قررت الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ إطلاق حملة تحسيسية على مستوى المؤسسات التربوية مع بداية الدخول المدرسي لمساعدة التلاميذ على التأقلم مع النظام العادي للتدريس بعد تجاوز جائحة كورونا، وستتم العملية بالتنسيق مع أخصائيين نفسانيين، وستستهدف بصورة خاصة المدارس الابتدائية.
كشف رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد عن التحضير لإطلاق حملة تحسيسية عبر المؤسسات التربوية تهدف إلى ضمان التحضير النفسي للتلاميذ للتكيف من جديد مع النظام العادي للدراسة، بعد أن خضعوا لثلاث سنوات لنظام التفويج بسبب الوضعية الوبائية التي فرضت على قطاع التربية الوطنية تطبيق إجراءات وقائية صارمة.
وستنطلق الحملة التحسيسية خلال الأسبوع الأول للسنة الدراسية، وتشرف عليها المكاتب الولائية للجمعية بالتعاون مع الأساتذة للمساهمة في التحول السلس والتدريجي من النظام الاستثنائي للدراسة إلى النظام العادي، بما يتضمنه من رفع الحجم الساعي للدروس، وإلغاء نظام التفويج.
وبحسب رئيس المنظمة فإن عملا شاقا ينتظر ممثلي أولياء التلاميذ لتجاوز الصعوبات التي قد تحيط بانطلاق الموسم الدراسي الجديد، من بينها إشكالية غلاء أسعار الأدوات المدرسية، فضلا عن توفير النقل المدرسي والإطعام وتوزيع المنحة المدرسية على ما تبقى من التلاميذ المعنيين بها.
ويعتقد المتدخل بأن الشروع مباشرة في اعتماد النظام العادي للتدريس دون توفير المرافقة النفسية والبيداغوجية للتلميذ، خاصة في الطور الابتدائي قد يطرح بعض الإشكاليات، من بينها صعوبة التأقلم مع الحجم الساعي للدروس الذي يتجاوز أسبوعيا 20 ساعة بعد أن تقلص خلال الجائحة إلى 10 ساعات فقط، إلى جانب مضاعفة تعداد التلاميذ داخل الأقسام.
وتوقع من جانبه رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة تأقلما سريعا للتلاميذ مع النظام العادي للدراسة، لأن التلميذ لديه قابلية للتكيف مع الأنظمة المختلفة، فهو مثل الورقة البيضاء التي يمكن أن ندون عليها ما شئنا يقول المتحدث، لكنه لم يستبعد أن تثار بعض الصعوبات في البداية سيتم تجاوزها بفضل الخبرة والتجربة التي يتمتع بها الأساتذة.
ويرى المتدخل بأن الدراسة لنصف يوم فقط لا يساعد الكثير من الأولياء الموظفين، ولا يسمح بتنفيذ كامل البرنامج الدراسي، متوقعا بأن يتعود التلاميذ على الدراسة في أقسام مكتملة التعداد خلال الأسبوع الثالث بعد انطلاق السنة الدراسية الجديدة، لتدخل الأمور في مسارها العادي.
ودعا في المصدر في هذا الأولياء للقيام بدورهم من أجل إعادة دمج التلاميذ في المسار العادي للدراسة بطريقة سلسلة، كما نصح الأساتذة بالقيام بمراجعة شاملة للمقرر الدراسي السابق، قبل الشروع في تطبيق البرنامج الجديد، مع تخصيص الفترات الأولى للدروس البسيطة، فضلا عن القيام بتقييم عام مستوى التلاميذ، عبر ما يعرف بالفروض او التقويمات التي تجرى عادة مع بداية عام الدراسي.
وقال من جهته العضو القيادي في الاتحاد العام لعمال التربية والتكوين مبارك بلعيدي بأن النظام الاستثنائي للدراسة الذي كان يقوم على التفويج، حقق ما يعرف بالأقسام النموذجية التي كان يطمح إليها الأساتذة، بفضل انخفاض عدد التلاميذ في القسم الواحد، قائلا إن النقابة التي ينتمي إليها كانت من المؤيدين لتطوير هذا النظام.
ويضيف المتدخل بأن العودة إلى النظام العادي بعد أن درس التلاميذ لثلاث سنوات في إطار النظام الاستثنائي يتطلب تنسيقا وتعاونا، كما أنه يحتاج إلى فترة للتأقلم معه، ويضيف من جهته رئيس النقابة صادق دزيري بأن الإشكال يكمن أيضا في إعادة التلاميذ إلى الجو الدراسي بعد الركون إلى الراحة خلال العطلة الصيفية، مما يتطلب ضمان عودة تدريجية لمساعدة التلميذ على استرجاع المعلومات بتخصيص حصص للمراجعة.
ولم يخف العضو القيادي في النقابة الوطنية لعمال التربية الوطنية جهيد حيرش، قلقه من إمكانية مواجهة إشكالية الاكتظاظ على مستوى بعض المؤسسات التعليمية، لكنه رحب باعتماد النظام العادي للتدريس، لا سيما بعد زوال أسباب اعتماده، مؤكدا بأن الأساتذة سيبذلون قصارى جهودهم لإنجاح الموسم. 
 لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى