أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، أمس، أن الجزائر تعيش على وقع تحديات ورهانات جديدة، غيرت مفهوم الأمن والدفاع، مما تطلب تبني مقاربة مدروسة لتحيين التكوين الموجه للإطارات العسكرية العليا.

أشرف الفريق السعيد شنقريحة، أمس، بالمدرسة العليا الحربية، على مراسم حفل تخرج الدفعة الثانية لدرس الاستراتيجية العليا والدفعة الخامسة عشر  لدورة الدراسات العليا الحربية، حيث كان في استقباله اللواء علي سيدان، قائد الناحية العسكرية الأولى واللواء حميد فكان، مدير المدرسة ، حسبما أفاد به، أمس، بيان لوزارة الدفاع الوطني.
وبعد مراسم الاستقبال، التقى الفريق السعيد شنقريحة بالإطارات والضباط الدارسين، حيث تابع عرضا عن الدفعة المتخرجة، ليلقى بعد ذلك كلمة ، أكد فيها «إن بلادنا، وفي خضم ما يشهده عالم اليوم من نزاعات وتجاذبات غير مسبوقة، وفي ظل التحديات الأمنية الكبرى، التي تعرفها منطقتنا وفضاؤنا الإقليمي، تعيش على وقع تحديات ورهانات جديدة، زادت من تعقيداتها التطورات الهائلة، التي تشهدها تكنولوجيات الإعلام والاتصال، حيث تلاشت معها كل الحدود بين الدول، وتغيّر معها مفهوم الأمن والدفاع، خاصة مع بروز ما يعرف بحروب الجيل الجديد أو الحروب الهجينة».
وأضاف «وعليه، فإن هذا الوضع الجيوسياسي، والتقدم التكنولوجي المتسارع وتوسع مجالات الصراع، هي كلها عوامل تطلبت منا تبني مقاربة مدروسة لتحيين التكوين الموجه للإطارات العسكرية العليا لقوام المعركة للجيش الوطني الشعبي، من أجل استيعاب التحولات الطارئة في فنون الحرب وعلوم تسيير قضايا الدفاع».
و أشار الفريق السعيد شنقريحة، «إلى أنه تم الحرص على أن تنبع هذه المقاربة من القيم الأصيلة لشعبنا الأبي، ومن عراقة مخزونه الفكري والنضالي الضارب في أعماق التاريخ».
وقال إن «هذه المقاربة التي حرصنا، طبقا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على أن تنبع من القيم الأصيلة لشعبنا الأبي، ومن عراقة مخزونه الفكري والنضالي الضارب في أعماق التاريخ، هي مقاربة علمية متدرجة، تقدم فيضاً من المعارف والخبرات، وتتناول سبل تنمية ثقافة استراتيجية خاصة ببلادنا لدى الضباط الدارسين، وتحسين إدراكهم وتقديرهم للمخاطر المحدقة بالأمن والدفاع الوطنيين.»
«علاوة على تحسين طرق التخطيط والتحضير والتنفيذ لمواجهة التهديدات الناشئة، في الحقلين الواقعي والافتراضي لمسارح العمليات، باتباع مختلف الأساليب العسكرية والأمنية في إطار تقليدي أو غير تقليدي»- كما أضاف-.
وتابع قائلا :»كما أن هذه المقاربة الموسعة لخاصيات الحروب الجديدة، ترمي كذلك إلى اكتساب قدرات عالية للمقاومة والصمود، وتكييف منظومة الدفاع لدينا، لتصبح منظومة متكاملة الأبعاد، وبوتقة واحدة، تحقق دمجا كاملا وانسجاما تاما في توظيف القدرات الشاملة للدولة، للتجاوب مع تحديات المستقبل، لاسيما فيما تعلق بالحفاظ على مصالح الأمة، وتحقيق أهداف سياستها الدفاعية».
ليتم بعد ذلك عرض شريط حول حصيلة نشاطات السنة الدراسية 2021-2022، والإعلان عن النتائج وتسليم الشهادات وتسمية الدفعة باسم الشهيد أحمد شراراق، ليلقي إثرها مدير المدرسة العليا الحربية كلمة حث فيها الضباط المتخرجين بـ ٍ«التحلي بروح العزم والمثابرة في أداء الواجبات والتقيد بالقوانين والنظم»، وقبل نهاية المراسم ألقى ممثل الضباط الدارسين المتخرجين كلمة بالمناسبة.
بعدها انتقل الفريق السعيد شنقريحة إلى قسم التعليم، أين وقف على مختلف قاعات التدريس والوسائل البيداغوجية العصرية التي تحوز عليها المدرسة.
وفي ختام حفل التخرج، قام الفريق السعيد شنقريحة بتكريم عائلة الشهيد الذي تحمل الدفعة المتخرجة اسمه والتوقيع على السجل الذهبي للمدرسة.
م - ح

الرجوع إلى الأعلى