حجر الكوارتز و يجسد تحفا فنية مذهلة
يتخذ الحرفي عبد المجيد بعزيز القاطن بولاية بسكرة من حرفة النحت على أحجار الكوارتز النادرة  مهنة له ورثها عن جده و والده، وقال أن هذه الحرفة تمنحه الثقة بنفسه أكثر و يحلم بتطويرها والمشاركة بها في معارض دولية مستقبلا بعدما جاب 48 ولاية داخل الوطن.  
و أوضح السيد عبد المجيد للنصر التي التقت به في صالون الصناعات التقليدية والحرف بتيزي وزو، أن البحث والنحت على أحجار الكوارتز النادرة في البداية كانت بمثابة هواية له، إلا أنه ومع مرور الوقت اتخذها حرفة له ومهنة لتكون مصدر رزقه بعدما يضفي عليها لمسته الفنية الخاصة ويبيعها لزبائنه لتستعمل للديكور والزينة في الصالونات والفنادق وقاعات الاستقبال، مشيرا إلى أن عشقه لهذه المهنة كبر معه ولا يمكنه التخلي عنها رغم صعوبة البحث عن هذه الأحجار.  ويقول محدثنا عن أحجار الكوارتز أنها بركانية موجودة في الطبقة الثانية من الأرض لديها أكثر من 75 ألف قرن و بها 28 نوعا وهي موجودة في منطقة سياحية تدعى غوفي تبعد عن مقر سكناه في قرية بانيان دائرة مشونش في ولاية بسكرة بنحو أربعة كيلومترات، مضيفا بأنه يحب التعمق في خصائصها والبحث عن معلومات حولها ، وأشار إلى أن العثور عليها يتطلب منه جهدا معنويا و وقتا طويلا خاصة الأحجار الكبيرة التي غالبا ما تزيد مدة بحثه عنها عن الثلاثة أشهر، رغم خبرته و درايته الكاملة عن مناطق تواجدها، مضيفا أنه الوحيد على المستوى الوطني الذي يقوم بهذه الحرفة.  و واصل قائلا بأنه عند استخراج هذه الأحجار من باطن الأرض يقوم بنحتها لإعطائها شكلا جميلا ثم يكسرها إلى نصفين لتظهر الطبقة الموجودة بداخلها وهي تتلألأ كالجواهر و الأحجار الكريمة خاصة عندما تقابل الضوء أو أشعة الشمس لتعطي لمعانا غاية في الروعة، وهو ما جعل الزوار من مختلف فئات المجتمع و طبقاته يتوّقفون أمام جناح منحوتاته و يستفسرون عن نوع هذه الأحجار التي لم يشاهدوا مثلها من قبل، فيما يعتقد البعض الآخر بأنها اصطناعية وليست طبيعية رغم شرحه المطوّل بخصوص طريقة استخراجها من باطن الأرض وأماكن تواجدها.  وعن أسعار تحفه الفنية النادرة، قال الحرفي عبد المجيد أنها تتراوح بين 1000 دج و 30ألف دج، و ذلك حسب أشكالها وأحجامها وجمالها، و رغم غلائها إلا أنّ الزبائن يقتنون قطعا منها للديكور خاصة أصحاب المال الذين لا يهمّهم سعرها بقدر ما يهمّهم شكلها وبريقها.  ولم  يكتف عبد المجيد بما يملكه من مهارة في تحويل الأحجار إلى تحف فنية، بل يطمح إلى تطويرها من خلال ما يملكه من رؤية فنية وموهبة، إذا ما تلقى الدعم من الدولة خاصة قطاع السياحة و الصناعات التقليدية لأنه مهووس بالإبداع مثلما قال، مشيرا إلى أنه يفكر حاليا في استخراج الحلي من المادة اللامعة الموجودة بداخلها على طريقته الخاصة ليفرض نفسه وسط الحرفيين ويسافر بها إلى المعارض الدولية حتى يشرّف بلده بعدما جاب مختلف معارض الجزائر و زار 48 ولاية.
 سامية إ

الرجوع إلى الأعلى