احتضن أمس المعهد الوطني للتكوين المهني المتخصص في الفلاحة ببوقرة بولاية البليدة معرضا لمنتجات التين، بالتنسيق مع جمعية سواعد الإحسان، وعرفت التظاهرة عرض مختلف أنواع التين، التي تزخر بها الجزائر والتي تفوق 10 أنواع، وأكد المشاركون   في التظاهرة من فلاحين وخبراء على أن الجزائر تزخر بأجود أنواع التين، وكانت في عقود سابقة تصدر لدول أوروبية، إذ تسببت العشرية السوداء في تراجع الإنتاج خصوصا وأن التين معروف بإنتاجه على مستوى المناطق الجبلية بولايات البليدة، المدية، بجاية، تيزي وزو، سطيف، والشلف.
وتحدث فلاحون عن أنواع من التين ذات جودة عالية تنافس أنواع أخرى في العالم، ومنها البران، جلودي، بجاوي، بوخليفي وغيرها، ودعا هؤلاء إلى ترقية هذا المنتوج وتطويره، وأشار الفلاحون المشاركون في المعرض، إلى أن الاهتمام بمنتوج التين قل في السنوات الأخيرة، بسبب الظروف الصعبة للإنتاج والتغيرات المناخية، وقالوا، إن المنتوج هذا الموسم كان ضعيفا بسبب قلة التين البري أو "الذكار" الذي يقوم بتلقيح التين، ودعا هؤلاء، إلى دعم إنتاج التين مؤكدين، بأنه يعتبر ثروة اقتصادية هامة يمكن أن تساهم في توفير مصدر رزق للعائلات خصوصا بالمناطق الجبلية التي تشتهر بهذا النوع من المنتجات الفلاحية.
وفي ذات السياق، أوضح المهندس الفلاحي عثمان محمد  بأن تطوير شعبة إنتاج التين يمكن أن يكون في إطار خلق تعاونيات بين الفلاحين إلى جانب دعم المشاريع المصغرة من طرف الشباب خصوصا المقيمين بالمناطق الريفية   داعيا في نفس الإطار، إلى التنسيق بين الجامعات ومعاهد التكوين المهني المختصة في الفلاحة والفلاحين قصد تجسيد عمليات الإنتاج  بطرق عصرية من أجل تطوير هذه الشعبة وتوفير الوفرة ومواجهة كل الصعوبات التي قد تواجه الإنتاج، كما دعا، إلى دعم أنواع التين التي توجه لإنتاج المربى، مشيرا، إلى أن الجزائر كانت تتوفر في سنوات السبعينيات على مصانع مختصة في إنتاج المربى والتي أغلقت، ومنها أحد أكبر المصانع على مستوى منطقة بني حواء بالشلف، حيث تحدث عن ضرورة فتح هذه المصانع مع دعم إنتاج أنواع التين الموجهة للتحويل الغذائي، على أن لا يكون التوجه حسبه، نحو السوق المحلية فقط، بل نحو التصدير للخارج، إلى جانب الاهتمام بأنواع التين المجففة، قائلا، بأن التجفيف يجب أن يكون هو الآخر بطرق عصرية.
و أوضح نفس المهندس، بأن إنتاج التين لا يقتصر على مناطق الهضاب والساحل فقط، بل الصحراء الجزائرية صالحة لإنتاج أنواع معينة من التين، ودعا إلى استحداث وسم للتين ليساعد في عملية التسويق، خصوصا أثناء التصدير، مؤكدا، بأن أنوع التين التي تتوفر عليها الجزائر ذات جودة عالية، وهو ما يوجب ضرورة ترقية هذا المنتوج والاهتمام به وتطويره.
من جهة أخرى أوضح ممثل الغرفة الفلاحية لولاية البليدة بأن هذه الأخيرة، تقدم كل الدعم للفلاحين لتطوير هذه الشعبة وتنمية قدرات الإنتاج، مشيرا، إلى استفادة عدد من الفلاحين من الأشجار المثمرة، وأوضح نفس المتحدث، بأن تراجع إنتاج التين مرتبط بالعشرية السوداء وما عانته الجبال من ويلات الإرهاب ونزوح السكان، في حين في السنوات الأخيرة عرفت الحركية الفلاحية وخصوصا إنتاج التين قفزة نوعية لاسيما من طرف الفلاحين الشباب الذين تحصلوا على الدعم من طرف الدولة.  
 نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى