قررت وزارة الصناعة، إطلاق حملات تحسيسية على المستوى المحلي بهدف حث المواطنين ودعوتهم إلى الانخراط والمشاركة القوية في عملية جمع جلود الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى، وأكدت الوزارة أنه سيتم توجيه الجلود الصالحة منها لتلبية احتياجات صناعة الجلود ووضعها تحت تصرف المدابغ من أجل تثمينها واستغلالها.
وفي هذا الإطار، ترأس وزير الصناعة، أحمد زغدار، أمس، لقاء في إطار التحضيرات لهذه الحملة، المنظمة هذه السنة تحت شعار "ثروة ثمينة واستغلال أمثل، دفعا للتنويع الاقتصادي"، ضم الفاعلين والمتدخلين في هذه العملية من قطاع الصناعة وقطاعات وزارية أخرى، الهيئات المعنية والجمعيات المهنية والمجتمع المدني عبر مختلف ولايات الوطن.
وتهدف هذه العملية أساسا إلى ترقية الصناعات الوطنية للجلود، تكريس ثقافة الاسترجاع في المجتمع للاستفادة القصوى من المواد الخام المتاحة محليا والحفاظ على البيئة، تعزيز سلسلة القيمة لهذا القطاع خاصة ما بين منتجي المواد الأولية والمحولين الصناعيين، بخلق آليات شراكة دائمة وكذا خفض واردات المواد الأولية ودعم الإنتاج الوطني.
وفي مداخلته، أكد السيد زغدار أن نجاح هذه العملية يرتكز بالأساس على مساهمة جميع القطاعات والهيئات المعنية سواء على المستوى المركزي وبالأخص على المستوى المحلي، وهذا بحكم التجارب السابقة والدروس المستخلصة من الحملات التي تمّ تنظيمها في السنوات الفارطة. وشدد على إلى الدور الهام للفاعلين المحليين لإنجاح هذه العملية، لاسيما مدراء الصناعة والبيئة والمصالح الفلاحية والشؤون الدينية في إطار لجان محلية تحت سلطة السيدات والسادة الولاة.
وفي هذا الإطار، أسدى الوزير زغدار تعليمات لضمان السير الحسن للعملية تتعلق أساسا بالحملات التحسيسية لفائدة المواطنين، تنظيم عملية الذبح في الأحياء، تحديد نقاط جمع الجلود في الأحياء وتوفير الوسائل اللوجستيكية لنقلها، التنسيق مع مؤسسات النظافة وكذا توفير فضاءات التخزين في المؤسسات العمومية الاقتصادية. كما أكد الوزير زغدار على ضرورة إنجاح هذه العملية ذات البعد الوطني وأهميتها بالنسبة للاقتصاد الوطني.
يشار أن الاجتماع تناول مسائل تقنية ولوجستية خاصة بالعملية، وتم بحثها مع مدراء الصناعة. وبغية جمع أكبر عدد ممكن من الجلود، شددت الوزارة على ضرورة إشراك المواطنين، واعتبرت ذلك أمرا أساسيا حيث يشكل النواة التي تبنى عليها كل هذه العملية. ولهذا، قالت وزارة الصناعة في بيان لها، إن نجاح العملية "يرتبط أساسا بتحسيس المواطنين بالدور الكبير الذي يستطيعون لعبه في ترقية اقتصاد بلادهم وحماية بيئتهم". ولهذا الغرض، سيتم إطلاق حملات تحسيسية على المستوى المحلي تهدف لتوعية المواطنين بأهمية هذه العملية التي تكتسي أيضا طابع منفعة عامة.
للتذكير، فقد حققت الحملات السابقة المنظمة بدءا من سنة 2018 جمع ما يقرب 1 مليون قطعة جلد واسترجاع 500 طن من الصوف. وتشير تقديرات الجمعية الوطنية للتجار و الحرفيين إلى نحر حوالي 3 ملايين رأس ماشية وهو ما ينجر عنه رمي 3 ملايين من الجلود قيمتها تزيد عن الـ 200 مليار سنتيم، والتي تعد ثروة كبيرة ترمى في القمامة حان الوقت لاستغلالها.
 ع سمير

الرجوع إلى الأعلى