قدم رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم باتريس موتسيبي، في ختام زيارة عمل وتفقد قادته إلى الجزائر، وعودا بالعمل على إصلاح منظومة التحكيم في القارة السمراء، وقال في تصريحات على هامش زيارته التفقدية التي قادته أول أمس، إلى عدد من المرافق المعنية ببطولة إفريقيا للمحليين وكأس الأمم للمنتخبات أقل من 17 عاما، إنه سيعمل على جعل التحكيم في إفريقيا يتسم بالنزاهة والشفافية والحياد، بما يتوافق مع قيم كرة القدم والرياضة، مضيفا :» لقد بلغتني الكثير من الانتقادات حول التحكيم الإفريقي وستطرح هذه القضية للنقاش قريبا، لقد اتفقنا مع الفيفا على تحسين وتطوير مستوى التحكيم الإفريقي وسنفعل كل ما يمكننا للحفاظ على المصداقية».

ويعتبر ملف التحكيم، إحدى المحاور التي ارتكز عليها البرنامج الانتخابي للملياردير الجنوب إفريقي، غداة ترشحه لمنصب رئاسة الهيئة القارية شهر مارس من العام الماضي، غير أنه بعد مرور قرابة عام ونصف على تبوئه المنصب وخلافة الملغاشي أحمد أحمد، لا يزال «قضاة الملاعب» في إفريقيا يثيرون سخط مدربي المنتخبات والأندية، على غرار ما حصل مع المنتخب الوطني خلال الدور التصفوي الأخير المؤهل إلى مونديال قطر، لما تسببت أخطاء الحكم الغامبي بكاري غاساما في حرمان الخضر من خطف التأشيرة، لتتحول في النهاية بظلم فاضح إلى منتخب الكاميرون.
وخاض موتسيبي في هذا الملف، بعدما تكفل رئيس الفاف الجديد جهيد زفيزف، بنقل انشغالات الجزائر وأسرة كرة القدم  عامة إلى المسؤول الأول على تسيير شؤون المستديرة في القارة السمراء، حيث قال زفيزف:»حرصت على مناقشة عدد من الملفات والقضايا التي تثير قلق الجزائر، ومنها موضوع التحكيم مع موتسيبي».
وتعالت الأصوات في السنوات الأخيرة، لأجل إصلاح هذا السلك الذي يشرف عليه حاليا البورندي سيليستين نتاغونغيرا، فيما كان الناخب الوطني جمال بلماضي أول المبادرين بإطلاق صرخات استغاثة أدانت أداء الحكام، لما «خرق» واجب التحفظ بعد مواجهة الخضر ومنتخب زامبيا قبل سنتين، بسبب ما فعله القمري أديلاييد، لتتدخل وقتها الكاف وتعاقب ذات الحكم، لكن من دون وضع إستراتيجية عمل تحسن الأداء، لتبقى الكرة الإفريقية موسومة بأخطاء الحكام و شكاوي الاتحادات والمدربين، حتى أن الناخب الوطني السنغالي أليو سيسي قال ذات يوم: »لدينا مشكلة تحكيم كبيرة في إفريقيا».
وخلفت تصريحات موتسيبي بالجزائر الكثير من ردود الفعل، حيث تم تداولها على نطاق واسع، وشكلت مادة دسمة للكثير من المنابر والمواقع الإعلامية في بلدان القارة وحتى على المستوى العالمي، حتى تم توصيف ما تفوه به رئيس الاتحاد القاري، باسم «إعلان الجزائر»، فيما اعتبر الكثير من النقاد والمتتعبين بأن كلام مسؤول الاتحاد القاري خطوة تبعث الأمل غير أنها بحاجة لتثمين بعمل ميداني، يكون أساس عملية إصلاح شامل، تبعد «الديناصورات» الحالية عن الملاعب، والأطراف واللوبيات التي بلغ فسادها حتى التأثير على نتائج المباريات.
جدير ذكره، أن ضيف الجزائر كان دبلوماسيا في حديثه عن مباراة إياب الدور التصفوي المؤهل للمونديال، التي جمعت الخضر بمنتخب الكاميرون في ملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة، وقال :»أتفهم الغضب الذي مازال يسيطر على الجزائريين، بعد الفشل في التأهل لنهائيات كأس
 العالم».                               كريم - ك

الرجوع إلى الأعلى