عرفت جولة رفع الستار عن النسخة 13 للرابطة المحترفة دخول المهاجمين غمار المنافسة بقوة، وذلك باهتزاز الشباك 24 مرة في 8 لقاءات، الأمر الذي جعل معدل الجولة يكون عند 3 أهداف في كل مباراة، وهو رقم يفوق الذي تم تسجيله الموسم الفارط، وحتى أفضل معدل سجلته البطولة الجزائرية، على مدار 58 طبعة سابقة، في الوقت الذي كان فيه الافتتاح بخمس ضربات جزاء، مع عدم إشهار الحكام أي بطاقة حمراء، مع تسجيل عودة الأنصار إلى المدرجات بقوة، بعد تعليق التدابير الوقائية التي ظلت مقترنة
 بالوضعية الوبائية.
ميزة جولة تدشين الموسم الكروي (2022 / 2023) تمثلت في النزعة الهجومية التي شهدتها، لأن اللقاءات الثمانية عرفت اهتزاز الشباك ولو لمرة على الأقل، مع صيام 3 أندية فقط عن التهديف من إجمالي تركيبة الرابطة المحترفة، ويتعلق الأمر بكل من مولودية الجزائر وشبيبة القبائل ومولودية البيض، الذي يبقى بصدد البحث عن هدف تاريخي، سيكون الأول له في قسم “الكبار”، وقد فشل في الوصول إلى المبتغى في ظهوره الأول، والذي كان بملعب الدار البيضاء أمام اتحاد الجزائر.
عجز 3 فرق فقط عن هز الشباك قابله دخول قوي لأندية أخرى، كما هو الحال بالنسبة لبطل النسخ الثلاث الفارطة، شباب بلوزداد، الذي بصم على أثقل نتيجة، وذلك بمروره إلى السرعة الرابعة، مستثمرا في الظروف الاستثنائية التي يمر بها هلال شلغوم العيد، في الوقت الذي استعرض فيه شباب قسنطينة قدراته بثلاثية في شباك اتحاد خنشلة، و”السيناريو” ذاته استنسخه أمل الأربعاء، في مواجهته لمولودية وهران.
 3 أندية فقط عجزت عن التهديف
الحصيلة الهجومية للجولة الأولى تجاوزت تلك التي سجلت الموسم الفارط، رغم تقلص عدد اللقاءات بعد العودة إلى الصيغة «التقليدية» بتركيبة من 16 فريقا، وتسجيل 24 هدفا في 8 مباريات ساهم بشكل مباشر في الانطلاق بمعدل يفوق أفضل معدل سنوي في تاريخ البطولة الوطنية، والذي يبقى في حدود 2,38 هدفان في كل لقاء، ولو أن المهاجمين كانوا في الموسم الماضي قد بصموا على ثاني أفضل حصيلة لهم من حيث الأهداف المسجلة، بمعدل 2,26 هدفان في المقابلة الواحدة، بينما كانت جولة التدشين لتلك الطبعة قد شهدت توقيع 20 هدفا في 9 مباريات.
وفي سياق متصل، فإن كل الفرق المستضيفة نجحت في الوصول إلى الشباك، بما في ذلك نجم مقرة، الذي صنع الاستثناء، وكان الوحيد الذي مني بهزيمة في عقر الديار، على يد نادي بارادو، كما أن اتحاد بسكرة، ورغم أنه أجبر على اقتسام الزاد مع الضيف وفاق سطيف، إلا أن هذا «الديربي» شهد مهرجانا من الأهداف، لتكون هذه القمة رابع مباراة يبلغ فيها حصاد المهاجمين 4 أهداف على أقل تقدير، وهي المعطيات التي كانت مختلفة كلية عن بداية الموسم المنصرم، لأن الطبعة السابقة كانت قد عرفت عجز 8 أندية عن تسجيل أهداف في جولة الافتتاح، من بينها 3 داخل القواعد، فضلا عن انتهاء مقابلة بالتعادل السلبي، مع انهيار فريقين بخماسية وسداسية على خلفية عدم استخراج إجازات الأكابر.
مردود قوي للمهاجمين
 في الأشواط الثانية
العطاء المميز للخطوط الأمامية في أول جولة كان في غياب هداف الطبعة الماضية سامي فريوي ووصيفه نذير بن بوعلي، لأن هذا الثنائي طرق بوابة الاحتراف، ومع ذلك فإن بداية المشوار كانت ببصمة واضحة لبعض المهاجمين، على غرار لاعب شباب بلوزداد كريم عريبي، صاحب أول ثنائية في الموسم الجديد، وكانت في الشوط الأول من مباراة هلال شلغوم العيد، ولو أن لاعب شبيبة الساورة ملال سار على نفس الدرب، وسجل هدفي فريقه في شباك مولودية الجزائر، واحد منهما من ضربة جزاء، في الوقت الذي تصدر فيه مهاجم وفاق سطيف أحمد قندوسي اللائحة مؤقتا، بهدفين سجلهما في مرمى اتحاد بسكرة، أحدهما كان الأسرع هذا الموسم، لأن توقيعه كان بعد 47 ثانية فقط من إعطاء إشارة انطلاق اللقاء.
من جهة أخرى، فإن القراءة في توقيت تسجيل الأهداف تظهر مدى تأثير التحضيرات على بعض الفرق، كما هو الحال بالنسبة لاتحاد خنشلة، الذي تراجع في الشوط الثاني، وكذلك الشأن لمولودية وهران وهلال شلغوم العيد، بتلقي كل فريقين هدفين في الأشواط الثانية، ومردود المهاجمين في النصف الثاني كان أفضل، بدليل أن 14 هدفا تم تسجيلها في المرحلة الثانية، نصفها كان في آخر ربع ساعة، ولو أن هدفي جمعية الشلف ونادي بارادو كانا حاسمين، لأنهما منحا كل فريق نقاط الفوز، خاصة هدف عواد في مرمى مقرة، والذي مكن «الباك» من العودة بانتصار ثمين.
فك السنافر وبلوزداد شفرة التدشين والساورة وفية للتقاليد
مخلفات الجولة الأولى جعلت بعض الأندية تشذ عن القاعدة، بالمقارنة مع دخولها غمار المنافسة الموسم الماضي، وهذا الأمر ينطبق بالأساس على شباب بلوزداد، الذي استهل رحلة الدفاع عن تاجه بفوز عريض، عكس الموسم المنصرم، لما دشن البطولة بتعادل داخل الديار مع شباب قسنطينة في الجولة الثانية، وعند تسوية جولة الافتتاح انهزم أمام مولودية الجزائر، والوضع ذاته ينطبق على السنافر، الذين فكوا عقدة التدشين، بتجاوز عقبة اتحاد خنشلة بالسرعة الثالثة، بعدما كان افتتاح آخر طبعتين بهزيمة، منها واحدة داخل الديار أمام مولودية وهران.
وظل فريق شبيبة الساورة وفيا لتقاليده، وذلك بتوظيف ورقة الأرض والجمهور لتحقيق الأهم، وانتزاع النقاط الثلاث، ما مكن «نسور الجنوب» من تدشين الموسم بفوز على حساب مولودية الجزائر في قمة تقليدية حسمها الهداف ملال، رغم أن الشبيبة كانت قد افتتحت الموسم الماضي بسداسية نظيفة، لكن التراجع في السرعة كان بحسب وضعية المنافس، في الوقت الذي خالف فيه أمل الأربعاء المعطيات التي كان قد عايشها الموسم المنصرم، ودخل مباشرة في صلب الموضوع، بالفوز داخل القواعد على حساب مولودية وهران، لأن تشكيلة «الحمراوة» كانت محرومة من المستقدمين الجدد، بسبب عدم القدرة على تسوية الوضعية على مستوى غرفة المنازعات، ليدخل أبناء «الباهية» الموسم الجديد مثقلين بالمشاكل، الأمر الذي حال دون تكرارهم إنجاز الموسم الفارط.
«شلغوم» و«الحمراوة» يصنعان الحدث بطرق استثنائية
صنع هلال شلغوم العيد الحدث على طريقته الخاصة، باعتباره الفريق الوحيد الذي دخل مباشرة أجواء المنافسة الرسمية دون إجراء أي حصة تدريبية، وهذا بعد النجاح في تفادي الغياب عن جولة التدشين، وما ينجر عن ذلك من عقوبة تصل حد خصم نقاط من الرصيد، لأن أبناء «الشاطو» تمكنوا من احتواء مشاكلهم في الوقت بدل الضائع، فكان الحضور أمام شباب بلوزداد بمثابة مكسب كبير، بالنظر إلى الوضعية المعقدة التي عاش على وقعها الفريق منذ نهاية الموسم الماضي، ولو أن هذه الأزمة كانت سببا في غياب الرديف عن المقابلة الأولى في الموسم، والوضعية ذاتها تخص أمل الأربعاء ومولودية وهران.
دخول مخيب لبعض الزبائن التقليديين والضيوف الجدد
أما بخصوص الضيفين الجديدين اتحاد خنشلة ومولودية البيض، فإن الرزنامة أجبرتهما على تدشين المشوار خارج الديار، الأمر الذي حال دون تسجيل انطلاقة «مثالية»، لأن «الخناشلة» انهاروا بقسنطينة، رغم أن سامر نجح في تسجيل أول أهداف فريقه في الرابطة المحترفة، بعد غياب الفريق عن حضيرة النخبة لمدة 47 سنة، و«سيسكاوة» سيواصلون البحث عن أول نقطة لهم في البطولة، انطلاقا من أول ظهور لهم داخل القواعد أمام اتحاد الجزائر، في الوقت الذي كانت في رحلة مولودية البيض إلى العاصمة غير موفقة، عقب الانهزام بهدف وحيد، الأمر الذي يجسد الصعوبة التي يجدها الصاعدون في التأقلم بسرعة مع أجواء بطولة «الاحتراف».
نتائج جولة رفع الستار، لم تواكب في بعض الحالات ريتم التحضيرات التي أجرتها الأندية، وهذا الأمر يخص بالأساس فريق شبيبة القبائل، الذي أقام عديد التربصات، من بينها واحد في تونس، لكن خرجة « الكناري» الأولى كانت مخيبة لآمال أنصاره، وذلك بالانهزام أمام جمعية الشلف بهدف قاتل، وفي ملعب غليزان المحايد، رغم أن تحضيرات «الشلفاوة» كانت متذبذبة، كما أن مولودية الجزائر فشلت في تحقيق نتيجة تساير طموحات أنصارها، بالعودة بأياد فارغة من بشار، بعدما كانت التشكيلة قد أجرت تربصين بتونس وتركيا، مع استقدام ترسانة من النجوم.
أحداث بشار لا تحجب الرؤية
عن نجاح جولة التدشين
محطة تدشين الموسم الجديد شهدت اندلاع أعمال شغب ببشار، قبل انطلاق اللقاء، بسبب توافد أنصار مولودية الجزائر بأعداد تفوق بكثير الحصة المخصصة لهم من التذاكر، وهي الأحداث التي كانت قد تسببت في توقيف مباراة الرديف، في الوقت الذي لم يتقبل فيه أنصار شبيبة القبائل هزيمة فريقهم أمام الشلف، وعبروا عن ذلك بطريقة عنيفة، بينما كانت الأجواء «خرافية» بقسنطينة، لأن «السنافر» صنعوا الفرجة في المدرجات، بحضور عدد معتبر من «سيسكاوة»، وفي روح رياضية عالية، والوضع لم يختلف كثيرا في بسكرة.
أحداث بشار تبقى حالة «شاذة»، لأن كل المباريات الثمانية جرت في روح رياضية، بعد فتح المدرجات في كل الملاعب، إثر تعليق الإجراءات الوقائية، كما أن اللقاءات عرفت عدم استعمال الحكام للبطاقة الحمراء، مع إعلانهم عن 5 ضربات جزاء، ضاعت اثنتان منها بملعب الأربعاء، من طرف كسيلي، وكذا نظيره لمولودية وهران بوقطاية، مع تسجيل عريبي لشباب بلوزداد هدفا من علامة الجزاء، وكذا سامر لاتحاد خنشلة، فضلا عن ملال لشبيبة الساورة، في حين كان مدافع نادي بارادو أول لاعب يسجل هدفا بنيران صديقة.
 قراءة: صالح فرطــاس

 

الرجوع إلى الأعلى