يشهد منبع يوكوس أو « بوعكوس « المعدني ببلدية الحمامات ولاية تبسة « 18 كلم غرب عاصمة الولاية «  نشاطا كثيفا للعائلات والأفراد  خلال فصل الصيف ، لاسيما العائلات التي تجد متعة متميزة بصعود الجبل حتى مكان خروج المياه وبداية الشلال  الذي عاد للجريان منذ 3 سنوات تقريبا.
و فيما يقصده البعض  للتنزه و يفضل البعض الآخر التقاط صور تذكارية بجانب هذه المياه المتدفقة التي تنساب فوق أرضية أسمنتية مستطيلة الشكل تسمح بوقوف الأفراد عليها دون وجود خطر، ويلاحظ زوار المنبع أن السلطات المحلية بذلت جهودا معتبرة لتحسين محيطه، أين بادرت بتعبيد الطريق المؤدي إليه من مدينة الحمامات على مسافة 5،3 كلم، و إنجاز موقف للسيارات وتهيئة الأرصفة والجدران المحيطة، مما أضفى على المكان رونقا أكثر و حوّله إلى منطقة جذب بامتياز، كما قامت السلطات بتهيئة المسلك الجبلي المؤدي إلى الشلال، لتسهيل عملية صعود المسنين والنساء و الأطفال بدون مشقة.
 و قد شجع التوافد الكبير للمواطنين على منبع بوعكوس السياحي ممارسة مختلف الأنشطة التجارية قرب المنبع  خاصة الشواء الذي أصبح ميزة المكان، حتى و إن كانت لا تتوفر على مقاييس سياحية تضمن راحة أكبر وخدمات راقية للزائرين الذين يعج بهم الموقع. و يقدر الناشطون في مجال السياحة بالبلدية عدد السيارات التي يتوافد أصحابها على منبع بوعكوس  بأزيد  من ألف سيارة، و تزداد الحركة أكثر أيام العطل، لا سيما يومي الجمعة والسبت، ولا تخلو سيارة من وجود أواني لأخذ مياهه المعدنية العذبة التي تعالج الكثير من الأمراض وخاصة منها أمراض الكلى والجلد ، كما لا يقتصر الأمر على سكان ولاية تبسة فحسب، و إنما يلاحظ الزائر قدوم سيارات من عدة ولايات وخاصة المجاورة لولاية تبسة، مما يؤكد شعبية هذا المكان و أهميته في السياحة الجبلية، غير أن انعدام الحضور الأمني  يلقي بظلاله القاتمة على الزائرين ويفتح المجال لتصرفات المنحرفين الطائشة التي تؤذي سكان المنطقة، و تعكر صفو راحة الزوار و بشكل خاص العائلات، وهو انشغال قديم جديد  ظل يطالب به الجميع منذ عدة سنوات، أملين إعادة تأهيل قرية بوعكوس التي يزيد عمرها عن ألف سنة و الواقعة ببلدية الحمامات و التي تحتل مكانة بارزة في عملية تطوير السياحة الوطنية، و حظيت قبل فترة بغلاف مالي هام يقدر بـ 215 مليون دينار جزائري لأجل ذلك.
و قد تم تعيين مكتب دراسات متخصص للتكفل بأشغال إعادة التأهيل مع مراعاة الهندسة المعمارية التقليدية للموقع و وسطه الطبيعي و البيئي مع إمكانية إشراك مستثمرين من داخل و خارج الوطن، كما أخذت عملية إعادة الاعتبار لقرية يوكوس بعين الاعتبار عدة جوانب، منها تعزيز المناظر الطبيعية و المحافظة على الوسط الطبيعي و ترميم المنازل العتيقة و العمل على تنظيم استقبال الجمهور في أفضل الظروف المتعلقة بالرفاهية و الأمن، علاوة على إعادة تأهيل المباني العتيقة، يتضمن هذا المشروع إنجاز بنغالوهات و أكشاك متعددة الخدمات و فضاءات للعب و الاسترخاء و مضامير لممارسة الرياضة إضافة إلى إعادة تهيئة طريق الولوج إلى الكهف المتواجد بأعالي هذا الموقع و توسعة حظيرة ركن المركبات حسب ما  أكده مسؤولو قطاع السياحة بالولاية.
 و يتربع موقع يوكوس على مساحة إجمالية تقدر ب22 هكتارا حيث أن 1,9 هكتار منها تحتضن قطبين سكنيين هما «راس السور» و «المدة»، كما يطل على الغابة التي يطلق عليها محليا «الغابة» و التي تعبر وادي بوعكوس.  و تشهد الآثار المتبقية للحمامات و التي تم اكتشافها بهذه القرية، على تواجد الرومان بهذه المنطقة في القرن الأول من هذا العصر حيث كان يطلق على موقع يوكوس «أكوا سيزاريس» و هو ما يعني»يوكوس الحمامات» حيث كان هذا الموقع يمثل همزة وصل عسكرية للرومان على طريق إستراتيجية كبيرة بين كل من قرطاج (تونس) و لامبيز (باتنة) عبر تيفاست (تبسة) و تاموقادي (تيمقاد بباتنة)، وخلال الفتوحات الإسلامية استقر المسلمون بهذه المنطقة التي تمتاز بمنابعها المائية التي لا تنضب و بطبيعتها السخية الساحرة، واستفادت قرية يوكوس التي تمتاز بالهواء النقي و الانتعاش طوال أيام السنة و الواقعة وسط بيئة طبيعية ساحرة و المحاطة بالمنابع المعدنية الطبيعية خلال السنوات الأخيرة من عدة عمليات تهيئة و تجهيز و هذا من أجل توفير أفضل الظروف لاستقبال محبي سياحة الجبال.  
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى