أعلنت إدارة المستشفى الجامعي بعنابة، أمس، عن إنهاء أشغال الترميم و إعادة التهيئة التي مست الاستعجالات الجراحية بمستشفى ابن رشد و كذا الاستعجالات الطبية بمستشفى ابن سينا، بالإضافة إلى مصلحة طب النساء والتوليد، تنفيذا لتعليمات وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، الذي أعطى تعليمات صارمة، لتغيير الصورة المؤسفة التي نقلها المنتخبون لدى زيارتهم للمصالح الاستشفائية نهاية شهر ماي الماضي من سوء التكفل و الإهمال و انعدام النظافة.
وحسب إدارة المستشفى الجامعي، فقد تمت إعادة التهيئة الكلية لمصلحة النساء و التوليد بمستشفى ابن رشد بالجامعي، في ظرف وجيز مع تجديد جميع التجهيزات، منها الأسرة، لضمان حسن استقبال و التكفل الأفضل بالمرضى الوافدين من ولاية عنابة والولايات المجاورة، خاصة و أن هذه المصلحة تعتبر حساسة جدا، نظرا للتوافد الكبير عليها، حيث تصل عدد الولادات اليومية إلى 60 حالة، مع النقص المسجل في القابلات، حيث غادر عدد كبير منهن. و في سياق متصل، تمت إعادة تهيئة مصلحة الاستعجالات الجراحية بمستشفى ابن رشد و الاستعجالات الطبية بابن سينا، لإنهاء النقاط السوداء التي سجلت خلال زيارة نواب البرلمان و منتخبي المجلس الشعبي الولائي، حيث أعقبها إنهاء مهام المدير العام للمستشفى الجامعي بقرار من وزير الصحة، الذي أمر حينها بإطلاق الترميم الفوري عقب ما شاهده من صور نشرتها وسائل الاعلام.
و من المنتظر خلال هذا الأسبوع، تدشين مستشفى للاستعجالات الطبية الجراحية بالقطب الصحي البوني، حسب ما أعلنه وزير الصحة قبل أسابيع، بسعة 140 سريرا، كأكبر مستشفى استعجالات بشرق البلاد، حيث تم إنهاء الأشغال بشكل كامل، بالإضافة إلى جلب التجهيزات الطبية و تركيبها، منها جهازا «سكانير و إيارام» و استكمال التهيئة الخارجية،  لإنهاء مشكل التكفل بالحالات المستعجلة.
كما يتم تدشين المركز الجهوي لحقن الدم و المستشفى الجهوي لمرضى القلب و الشرايين على مستوى القطب الصحي بالبوني، الذي تم رفع التجميد عن باقي المشاريع به، على رأسها المستشفى الجامعي الجديد الذي يستوعب 500 سرير للاستشفاء، بالإضافة إلى مدرسة شبه الطبي بطاقة 1000 مقعد بيداغوجي، عيادة توليد و مصلحة للأشعة و عيادة متعددة الخدمات، للتكفل بالحالات المُحولة من الولايات المجاورة، على غرار سكيكدة، قالمة، الطارف، سوق اهراس و تبسة.
و أمر وزير الصحة، خلال اطلاعه على مخطط مشروع المستشفى الجامعي في زيارته الأخيرة، بانجاز قاعة جراحة ضخمة وحيدة في الطابق الأول من البنايات المبرمج إنجازها، بدل إنشاء غرفة عمليات في كل مصلحة، بهدف تركيز الجهود في موقع واحد و جعل مُسير فقط يتابع عمل الأطباء الجراحين ويوفر المستلزمات الطبية في حينها، بدل تشتيت الجهود و الإمكانيات و تفريقها على عدة مصالح، مع مراعاة معايير السرعة و الأداء، بالإضافة إلى تدعيم جميع المصالح الاستشفائية بأسرة الإنعاش.
و وفقا لمصادرنا، فإن ولاية عنابة تحتاج لانجاز مستشفى جامعي جديد يضم جميع المصالح الاستشفائية المتخصصة بموقع واحد، من أجل تسهيل التكفل بالمريض وإجراء التحليل والكشوفات وتقليص الجهود و الوقت، كون عنابة فيها أربعة مستشفيات جامعية متخصصة متفرقة و بعيدة عن بعضها، ما يصعب التكفل الجيد بالحالات المحولة خاصة المعقدة منها.
كما جاء اختيار أرضية إنجاز المشروع بضاحية بلدية البوني، حسب ما ذكرته مصادرنا، تفاديا للازدحام الذي يشهده وسط المدينة و ضواحيها، كما يتوسط موقع المشروع طرقات وطنية تربط عاصمة الولاية بالولايات الأخرى، على غرار الطارف، قالمة، سوق أهراس و سكيكدة، يسمح للحالات المستعجلة المحولة إلى القطب الصحي، بالوصول في ظرف وجيز دون المرور على وسط المدينة.
و يعاني المستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة، من عدة نقائص تتعلق بمحدودية أسرة الاستشفاء و هو ما ظهر جليا في أزمة الوباء، حيث تم فتح عدة أقسام بمستشفيات الولاية، بهدف التكفل بالحالات المستعجلة و المعقدة، إلى جانب قلة الأسرة المخصصة للإنعاش الطبي و بالرغم من الأغلفة المالية التي رصدتها وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات لإعادة تهيئة عدة مصالح بالمستشفى الجامعي.                     حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى