ستحتضنها الجزائر، مضيفا أن هناك رهان كبير من قبل الكثير من القوى الإقليمية والدولية على دور الجزائر مستقبلا.
وأوضح أن انعكاسات الأزمة الأوكرانية، خلال الأيام والشهور القادمة، ستكون وخيمة على الاقتصاد الأوروبي وأن هناك تعويل على دور الجزائر، سواء في قضايا الاستثمار والتبادل التجاري، بالنسبة للغاز والبترول وغيرها.
مراد -ح

الرجوع إلى الأعلى