تشن مصالح الشرطة والدرك الوطني بعنابة في الأيام الأخيرة، حربا على أصحاب الدرجات النارية المشبوهة التي تستخدم في السطو والاعتداء على المواطنين في وضح النهار، حيث سجلت عدة عمليات سطو على محلات تجارية ومحطات وقود باستحضار دراجات لتسهيل الفرار والاختباء.
واستنادا لمصدر أمني للنصر، فقد سُجل ارتفاع مقلق لاستخدام الدرجات النارية في عملية السطو والاعتداء، ما استدعى تكثيف مصالح الشرطة والدرك الوطني لدورياتها ونصب الحواجز للتفتيش والمراقبة، خاصة على إثر تداول فيديو، لقيام شابين بالسطو على محل لبيع السجائر بحي «لبالمي» غرب وسط المدينة، بعدما قدما على متن دراجة نارية وقاما بترويع بائع في الستينات من العمر باستخدام سيوف كبيرة الحجم، حيث قاما بالاستيلاء على مبلغ مالي معتبر وضرب الضحية ثم الفرار إلى وجهة مجهولة، حسب ما بينته مشاهد كاميرا المراقبة التي كانت موجودة بالمحل، فيما تجري عملية التعقب والملاحقة بعد تحديد هوية الفاعلين.
كما حاول شخصان الاعتداء على عمال بمحطة وقود بالبوني، باستخدام خنجر وكانا على متن دراجة نارية تحت تأثير الأقراص المهلوسة، وقد فرا بعد اكتشاف رصدهما بكاميرات الحماية التي كانت مثبتة بالمحطة.
وفي ذات السياق، أوقفت وحدات الشرطة في الأيام الأخيرة 74 دراجة نارية وتم تسجيل 83 جنحة، أفضت إلى إنجاز ملفات قضائية في حق مشتبه فيهم و وضع 22 دراجة في المحشر، بينما سمحت عملية المراقبة الإدارية والأمنية خلال شهر ماي الفارط، بتفتيش 241 دراجة نارية.
وتهدف حملة مصالح الشرطة، حسب مصادرنا، إلى حجز جميع الدرجات النارية التي يسير أصحابها دون وثائق  تحويلهم للفحص والتأكد من هوياتهم، لتوقيف المطلوبين لدى العدالة ومحل الشكاوى من قبل المواطنين.
واستنادا لمصالح الأمن، فإن القيام بالعمليات الشرطية يهدف للقضاء على العصابات التي تستخدم الدراجات النارية في عملية السرقة والاعتداء على المارة، سواء بوسط المدينة أو الأحياء الراقية والساحلية، قبل هروب أفرادها وسلك طرقات فرعية لا توجد بها تغطية بكاميرات المراقبة.
من جهتها تُنفذ وحدات الدرك الوطني بعنابة، عدة عمليات لتوقيف العصابات التي تستغل الدراجات النارية في السطو، حيث تمكنت في تدخلات متفرقة خلال هذا الأسبوع، من توقيف 8 أشخاص في قضايا سرقة واعتداء على المواطنين، و تتراوح أعمارهم ما بين 21 و 56 سنةـ كما أسفرت العمليات عن حجز كمية من الأقراص المهلوسة والأسلحة البيضاء الموجهة للاعتداءات على الأشخاص، ليتم إنجاز ملفات قضائية وتقديم الموقوفين أمام الجهات المختصة قضائيا.
و وفقا لمصادرنا، فقد أصبحت الدراجات النارية التي انتشر استخدامها بشكل كبير جدا خلال الأعوام الأخيرة، تتسبب في حوادث مرور ومناورات خطيرة، أودت بحياة أشخاص، وكان آخر حادث وقع بحي جوانو صبيحة أول أمس، على إثر اصطدام دراجة نارية كان على متنها شابان يبلغان من العمر 17 و 24 سنة، ينحدران من حي إمام مسلم بالبوني، اصطدما بالفاصل الإسمنتي للطريق، حيث توفي السائق بعين المكان، ثم لحق به مرافقه بعد فشل الجهود الطبية في إنقاذه بمستشفى ابن رشد الجامعي.
ومع حلول موسم الاصطياف، دخل القرار الولائي المتعلق بمنع سير الدراجات النارية عبر إقليم بلدية عنابة خلال الموسم الصيفي، حيز التطبيق، حيث  ينص على منع سير الدراجات النارية ابتداء من الساعة الرابعة مساء إلى غاية السابعة صباحا، بوسط المدينة والمواقع السياحية، لتسببها في إزعاج السكينة والمواطنين خاصة ليلا.
وتسهر مصالح الأمن العمومي والدرك الوطني على تطبيق القرار، بعد وضع لوحات مرورية بالشوارع الكبرى ومختلف الأماكن التي تدخل ضمن مخطط السير الجديد الخاص بالدراجات النارية.
ويأتي تطبيق هذا الإجراء، للحفاظ على السلامة المرورية للمواطنين والمصطافين وكذا السياح القادمين إلى مدينة عنابة، ولوقف المناورات الخطيرة التي يقوم بها أصحاب الدراجات النارية، خاصة بالشريط الساحلي الذي يشهد إقبالا كبيرا للمصطافين خلال هذه الفترة.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى