استقبلت مديرية الصيد البحري لولاية عنابة، أمس، مستثمرين في مجال صيد و تسمين التونة الحمراء، من أجل معاينة المواقع المؤهلة لإنشاء مزرعة لتسمين التونة في الأقفاص العائمة على مستوى ولاية عنابة، على رأسهم المدير العام للشركة المالطية فيش آند فيش«جوزاف كرونا» المختصة في تسمين سمك التونة الحمراء في دول
 بالبحر الأبيض المتوسط.
و بحسب مدير الصيد البحري و التربية المائية لولاية عنابة، عزالدين بوكزية للنصر، فقد تمت زيارة عدة مواقع محتملة، لتجسيد مشروع مزرعة تسمين التونة منها منطقة شطايبي و ذلك في إطار تشجيع الاستثمار في مجال الصيد البحري، إلى جانب خصوصية الساحل العنابي، في مرور أسراب التونة عليها شهرا جوان و جويلية، في رحلة عودتها من منطقة التكاثر بجنوب جزيرة مالطا.  
من جهته أكد ربان سفينة مصطفى بن بولعيد المختصة في صيد التونة، خضر عيسى، في اتصال مع النصر، أمس، أن هذا النوع من المزارع يخلق حركية اقتصادية، من خلال العمليات المالية التي تمر على البنوك الجزائرية و دخول العملة الصعبة، بالإضافة إلى كراء السفن الصغيرة لجر الأقفاص و كذا توظيف غطاسين و اليد العاملة و غيرها من الأنشطة المتصلة بالصيد البحري.
كما يسمح تجسيد مشروع مزرعة تسمين التونة، حسب خضر، بخروج السفن المختصة في الصيد إلى المياه الإقليمية و الدولية القريبة، بدل الذهاب إلى مالطا للصيد، حيث تستغرق عملية نقل الأسماك في الأقفاص أسابيع و أشهر للوصول إلى المزارع الموجودة في إسبانيا و تونس.
و تعد شركة  «فيش آند فيش»بمالطا، وفقا للمتحدث، من أهم الشركات الكبرى الناشطة في مجال تسمين و تسويق التونة الحمراء، كما تستحوذ شركة « فونتاز» الإسبانية على أكبر حصة في السوق العالمي و لها شراكة مع متعاملين لتسمين التونة في تونس.    
و ذكر، خضر عيسى، أن تجسيد مشروع مزرعة التسمين، يسمح بدخول حصة الجزائر في منظمة «ليكات» و المقدرة بأزيد من 2000 طن، حيث تشارك 21 سفينة كل سنة في حملة صيد التونة، منها المختصة في الصيد و أخرى في الجر و الدعم و تعد سفينة بن بولعيد، من بين أكبر بواخر صيد التونة في البحر المتوسط، بقدرة 97.42 طنا.
و أشار ذات المتحدث، إلى أن عملية التسمين مكلفة و تتطلب استثمارا كبيرا و شراكة مع الشركة العالمية المختصة، بعد نقل أسراب التونة في الأقفاص و دخولها المزرعة، حيث تبدأ عملية التسمين عن طريق تغذيتها بالسردين و سمك «الكفال» المجمدين، ليتم جلب الأطنان منهما من موريتانيا و المغرب و دول البلقان، لتغذية التونة و عادة ما تطلب شركات التربية اصطياد التونة كبيرة الحجم التي يتجاوز وزنها 100 كلغ و يصل 4 إلى 6 أشهر من التسمين، إلى 300 كلغ و أنواع أخرى تتجاوز 500 كلغ للسمكة الواحدة بعد التسمين و تكون أحسن فترة للتسمين في فصل الشتاء.     
و بعد انتهاء فترة التسمين، حسب المتحدث، يباع سمك التونة ميتا و مجمدا لشركات يابانية تستحوذ على السوق الدولي للتونة، تحول و يتم معالجة لحمها و بيعه في المزاد، منه لحم التونة الموجه للتعليب، حيث يزود اليابان جميع مصانع العالم بالمادة الأولية للتونة من أجل تعليبها.
و تتم عملية صيد التونة، حسب، خضر عيسى، للنصر، بالبحث عن أسراب التونة بكاميرات و تقنية متطورة موجودة في السفينة، حيث يمكن عند رمي الشباك، صيد 1000 سمكة تونة دفعة واحدة و قد تستمر صيد الحصة من 3 إلى 4 عمليات فقط، تحت مراقبة مشرفين محليين و دوليين و بعد انتهاء عملية الصيد، تسلم أسماك التونة حية في أقفاص عائمة، إلى شركات مختصة في تسمين سمك التونة.   
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى