استغل رئيس الفاف جهيد زفيزف، الاجتماع الدوري للمكتب الفيدرالي المنعقد أول أمس بوهران، لرسم خارطة الطريق المقترنة بالتعامل مع الوضعية الراهنة للنوادي المحترفة أو تلك التي كانت لها تجارب سابقة في الاحتراف، تجاه الرابطات، والناتجة بالأساس عن قرارات الغرفة الفدرالية لفض النزاعات، خاصة في الشق المتعلق بعقوبة المنع من الاستقدامات، ليكون المخرج الرئيسي من هذه القضية باعتماد عتبة لا يجب أن تتجاوزها الديون المسجلة، وهذا في حدود 3 ملايير سنتيم كحد أقصى، بالنسبة للفرق التي مازالت مجبرة على الانخراط بمظلة «الاحتراف»، وملياري سنتيم للنوادي التي تنازلت عن صفة الاحتراف وأصبحت هاوية.
المعلومات التي استقتها النصر، من مصدر جد موثوق، تفيد بأن زفيزف أثار هذه القضية تزامنا مع رفع الستار عن النسخة 13 لبطولة الرابطة المحترفة، خاصة بعد تحصيل شطر من عائدات حقوق البث التلفزيوني للبطولة الوطنية، وفقا للاتفاق الذي كان قد أبرم مع المديرية العامة لمؤسسة التلفزيون الجزائري، وهو المبلغ ـ يضيف مصدرنا ـ الذي تم توجيه نسبة كبيرة منه لتسوية وضعية العديد من اللاعبين الدائنين، وبالتالي تنفيذ القرارات الصادرة عن غرفة المنازعات قبل سنة 2019، بإجمالي 150 لاعبا، الأمر الذي أعطى الرابطة، الفاف والنوادي المحترفة جرعة أوكسجين، بعد التخلص من كابوس إثر الديون المتراكمة منذ عدة مواسم، والذي ظل يلقي بظلاله على سوق الانتقالات في كل فترة من «الميركاتو».
وحسب نفس المصدر، فإن تسوية شطر من عائدات حقوق البث، كانت كافية لاحتواء الإشكال الذي كان مطروحا، بالنسبة لمنشطي بطولة الرابطة المحترفة للموسم الجاري، خاصة مولودية وهران، اتحاد بسكرة، أمل الأربعاء ونجم مقرة، لأن اللجنة الفيدرالية المكلفة بمتابعة ملف الاحتراف كانت قبل 3 أسابيع من انطلاق الموسم الجديد، قد تدخلت مع الرابطة للحسم في الاجراءات المقترنة بتسوية أكبر عدد ممكن من القضايا التي كانت عالقة، ليكون فريق مولودية وهران آخر ناد من الرابطة المحترفة يستفيد من هذه العملية، بعد تسديد نسبة من المستحقات المقيّدة ضده من طرف الغرفة الفيدرالية للمنازعات، وعليه فإن كل الأندية ستخوض الجولة الثانية من البطولة بتعداد يضم المستقدمين الجدد، بعد استخراج إجازات جميع اللاعبين.
على صعيد آخر، أوضح مصدر النصر بأن أعضاء المكتب الفيدرالي وعند مناقشتهم هذه القضية في اجتماع أول أمس، قرروا اعتماد عتبة للديون بالنسبة للأندية التي مازالت معنية بقرار غرفة المنازعات، والتي تنشط في الأقسام السفلى، وذلك بتحديد 3 ملايير سنتيم كحد أقصى من الديون لتأهيل المستقدمين الجدد بالنسبة للنوادي المحترفة، مع خفض المؤشر إلى ملياري سنتيم للفرق التي أصبحت تنشط بصفة الهواة، وهذا بعد توجيه حصة بعض الأندية من عائدات البث التلفزيوني لتسديد بعض الدائنين السابقين من لاعبين ومدربينّ، والإجراء ـ يستطرد ذات المصدرـ  « يمس 6 فرق تنشط في بطولة الوطني الثاني، ومازالت تحتفظ بدفتر شروط الاحتراف، ويتعلق الأمر بالرباعي النازل من الرابطة المحترفة في نهاية الموسم المنصرم، سريع غليزان، وداد تلمسان، نصر حسين داي وأولمبي المدية، إضافة إلى جمعية عين مليلة وشبيبة سكيكدة، ولو أن هذا القرار يمتد مفعوله أيضا إلى قسم ما بين الرابطات، في ظل السقوط الحر لأهلي البرج واتحاد بلعباس، ولموسمين متتاليين، وهي الأندية الثمانية التي تبقى مجبرة على خفض ديونها المتعلقة بقرارات غرفة المنازعات إلى ما دون 3 ملايير سنتيم لرفع عقوبة المنع من الاستقدامات».
وأشار مصدرنا في نفس الإطار، إلى أن نصر حسين داي يعد الفريق الوحيد الذي باستطاعته الاستفادة من هذا «العفو»، بحكم أن ديونه لدى غرفة المنازعات تبقى في حدود 2,8 مليار سنتيم، لكن «النهد» تصطدم باشكال قانوني آخر، بسبب عقوبة المنع من الاستقدامات الصادرة عن الفيفا، كإجراء عقابي ناتج عن شكوى اللاعب الموريتاني دلاهي، في الوقت الذي تتجاوز فيه ديون باقي الأندية الموجودة في القائمة 10 ملايير سنتيم، وهو الرقم الأضعف الذي يبقى مسجلا على وداد تلمسان، وبعده أولمبي المدية بما يقارب 14 مليار سنتيم، ثم شبيبة سكيكدة بنحو 16 مليار سنتيم، وكذا جمعية عين مليلة بقيمة لا تقل عن 18 مليار سنتيم، دون تجاهل عقوبة الفيفا بسبب قضية اللاعب روني، بينما تخطت ديون أهلي البرج 21 مليار سنتيم، سريع غليزان 23 مليار سنتيم، وأعلى حصة تبقى مقيّدة ضد اتحاد بلعباس بنحو 28 مليار سنتيم، بعد اقتطاع 3 ملايير سنتيم الأسبوع الماضي من عائدات حقوق البث.
من جهة أخرى، أكد مصدر النصر بأن 10 أندية من تركيبة الرابطة الثانية معنية بهذا الاجراء، رغم انخراطها بقبعة الهواة، لكن توجيه شطر من حقوق النقل التلفزيوني لسنة 2019 نحو ديون غرفة المنازعات كان كافيا لتخليص فريقي جمعية الخروب ورائد القبة من عقوبة المنع من الاستقدامات، على اعتبار أن ديون «لايسكا» لدى الغرفة الفيدرالية تقلصت إلى 1,2 مليار سنتيم، والأمر ذاته ينطبق على «لارسيكا»، التي انخفضت ديونها إلى مبلغ 1,8 مليار سنتيم، في حين تبقى ديون شباب باتنة، مولودية قسنطينة، ترجي مستغانم وجمعية وهران قابلة للامتصاص، كونها في حدود 4 ملايير سنتيم، وبدرجة أقل مولودية العلمة، اتحاد الحراش، ليبقى اتحاد عنابة الوحيد الذي سينخرط بصفة الهاوي، وديونه المقترنة بمستحقات اللاعبين السابقين في حدود 15 مليار سنتيم.
صالح فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى