اعتبر محللون سياسيون، أمس، أن تصريحات الاتحاد الأوروبي، عقب تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا، هي للمزايدة السياسية وأنها لا تستند لأي أساس قانوني وأوضحوا أن الاتحاد الأوروبي، يحاول التظاهر بأن مواقفه موحدة، في وقت يواجه تضارب المصالح بين أعضائه ، و نوهوا بالمواقف الجزائرية العقلانية و تحول الدبلوماسية إلى ممارسة نوع من الردع.
وأوضح المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور بشير شايب في تصريح للنصر، أمس، أن موقف الاتحاد الأوروبي، عقب القرار الذي اتخذته الجزائر بتعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي تربطها بإسبانيا، لا يستند إلى أساس قانوني وأنه موقف للاستهلاك السياسي.
وأضاف أن معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا، هي اتفاق ثنائي بين دولتين ولم تتم باسم الاتحاد الأوروبي كتكتل وعليه فإن موقف الاتحاد الأوروبي، هو للمزايدة السياسية ومحاولة إظهار أن الاتحاد الأوروبي يدعم كل أعضائه، إذا تعلق الأمر بأزمة مع طرف آخر.
كما أكد أن تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا، قرار سيادي اتخذته الجزائر بعد تعرضها لما يشبه الخيانة السياسية التي قامت بها إسبانيا بانخراطها في مخططات معادية ، خاصة وأنها تحاول استمالة المغرب بمقايضة سبتة ومليلة بالصحراء الغربية.
ومن جانب آخر، أشار الباحث في العلاقات الدولية، إلى أن الأمور قد تتطور في إسبانيا إلى سحب الثقة من الحكومة الحالية، خاصة وأن هناك أطرافا سياسية  كثيرة، نددت بما أقدمت عليه الحكومة، بتغيير موقفها من قضية الصحراء الغربية وتناغمها مع الأطروحات الاستعمارية المغربية.
وبالنسبة للمبادلات التجارية بين الجزائر وإسبانيا ، ذكر المحلل السياسي، أن للجزائر بدائل كثيرة فيما يخص استيراد السلع الإسبانية، بحيث يمكن لها أن تتحول إلى وجهة أخرى بكل بساطة، بينما الخسائر تعود على المتعاملين الإسبان.
ويرى أن إسبانيا لا يمكنها التضحية بعلاقاتها مع الجزائر خاصة  علاقاتها الطاقوية، وبالتالي فإن الجزائر ما زالت تملك كل أوراق  الضغط ومازالت سيدة موقفها، و ليس لها ما تخسره، لأن كل  الظروف الدولية في صالحها.
ومن جانب آخر، أوضح المحلل السياسي، أن من مصلحة الجزائر، إعادة النظر في اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، لأنه بكل المقاييس الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وانعكاساته سواء على المدى المتوسط أو البعيد هو اتفاق مجحف ليس فيه معادلة رابح - رابح.
ومن جانبها، أكدت أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتورة عابر نجوى في تصريح للنصر، أمس، أن الدبلوماسية الجزائرية، تحولت إلى ممارسة نوع من الردع الدبلوماسي أو دبلوماسية هجومية، على أساس تفعيل توازنها الاستراتيجي في المنطقة، مضيفة أن الجزائر في هذه الفترة تريد استثمار تفوقها و توازنها وفرض معادلة جديدة في المعاملات الدبلوماسية، مشيرة إلى رفض الجزائر لتصريحات الاتحاد الأوروبي، عقب القرار السيادي الذي اتخذته الجزائر بتعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي تربطها بإسبانيا. وأكدت الدكتورة عابر نجوى، أن المواقف الجزائرية عقلانية.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي، يحاول إظهار أن لديه موقفا موحدا، لكن في الواقع ، مصالح دول الاتحاد الأوروبي متضاربة وهذا ما أثبتته سياسات إسبانيا، إيطاليا ، فرنسا وألمانيا في كل القضايا المركزية، وقد أثبتت أزمة كورونا التصدع الحاصل في دول الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت أن أوروبا اليوم طرف ضعيف وهي تحت تجاذبات وتحت رحمة روسيا ، حيث تبحث اليوم عن بدائل لتقليل حاجتها من الغاز الروسي وكيفية مواجهة صعود أسعار النفط والغاز وغيرها.
كما أكدت أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن موقف إسبانيا الأخير، حول القضية الصحراوية  غير عقلاني، وقالت أن رئيس الوزراء الاسباني ، أدخل إسبانيا في نفق خاصة في هذه الفترة وهذا ما عبرت عنه ردود مختلف التيارات السياسية، سواء اليمينية أو اليسارية أو الوسطية في إسبانيا وثورة الإعلام والصحف الإسبانية على الحكومة الإسبانية ومواقفها الأخيرة.             مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى