يفضل أشخاص قضاء العطلة السنوية خارج موسم الاصطياف، ويختارون سبتمبر تحديدا للاستمتاع بالهدوء الذي يميز الشواطئ نهاية الصيف و بداية الخريف تزامنا مع الدخول الاجتماعي، إذ يعد هذا الوقت الأفضل للسفر في رأيهم، لأنه قليل الحركية و يعرف اعتدالا في درجات الحرارة.

 لينة دلول

و يختار هؤلاء سبتمبر، نظرا لتراجع أسعار الفنادق و الرحلات نحو الخارج عكس موسم الذروة، و الملاحظ هذه السنة، هو أن الاهتمام لم يعد منصبا خلال ذات الفترة على الوجهات الخارجية فقط، بل هناك تركيز كبير من قبل الوكالات السياحية، على الترويج للوجهات الداخلية أيضا، وذلك من خلال اقتراح مسارات تضم نقاطا متنوعة تشمل زيارة مدن داخلية وأخرى ساحلية مع عرض ما تزخر به المدن من شواطئ خلابة وغابات كثيفة وغير ذلك من المقومات، لأن هذا الوقت من السنة، يكون مناسبا لنوعين من السياحة أولهما الساحلية و ثانيهما هي السياحة الجبلية.
موسم السياحة الخارجية
تؤكد قشي رفيدة، مسيرة بوكالة « بيتياس ترافل سارفيس» بقسنطينة، أن الشباب و « العرسان» هم أكثر من يفضلون سبتمبر، لقضاء العطلة السنوية، عكس العائلات التي تختار بالعموم شهري جويلية و أوت لارتباط البرنامج بتواريخ العطل و الدراسة.
وأضافت، أن هذا الشهر يعرف استمرارا في وتيرة الطلب على الحجوزات الداخلية والخارجية، مع ذلك فإن الاهتمام بالخارج بعد أكبر بكثير،  خاصة ما تعلق بالرحلات نحو تركيا و تونس و مصر، وهي أكثر الوجهات طلبا في السنوات الأخيرة، علما أن مصر  عرفت إقبالا مهما من طرف الجزائريين هذا الموسم.
و بخصوص الوجهات الداخلية، أشارت المتحدثة، إلى أن الشّواطئ الوطنية سجلت دفعة ثانية من المُصطافين الباحثين عن المتعة خلال فصل الخريف، و أن الوجهات السياحية التي كان يفضلها المصطافون خلال السنوات الفارطة لم تتغير، بل زاد عليها الطلب أكثر خاصة بعد الجائحة، وذلك راجع حسبها، إلى نقص التكلفة و جودة الخدمات.
وأوضحت، أن سبب اختيار المصطافين لشهر سبتمبر لقضاء إجازتهم، راجع إلى العروض المغرية التي تقدمها الفنادق، إلى جانب التخفيضات في أسعار رحلات الطيران بشكل يناسب الكثيرين، ناهيك عن توفر بعض الفرص الاستثنائية.
وجهات تتحدد بحسب أشهر السنة
 من جهته، يؤكد  آدم غانم ، مسير وكالة السياحة «  تايك أوف ترافلز»، أن العديد من الأشخاص يفضلون شهر سبتمبر، لقضاء عطلهم خارج الوطن أو داخله وأن الإمكانيات المادية هي ما يحدد الوجهة عموما، مشيرا إلى  أن الوجهات الأكثر طلبا مع بداية الموسم الحالي هي تونس و شرم الشيخ و تركيا.
ويتربع على رأس قائمة السياح في شهر سبتمبر، حسب المتحدث، العرسان الجدد، لأنهم أول من يشدون الرحال نحو البلدان الأجنبية على غرار تونس وتركيا، ناهيك عن بعض الأسر التي لا يزعجها تأجيل عودة أبنائها إلى المدارس إلى آخر الشهر، إضافة إلى شباب وأصدقاء يفضلون في العادة قضاء إجازة جماعية في هذا الوقت   من السنة، كما أنه الموسم المفضل لكبار السن، بالنظر إلى تراجع درجات الحرارة  نسبيا، ويؤكد غانم، أن العديد ممن يقصدون الولايات الساحلية في شهر سبتمبر، يهربون من ضجيج موسم الاصطياف و الاكتظاظ الذي يطبعه.
ومع أن الإقبال كبير على الوجهات الداخلية، إلا أن نقص المرافق هو ما يؤثر على الحركية خلال هذا الموسم حسبه، خصوصا وأن الخدمات عادة ما تكون ضعيفة وتتراجع بشكل ملحوظ مقارنة مع الأسعار مؤكدا، بأن الميسورين يشكلون نسبة معتبرة من زبائن الوكالات السياحية خلال هذه الفترة، خصوصا الباحثين منهم عن العروض نحو الخارج، و أن هؤلاء يملكون برنامج رحلات متعدد الوجهات، فسبتمبر، يكون في العادة شهر السفر نحو تركيا و مصر و ماليزيا، أما نوفمبر و ديسمبر، فهما الفترة التي يزيد فيها الطلب على هولاندا وبعض الدول الأوربية.
ملاءمة الأسعار ترجح
كفة تونس
وأوضح المتحدث، أن ثمن الإقامة ببعض الفنادق في تونس، لمدة سبعة أيام تتراوح في هذه الفترة بين 30ألف إلى 50ألف دج تشمل كل الخدمات، وهو ما يرجح كفتها كوجهة رئيسية للكثيرين، بما في ذلك متوسطي الدخل.   أما ثمن الإقامة في فنادق بتركيا أو دبي لمدة أسبوع فقد يصل إلى 17 مليون سنتيم، مضيفا، بأن الأسعار تختلف حسب نوعية الخدمات و تصنيف الفنادق فضلا عن ثمن  تذكرة الطائرة الذي يتغير كل موسم.
أفضل طقس للاستجمام  
 ويرى بعض محبي هذا الشهر، أن سبتمبر هو الوقت المفضل للسفر والاستجمام، وذلك بعد عودة غالبية العائلات إلى مدنها، استعدادا للعمل والدراسة.
 ويؤكد أيمن صاحب محل لبيع الملابس النسائية، أنه تعود منذ سنوات على انتظار شهر سبتمبر لقضاء عطلته، وأرجع  سبب تخليه عن زيارة المناطق الساحلية صيفا، إلى الاكتظاظ الذي تعرفه الشواطئ والذي يجعل من الهدوء مطلبا صعب المنال، وقال، بأنه يفضل الوجهات الخارجية لأجل العمل و السياحة في آن واحد.  أما أسامة خريج جامعة قسنطينة، فقال، بأن سبتمبر يعتبر من أجمل أشهر السنة، بفضل الهدوء و طقس الخريف معتدل الحرارة قليل الرطوبة، وهو نفس الرأي الذي شاطرته زينب موظفة ببنك، قالت لنا، أن سبتمبر ليس شهرا لزيارة الشاطئ فقط، بل أن درجة الحرارة خلاله تسمح للسائح بالتنقل بأريحية أكثر و زيارة بعض الحدائق والغابات.

الرجوع إلى الأعلى