عبر المترشحون لنيل شهادة البكالوريا لمختلف الشعب، أمس، عن ارتياحهم لمستوى مواضيع مادتي الأدب العربي والعلوم الإسلامية، التي كانت في المتناول ومستمدة من المقرر الدراسي، وأجمعوا على أن الانطلاقة كانت موفقة، على أمل أن تسير الأمور على نفس المسار خلال باقي الامتحانات.

سارت امتحانات اليوم الأول لشهادة البكالوريا دورة جوان 2022 في أجواء هادئة على مستوى أكثر من 2500 مركز إجراء عبر الوطن، بفضل توفير كافة الوسائل لتمكين المترشحين من اجتياز هذه الامتحانات في أحسن الظروف، بعد أن قضوا عدة أشهر في الإعداد لها.
والتحق مجمل الطلبة في الوقت المحدد إلى مراكز الإجراء خلال الفترتين الصباحية والمسائية، دون تسجيل حالات تأخر بسبب اكتظاظ الطرقات، بفضل المخطط الأمني الذي يستهدف خاصة ضمان انسيابية حركة المرور، وتأمين محيط مراكز الامتحان.
وشرع المؤطرون في استقبال المترشحين بعد فتح أبواب المراكز في الفترتين الصباحية والمسائية، بتفحص الاستدعاءات والبطاقات الشخصية، وتفتيش الطلبة لسحب الوثائق أو الوسائل التكنولوجية التي قد يحملونها معهم إلى قاعات الامتحان، ليتم بعدها توزيع المواضيع في الوقت المحدد.
وأجمع المترشحون في الشعب الست على سهولة موضوع اللغة العربية وآدابها، الذي تضمن موضوعين اختياريين الأول كان عبارة عن نصين الأول نثري والثاني شعري، في حين تباينت مواقف وأراء الطلبة بخصوص امتحان موضوع العلوم الإسلامية الذي جرى في الفترة المسائية، فقد رآه البعض أصعب نوعا ما مقارنة بموضوع الأدب العربي، فيما أكد آخرون بأن من راجع جيدا سيحصل على نتائج مرضية.
ولم تختلف انطباعات الطلبة بمختلف مراكز الإجراء، عن الظروف الملائمة التي أحاطت بانطلاق امتحانات شهادة البكالوريا، وغياب مظاهر الغش ونشر المواضيع على شبكات التواصل، بفضل التدابير الصارمة التي اتخذتها الوصاية، وكذا نجاح الحملات التحسيسية.
وشهد انطلاق الامتحانات بالعاصمة نفس الأجواء المريحة التي شملت كافة الولايات، وأشرف مدراء التربية غرب ووسط وشرق على انطلاق دورة جوان 2022، مع إسداء التعليمات للمؤطرين بالسهر على إنجاح هذا الموعد التربوي الهام.
أزيد من 22 ألف مترشح بقسنطينة
وبقسنطية شرع 22 ألف و 900 تلميذ في اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا موزعين على 67 مركز إجراء، وانطلقت هذه الامتحانات رسميا تحت إشراف الوالي من ثانوية الأختين سعدان في شارع الكدية.
وبحسب مديرية التربية بلغ عدد المترشحين المتمدرسين 14 ألفا و792 مترشحا موزعين على 46 مركز إجراء، إلى جانب 8 آلاف مترشح حر موزعين على 21 مركز إجراء، كما اجتاز هذه الامتحانات 108 من نزلاء مؤسسة إعادة التأهيل بوالصوف.
وتضم دائرة قسنطينة وحدها 23 مركز إجراء، تستقبل 7 آلاف و909 مترشح، سخر لتأطيرهم 2460 موظفا، في حين بلغ العدد الإجمالي للمؤطرين على مستوى الولاية 7 آلاف و722 مؤطرا، بالإضافة إلى 73 ملاحظا، كما فتحت مديرية التربية الوطنية 14 مركزا للإيواء و45 مركزا للإطعام، إذ يرتقب تقديم أكثر من 38 ألف وجبة طيلة أيام الامتحان.
ولاحظت «النصر» عند انتهاء الفترة الصباحية التي اجتاز فيها المترشحون امتحان اللغة العربية الهدوء على أغلبية التلاميذ، وأكد تلاميذ شعبة اللغات الأجنبية في حديث معهم، أن الأسئلة كانت في المتناول، ولم تتضمن أسئلة تحتمل إجابات متعددة، في حين أوضح تلاميذ من شعبة الآداب والفلسفة أنهم وجدوا في الأسئلة بعض الصعوبة، وأكد تلاميذ من شعبة التسيير والاقتصاد الذين اجتازوا الامتحان في ثانوية يوغرطة أن الموضوع لم يكن صعبا جدا، دون أن يخفوا تركيزهم بشكل أكبر على مواضيع المواد الأساسية وذات معامل مرتفع.
واجتاز المترشحون في الفترة المسائية امتحان التربية الإسلامية، وأكد البعض بأنهم لمسوا فيه صعوبة مقارنة بامتحان اللغة العربية، ورأوا بأن ذلك يعود إلى الأسئلة «غير المباشرة» التي تحتمل أكثر من إجابة واحدة، وأضاف مرشحون أن بعض أسئلة التربية الإسلامية تستوجب الإجابة من الآيات القرآنية، ما يستدعي الاعتماد على الفهم، لتجنب تقديم إجابات قد لا تكون مناسبة.
من جهة أخرى، أوضح المكلف بالاتصال بمديرية التربية جمال بن شنعة، في اتصال معه بأن اليوم الأول من امتحان البكالوريا في قسنطينة لم يسجل فيه أي حالة غش على مستوى جميع المراكز التي نظم فيها الامتحان.
فتح بيوت الشباب لاستقبال وإيواء المترشحين بخنشلة
سادت نفس الأجواء التنظيمية بكافة مراكز الإجراء عبر الوطن، من بينها التابعة لولاية خنشلة التي بلغ بها عدد المترشحين النظاميين 6148 موزعين على 23 مركزا، إضافة إلى أكثر من 2600 مترشح حر، و216 من نزلاء مؤسسة إعادة التأهيل.
وبحسب مدير التربية للولاية رشيد بودربالة، فقد تم توفير كل الوسائل المادية والبشرية، والظروف المناسبة لضمان السير الحسن لهذه الامتحانات والتكفل الأمثل بالمترشحين، خاصة الموزعين على مراكز الامتحان البعيدة، بتسخير حافلات لضمان النقل بين البلديات، وتوزيع وجبات غذائية على الممتحنين والمؤطرين.
كما تم فتح بيوت الشباب بعدة بلديات تحت تصرف المترشحين القادمين من بلديات بعيدة، إلى جانب فتح جميع أبواب المؤسسات الشبانية لفائدة المترشحين خلال فترات الراحة الفاصلة بين الامتحانات، إلى جانب تسخير أخصائيين نفسانيين لمرافقة الممتحنين.
وبولاية برج بوعريريج، أكد الوالي خلال إشرافه على انطلاق الامتحانات من ثانوية بلميهوب عبد الرحمان، على إيلاء أهمية خاصة لهذا الحدث التربوي الهام، فضلا عن العناية بالجانب النفسي للممتحنين، بتدعيم مراكز الإجراء بمختصين في المجال، مع الأخذ بعين الاعتبار ذوي الاحتياجات الخاصة والمساجين، بتوفير الإمكانيات اللازمة لتمكينهم من التعليم، وفتح مراكز خاصة بهم وتأطيرها.
وأحصت مديرية التربية للولاية 12 ممتحنا من المعاقين حركيا وبصريا، و238 ممتحنا بمؤسسات إعادة التربية، وأكثر من 13 ألف مترشح نظامي، موزعين على 50 مركزا يشرف على تأطيرهم أكثر من 4 آلاف موظف وأزيد من 3 آلاف حارس.
ارتياح لدى المترشحين بميلة لمستوى المواضيع
وعبر المترشحون بولاية ميلة عن ارتياحهم لمضمون الأسئلة، التي كانت في المتناول، وبحسب المعلومات التي استقتها «النصر» على هامش إشراف والي الولاية على إعطاء إشارة انطلاق الامتحان بمركز بن طبال سليمان بميلة، فقد تم تخصيص وجبات غذائية لفائدة المترشحين الذين فاق عددهم 15 ألف ممتحن موزعين على 53 مركز إجراء، نصفهم تقريبا في شعبة العلوم التجريبية.
كما جرت امتحانات شهادة البكالوريا بولاية سكيكدة في ظروف حسنة، حيث أجمع الكثير من الممتحنين على أن أسئلة اليوم الأول الخاصة بمادة اللغة العربية كانت في المتناول وجاءت من المقرر الدراسي.
وأحصت مديرية التربية للولاية، أكثر من 11 ألف ممتحن نظامي وحوالي 6400 مترشح حر، و80 مترشحا من المؤسسات العقابية موزعين على 65 مركز إجراء يؤطرهم أزيد من 6 آلاف مؤطر.
وتباينت آراء الممتحنين في شهادة البكالوريا بعنابة، بين شعب آداب وفلسفة والشعب العلمية، حيث اعتبر أصحاب الشعب العلمية بأن الإجابة على الموضوع تختلف حسب تحضير كل تلميذ، فيما كانت في المتناول لدى الأدبيين.
نفس الانطباع بالنسبة لمادة العلوم الإسلامية، فهناك من اعتبر الأسئلة سهلة والبعض الأخر اعتبرها معقدة نوعا ما، وحسب ما عاينته «النصر» بمركز الإجراء 19 مارس بمدينة البوني، فقد جرى امتحان اليوم الأول في ظروف تنظيمية محكمة من الجانب البيداغوجي والصحي، مع الوقوف على بقاء عدد كبير من الأولياء خارج المؤسسات إلى غاية خروج أبنائهم.
وحسب مديرية التربية لم تسجل أي تجاوزات، مع تقديم تسهيلات بالنسبة لبعض التلاميذ الذين فقدوا بطاقات التعريف قبيل دخول القاعة أو في الفترة المسائية، تم طلب جواز السفر كبديل عن بطاقة التعريف للتأكد من هوية الممتحن.
وسجلت مديرة التربية للولاية مشاركة 18 ألف مترشح في امتحان البكالوريا، في حين كان الافتتاح الرسمي من ثانوية جوامع محمد بحي بوخضرة في البوني.
وبولاية تبسة سادت نفس الأجواء التنظيمية المحكمة التي تم توفيرها لفائدة أكثر من 17 ألف مترشح، موزعين على 60 مركز إجراء، يشرف عليها أكثر من 7 آلاف مؤطر تربوي وأزيد من 1900 مؤطر إداري.
وأفاد بعض التلاميذ بأن أسئلة مادة اللغة العربية كانت في متناول الجميع، معربين عن ارتياحهم للإجراءات التنظيمية التي وفرتها مختلف المصالح المعنية من أجل إنجاح هذا الموعد التربوي.
تفاؤل لدى المترشحين بولاية الوادي
وبولاية الوادي أبدى عدد من المترشحين تفاؤلهم خلال اليوم الأول من امتحانات شهادة البكالوريا في مادة اللغة العربية، بمن فيهم طلبة الشعب الأدبية، آملين إكمال باقي المواد على نفس المنوال، كما عبر الممتحنون عن ارتياحهم للتراجع المحسوس في درجات الحرارة بعد أن فاقت في الأيام الأخيرة 45 درجة، مما ساعدهم على تخطي اليوم الأول في ظروف مريحة.
وسخرت مديرية التربية بالوادي كافة الامكانات المادية لإنجاح دورة جوان 2022 بما فيها البروتوكول الصحي، مع تخصيص معدات التكييف، وتوفير قرابة 40 حافلة لضمان تنقل الهيئة المؤطرة من أمانة وحراس نحو مراكز الامتحان.
وبلغ عدد المرشحين بالولاية 13 ألف و500 مترشح، موزعين على 60 مركز إجراء، تضم في مجملها أكثر من 752 قاعة امتحان، يشرف عليها قرابة 5 آلاف مؤطر.   
المراسلون/ل-ب

الرجوع إلى الأعلى