حطّمت الرياضة الجزائرية أمس الرقم القياسي من حيث حصادها من الذهب في تاريخ مشاركاتها في دورات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وذلك بعدما ارتفعت الحصيلة إلى 15 ميدالية من المعدن النفيس، وهو رقم يتجاوز بخمس ميداليات أعلى حصاد من الذهب، والذي كان في دورة تونس 2001، لما كانت الرياضة الجزائرية قد أحرزت 10 ميداليات ذهبية، وتهاوي الأرقام كان ببصمة جلية من منتخب الملاكمة، الذي انتزع أمس 5 ذهبيات ونفس العدد من الفضيات، بينما انتزع العداء بلال عافر ذهبية الوثب العالي، في ثالث ذهبية لمنتخب ألعاب القوى في هذه الدورة، بعد يومين من المنافسة، لتبقى الجزائر في المركز الثالث في اللائحة الاجمالية بعد تركيا وإيطاليا، قبل 5 أيام من إسدال الستار على فعاليات العرس المتوسطي. وحقق منتخب الملاكمة انجازا غير مسبوق، بوصول 10 ملاكمين إلى الأدوار النهائية، الأمر الذي جعل قاعة قصر المعارض بوهران تعيش «أمسية» تاريخية، في رحلة بحث «القفاز» الجزائري عن الذهب، لأنها المرة الأولى التي يحقق فيها اختصاص واحد 12 ميدالية في دورة متوسطية، وقد كانت أول ذهبية من نصيب الملاكم يوغرطة آيت بقة، الذي فاز بنهائي 69 كلغ، إثر انسحاب منافسة ستيفان زابكوفيتس من الجبل الأسود، بسبب تعرضه لإصابة في نصف النهائي، مما سمح لآيت بقة بانتزاع الذهب بقرار من لجنة التنظيم، دون الاحتكام إلى الحلبة.

مبعوث النصر: حمزة / س
إلى ذلك نجح يحي عبدلي في التتويج بذهبية وزن 63 كلغ، وذلك على حساب الإيطالي جيان مالونغا، في منازلة عرفت تعرض الملاكم الجزائري لزيف في الجولة الثالثة، الأمر الذي دفع بطاقم التحكيم إلى توقيف المنازلة، لكن بمراعاة الفوز الذي كان قد أحرزه عبدلي في الجولتين الأولى والثانية.
بالموازاة مع ذلك فقد فشل أسامة مرجان في التتويج بالذهب، بعد انهزامه في نهائي وزن 57 كلغ، أمام التركي باتوهان سيفتسي، ليكتفي إبن شلغوم العيد بالفضة في هذه الدورة، و»السيناريو» ذاته عاشه زميله يونس نموشي، الذي فشل في احراز الذهب، إذ أن إبن حي صالح بوذراع بقسنطينة انهزم في نهائي وزن 75 كلغ، والذي جمعه بالسوري أحمد غوسون بجولتين دون رد.
من جهة أخرى فشل الملاكم محمد حومري في انتزاع ذهبية وزن 81 كلغ، إثر انهزامه في المنازلة التي جمعته بالصربي فلادمير ميرونشيكوف، والتي كانت قوية، وحسمها الصربي بفارق نقطة بقرار من التحكيم في الجولة الثالثة، وسط احتجاجات للطرف الجزائري على النتيجة المعلنة، كما أخفق محمد سعيد حماني في نهائي وزن أكثر من 91 كلغ، حيث لم يتمكن من مواكبة الإيقاع القوي للإيطالي عزيز محي الدين، نائب بطل العالم، ليكتفي بالفضية، هي الثالثة للنخبة الوطنية للرجال في هذه الدورة.
«القفاز» النسوي يكتب صفحة جديدة بالذهب
وكتب المنتخب الوطني للملاكمة سيدات صفحة جديدة في تاريخ «القفاز» الجزائري، بالبصم على أمسية «ذهبية» في العرس المتوسطي، لأن الانجاز كان غير مسبوق، باحراز 3 ذهبيات وفضية، لتكون الملاكمة فطيمة منصوري الوحيدة التي خرجت من هذه الدورة دون ميدالية، وقد أعلنت اعتزالها مباشرة بعد إخفاقها في هذه التظاهرة.

السجل الذهبي للقفاز النسوي الجزائري استهلته الملاكمة روميساء بوعلام ظهيرة أمس بفوزها في نهائي أقل من 48 كلغ على التركية كارغارير، في منازلة قوية، حسمتها إبنة العفرون في الجولة الثالثة بالنقاط، لأن التركية بطلة العالم، ومع ذلك فإن روميساء بوعلام أهدت أول ذهبية للملاكمة الجزائرية في تاريخ ألعاب البحر الأبيض المتوسط.
إلى ذلك فقد توجت الملاكمة حجيلة خليف بذهبية وزن 60 كلغ، عقب فوزها على المغربية شيماء راضي، في نهائي سار في اتجاه واحد، وأبانت خلاله إبنة بجاية عن مؤهلات فردية عالية، خاصة في الجولتين الأولى والثانية، الأمر الذي جعلها تكتفي بتسيير الجولة الثالثة من المنازلة، وتطمئن على الذهبية، في الوقت الذي لم تجد فيه الملاكمة إيمان خليف أي صعوبة في اعتلاء منصة التتويج، وانتزاع ذهبية وزن 63 كلغ، بعدما تجاوزت عقبة منافستها الإيطالية أسونتا كانفورا، لأن إيمان، إبنة تيارت، أثبتت علو كعبها في هذه التظاهرة، وبرهنت على أحقيتها في الإنجاز المحقق مؤخرا، لما انتزعت فضية بطولة العالم.
على النقيض من ذلك فقد فشلت إشراق شايب في ترصيع سجل الملاكمة النسوية الجزائرية بذهبية رابعة في هذه الدورة، وذلك إثر انهزامها في نهائي وزن 66 كلغ أمام بطلة العالم، التركيبة بوسيناز، صاحبة الذهب الأولمبي، ولو أن شايب تأثرت نسبيا بالوضعية الاستثنائية التي عايشتها في هذه الدورة، لأنها تأهلت مباشرة إلى النهائي، ومنازلتها لبطلة العالم كانت الأولى والوحيدة لها في موعد وهران، بعدما كانت منافستها في نصف النهائي المغربية بلحبيب قد انسحبت بسبب إصابة، وعليه فقد اكتفت بالفضية.
ذهبية مفاجئة لعافر في ألعاب القوى

من جهة أخرى فجر العداء الجزائري بلال عافر مفاجأة مدوية بانتزاعه ذهبية الوثب العالي، بتحقيقه قفزة بعلو 2,24 مترا، وهي نتيجة فاجأت كل المتتبعين، لأن العداء المعني كان خارج قائمة العدائيين المعنيين بالمشاركة في هذه التظاهرة، لأنه لم يتمكن من بلوغ الحد الأدنى المطلوب للمشاركة، وقد تم إلحاقه بالمنتخب بنظام «الإنقاذ»، بعد اعتماد قائمة إضافية للجزائر، لأن رقمه الشخصي كان في حدود 2,16 مترا.
تتويج بلال عافر بذهبية القفز العالي كان أفضل انجاز لمنتخب ألعاب القوى في اليوم الثاني من المنافسات، لأن حصاد «أم الرياضات» أمس اقتصر على برونزية أحرزها العداء هشام بوحانون في الوثب العالي، بقفزة تقل عن رقم عافر ب 2 سنتمتر، في الوقت الذي اكتفى فيه عبد المالك لهولو ببرونزية في سباق 400 متر حواجز، بعدما احتل الصف الثالث، إثر قطعه المسافة في توقيت 48 ثا 87 ج، بينما اكتفى صابر بوكموش بالمرتبة السابعة في نفس السباق. بالموازاة مع ذلك فقد أهدرت أمينة بطيش فرصة كبيرة لاحراز إحدى الميداليات في سباق 3000 متر سيدات، بعد اكتفائها بالمركز الرابع، في حين تأهل سجاتي جمال وياسين حتحات إلى نهائي سباق 800 متر بكل سهولة، وحظوظ الجزائر في التتويج بالذهب في هذا الاختصاص تبقى قائمة، كما حجز الثنائي جمعوني وبن جمعة أماكن في نهائي 400 متر، بينما كانت مشاركة الرباعي الجزائري في منافسة نصف المراطون مخيبة، بتواجد سعاد آيت سالم، مليكة بن دربال، نبيل حناشي والهادي لعمش خارج «التوب 5».
مشاركة مخيبة للسباحة والرماية
على النقيض من ذلك كانت المشاركة الجزائرية مخيبة للآمال في بعض الاختصاصات، كما هو الحال بالنسبة لمنتخب السباحة، الذي عرف انهاء السباح جواد صيود السباق بالصف الثامن والأخير في سباق 50 مترا فراشة، ولو أن مشاركته في هذا السباق كانت «رمزية» فقط، لأنه ليس متعودا على هذا الاختصاص، كما احتل زميله عبد الله عرجون المركز الثامن والأخير في سباق 100 متر سباحة على الظهر، في حين لم يكن ظهور النخبة الوطنية في سباق 4 مرات 400 متر تتابع موفقا، إثر احتلال الصف الخامس والأخير.
من جهة أخرى كانت عناصر منتخب الرماية خارج الأضواء، وذلك بعد احتلال أمين عجابي المركز 13 وزميلة الطيب محالي جاء في المرتبة 17، كما فشلت إنصاف حمداني وهدى شعبي في حجز مقاعد على منصات التتويج، رغم أن شعبي تحوز اللقب الإفريقي، لكنها لم تتمكن من مقارعة أبطال القارة الأوروبية.
ح. س

بعد ذهبية إدريس وفضية بلقاضي
الجيدو الجزائري ينهي مشاركته بفضيتين
دعّم مساء أمس الثنائي محمد سفيان بن رقعة ومصطفى ياسر بوعمار حصاد الجيدو الجزائري في النسخة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط بفضيتين، عقب انهزام كل مصارع في المنازلة النهائية، لتخرج النخبة الوطنية من هذه التظاهرة بذهبية وحيدة، كانت من نصيب مسعود رضوان إدريس في وزن أقل من 73 كلغ، وفضيتي بن رقعة وبوعمار، إضافة إلى أمينة بلقاضي، التي توجت ببرونزية وزن أقل 63 كلغ.
وانهزم محمد سفيان بن رقعة في نهائي وزن أكثر من 100 كلغ أمام المصارع السلوفيني دراسيتش، و»السيناريو» ذاته عاشه زميله مصطفى بوعمار، الذي فشل في ترصيع سجله بالذهاب، إثر انهزامه في نهائي وزن أقل من 100 كلغ أمام الإسباني شارزاد سيفيلي.
بالموازاة مع ذلك فقد كانت خيبة الأمل كبيرة بالنسبة لمشاركة عبد الرحمان بن عمادي في وزن أقل من 90 كلغ، لأنه خسر منازلة ربع النهائي أمام البوسني ميليتيتش، مما أجبره على المرور إلى الدور الاستدراكي، في الصراع على البرونز، وقد فاز على المنازلة الأولى على التونسي بن عمار، لكنه فشل في حصد ميدالية، عقب خسارته المنازلة الثانية أمام الإسباني شيفيلي.
وفي نفس السياق، فشلت كوثر أوعلال في حصد ميدالية في وزن أقل من 78 كلغ، بعد انهزامها في الدور الاستدراكي أمام التركية نور يلماز، وهو ما جعلها تقرر الإعتزال، ووضع حد لمسيرتها مع المنتخب الوطني.
إلى ذلك فإن المصارعة صونية عسلة لم تظهر بالمستوى الذي كان منتظرا منها، لأنها كانت قد أحرزت برونزية في دورة تاراغونا 2018، والآمال كانت معلقة عليها لإهداء الجيدو الجزائري ميدالية في هذه الطبعة، إلا أنها انهزمت في ربع النهائي لوزن أكثر من 78 كلغ أمام الكرواتية مارانيتش، لتضطر إلى خوض الدور الاستدراكي، وقد خسرت الرهان مرة أخرى عندما واجهت الصربية ميليكا.
وسجل المنتخب الوطني للجيدو حضوره في هذه التظاهرة ب 14 رياضيا، بالتساوي بين الجنسين، والحصاد الاجمالي كان بذهبية، وفضيتين وبرونزية، رغم أن هذه الحصيلة لم ترق إلى مستوى التطلعات، لكن الأهم تمثل في نجاح المصارع مسعود رضوان إدريس بترصيع سجل هذه الرياضة بالذهب في العرس المتوسطي، بعد غياب في الطبعات الثلاثة الأخيرة، لأن الجيدو الجزائري اعتاد على الخروج من كل دورة متوسطية بذهبية، وذلك منذ دورة اللاذقية 1987، بفضل مزيان دهماني، مرورا بذهبيتي عبد الحكيم حركات في دورتي 1991 و1993 تواليا، مع الفشل في حصد الذهب في دورة 1997، ثم كان المعدن الأصفر ببصمة المصارعة سليمة سواكري في طبعة تونس 2001، ليكون أفضل انجاز ذلك المحقق في دورة ألميريا 2005، لما انتزع الجيدو الجزائري ذهبيتين في طبعة واحدة، وهذا بفضل عمر رباحي وصونية حداد، لكن ذلك الانجاز أوقف المشوار الذهبي للمصارعين في آخر ثلاث دورات، قبل أن يعود مسعود رضوان إدريس ليحرز الميدالية الذهبية في دورة وهران، بعد غياب عن منصة التتويج دام 17 سنة.
مبعوث النصر: حمزة / س

الرجوع إلى الأعلى