لم تمر سوى 24 ساعة فقط على افتتاح منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، حتى أسرت «عروس الغرب» قلوب الزوار من مختلف البلدان، وتعطي الانطباع على قدرة الجزائر لاحتضان أحداث رياضية أكبر، في شاكلة كأس إفريقيا لكرة القدم، التي سبق وأن أقيمت في بلد المليون ونصف مليون شهيد سنة 1990.

وما لفت انتباه النصر، بمجرد الوصول إلى مطار أحمد بن بلة بوهران، رغم أن الساعة كانت تشير إلى منتصف الليل، التسهيلات الموجودة من طرف كل العمال، وخاصة رجال الشرطة، الذين حرصوا على توجيه الزوار والضيوف، في ظل وجود عدة أجانب، قدموا معنا على متن نفس الرحلة.
كل الإمكانيات مسخرة والنقل متوفر
 مباشرة بعد مغادرة مطار أحمد بن بلة، يشد انتباهك التغيير الحادث على مستوى المدينة، والحركية الكبيرة الموجودة، ما يؤكد الإمكانيات الكبيرة التي وضعتها الدولة الجزائرية لإنجاح العرس المتوسطي، دون أن ننسى المنشآت الرياضية التي شيدت خصيصا لهذا الحدث، وهو ما جعل مدينة وهران «عروس الغرب» تتفوق على عدة مدن، سبق وأن احتضنت هذه التظاهرة، بل أكثر من ذلك، فإن المؤشرات الأولية توحي بأن الألعاب المتوسطية ستكون أفضل تنظيما حتى من كأس إفريقيا الأخيرة التي جرت بالكاميرون، والتي صاحبت بداياتها عدة انتقادات من طرف الاتحادات، وخاصة الجمهور الذي توافد من مختلف البلدان، بسبب المعاناة من غياب المواصلات، لكن ما يحدث حاليا بوهران والإشادة الواسعة من طرف المشاركين والزوار، يعطي الانطباع أن دورة وهران ستكون الأفضل على الإطلاق.
سكان «الباهية» يصرون على إنجاح التظاهرة
ما يتوجب الإشارة إليه، وما وقفنا عليه من خلال جولة خفيفة قمنا بها في طريقنا إلى فندق «ميريديان» مكان تجميع الصحفيين، ومنح الاعتمادات الخاصة بتغطية الحدث، هو حرص «الوهرانيين» على إنجاح العرس المتوسطي، من خلال الترحيب بالزوار، إضافة إلى الوعي الكبير الموجود لدى سكان المدينة، الذين لا يتوقفون عن تقديم النصائح، دون أن ننسى نظافة المكان، وهو ما لم نشاهده في مدن احتضنت منافسات أكبر.
انبهار الزوار من مختلف البلدان
عبر العديد من الوافدين على مدينة وهران عن انبهارهم من جمال المدينة الساحلية، وهو الحال بالنسبة لأحد المصريين الذي التقينا به في محيط الفندق الذي نقيم به، عندما قال:» سمعت الكثير عن وهران، لكن ما شهدته أفضل بكثير.
ولم يكن الزوار أو السياح الأجانب فقط الذين عبروا عن إعجابهم بمدينة وهران، بل الأمر تعدى إلى الوفود الحاضرة من مختلف البلدان وصولا إلى الرياضيين المشاركين، الذين وثقوا رضاهم عن ظروف الإقامة ونوعية الوجبات عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وسط تفاعل منقطع النظير، وهو ما يرفع المعنويات ويمنح الاطمئنان حول نجاح هذا الحدث المتوسطي.
ويحاول القائمون على لجنة تنظيم التظاهرة العمل بطريقة احترافية، من خلال التأكيد على ضرورة تسهيل مهام كل شخص حامل لبطاقة الاعتماد، سواء كان إعلاميا أو عضو أحد اللجان الخاصة بتسيير أو تنظيم التظاهرة، حيث لا يتم السماح لأي شخص مهما كانت صفته الاقتراب من محيط أي منشأة معنية بالتظاهرة.
الأنظار تبقى مصوبة لوهران والرد موجود
 وستكون الأنظار مصوبة نحو مدينة وهران على مدار الأيام القادمة وإلى غاية السادس جويلية المقبل، كيف لا وهناك إجماع لدى العام والخاص على ضرورة المساهمة، كل بمجهوده في إنجاح العرس وتأكيد قدرة الجزائر على احتضان أحداث أكبر ، وهو ما ظهر فعلا منذ أول يوم لنا بمدينة وهران المضيافة، والتي نجحت في خطف قلوب كل الزائرين.
الحدث المتوسطي « بروفة» لمنافسات أكبر
ويعتبر الحدث المتوسطي أفضل «بروفة» لكأس إفريقيا لكرة القدم للمحليين، والتي ستكون وهران من بين المدن المعنية باحتضان مباريات إحدى المجموعات، في انتظار ولما لا ترشح الجزائر لتنظيم مناسبة أكبر في شاكلة كأس إفريقيا للأمم.
جدير بالذكر، أن ملعب وهران الجديد، الذي احتضن أمس حفل الافتتاح، سيعرف خوض المنتخب الوطني أول لقاء رسمي شهر سبتمبر المقبل، بمناسبة استقبال الخضر منتخب النيجر، لحساب تصفيات «كان» كوت ديفوار 2022.
حمزة. س

الرجوع إلى الأعلى