ملفات تصنيف معالم وهران جاهزة
تدشين دار الثقافة بعد أكثر من عشرية من غلقها
ترأست وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي أول أمس الخميس اجتماعا بمقر ولاية وهران في جلسة مغلقة مع مدراء الثقافة لولايات الغرب و محافظي المهرجانات الثقافية، من أجل ضبط آخر الروتوشات و وضع اللمسات الأخيرة للبرامج المخصصة لألعاب البحر الأبيض المتوسط ، من تظاهرات ومهرجانات، بمشاركة دولية، حيث سترافق البرامج الثقافية الحدث الرياضي، من خلال تقديم عروض سينمائية لأفلام جزائرية و دولية، ومعارض للفنون التشكيلية وغيرها.

وفي تصريح صحفي على هامش احتفالية تدشينها لدار الثقافة زدور إبراهيم بلقاسم بوهران، كشفت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، عن الإعداد الكلي للملف الخاص بترشيح تصنيف المعالم التاريخية و التراثية لمدينة وهران، من أجل تقديمه لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو".
وأشارت الوزيرة للمعالم التي تشهد على العهد العثماني، وكذا الحصون الدفاعية التاريخية للمدينة التي تشهد على عدة حقب تاريخية، مضيفة أن هناك مشروع لترشيح المسرح الجهوي عبد القادر علولة، من أجل تصنيفه "ممتلكا ثقافيا"، ضمن قائمة المعالم الثقافية المصنفة على مستوى الوطني، وستجتمع  اللجنة المختصة خلال أيام لدراسة هذا الطرح.
وشاركت الوزيرة، أطفال وسكان حي الدرب العتيق، احتفالية بمناسبة إعادة تهيئة فضاء مجاور للمسرح الجهوي، وتحويله لإقامة عروض "مسرح الشارع"، مما سيساهم في تقريب و جوارية الفن الرابع من المواطن، وإعادة الاعتبار لهذا الفن الذي يرتقي بالثقافة الشعبية و الفلكلور.
تزامنا و انطلاق الطبعة 19 للألعاب المتوسطية بوهران، أشرفت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي أول أمس الخميس، على تدشين دار الثقافة زدور إبراهيم بلقاسم بوهران، وهذا بعد أكثر من 13 سنة من غلقها، نتيجة أشغال التهيئة والترميم وإعادة تأهيل هذا المرفق،  الذي يعتبر صرحا مهما بالولاية.
وقد أعاد افتتاح دار الثقافة بوهران، الأمل للأسرة الفنية والثقافية، خاصة الشباب الذين يبحثون عن متنفس لهم، لإبراز إبداعاتهم ومشاريعهم في هذا المجال.
علما أن بداية إطلاق مشروع حماية دار الثقافة، جاء بسبب تشققات في البناية و انهيار بعض أجزائها، بسبب تدفق وادي الروينة تحتها، ما أدى إلى انجراف كبير للتربة.
  وتم تقسيم مشروع الترميم إلى ثلاثة أجزاء، بعد عملية الحماية التي دامت ثلاث  سنوات، ، الأول خاص بالبناية بغلاف مالي قدر ب 14 مليار سنتيم، حسب البطاقة التقنية، من أجل التهيئة، وفق المخطط القديم للدار، دون تعديلات على البناية و محيطها، خاصة الحديقة وغيرها من المرافق، لكن هذه العملية شهدت عدة انقطاعات وتوقفات، لأسباب مختلفة، أهمها المشكل المالي، و بعد انتهائها ظهرت دار الثقافة في أبهى حلة.
أكد الدكتور محمد بلحاج، المختص في التاريخ، أن تدشين دار الثقافة بوهران يعود إلى سنة 1930 ، بمناسبة احتفال المستعمر الفرنسي بالذكرى المئوية لتواجده فوق أرض الجزائر، و أطلقت عليها آنذاك تسمية "دار المعمر"، بعد 10 سنوات من إنجازها.
و بعد عقود أطلقت عليها تسمية لتصبح "دار الفلاحة"، و استمر الوضع على حاله إلى غاية بداية الثمانينات،حيث  أصبح هذا الصرح أول وجهة ثقافية بوهران، و بالتالي أصبح يسمى "دار الثقافة" التي  تخرجت منها العديد من الوجوه الثقافية و الفنية، التي صنعت المشهد الوطني و تعدى صداها حدود الجزائر.
و تقع الدار بقلب المدينة و بالضبط بساحة "حنق النطاح" التي تشهد وتحمل اسم المعركة التي انتصر فيها الأمير عبد القادر، و كبد المستعمر خسائر كبيرة، كما أن "دار الثقافة"، تقع بمحاذاة  الكاتدرائية التي أصبحت أيضا اليوم صرحا مهما للثقافة والعلم، كونها تعد أكبر مكتبة بالجهة الغربية، و يتوافد عليها مئات الطلبة والباحثين و تنظم بها معارض للكتب، كما تحتضن مختلف النشاطات الفنية والثقافية، ويضم هذا الصرح الثقافي المتربع على مساحة 4.800 متر مربع مكتبتين، وقاعتين، الأولى تتسع ل400 مقعد و الأخرى لـ150 مقعدا، بالإضافة إلى أستوديو للتجهيز خاص بالفنانين و الشباب الموهوبين و قاعة للعروض و ورشات للسمعي البصري و المسرح و غيرها من المرافق.     بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى