تنطلق أمسية الأحد القادم، بدار الثقافة مبارك الميلي بميلة    فعاليات الطبعة الحادية عشرة  من المهرجان الثقافي الوطني للعيساوة، بعد سبع سنوات كاملة من الغياب، حيث تعود الفعالية هذه السنة بمشاركة نسوية مميزة تحت شعار « العيساوة مظهر للتسامح في الثقافة الجزائرية».
و تشارك في المهرجان حسب محافظه بوبليعة بوخميس، 15 فرقة من خمس عشرة ولاية، تمثل تنوع التراث العيساوي وثرائه من الشرق إلى الغرب ومن شمال إلى الجنوب، حيث ستكون  هذه الطبعة مغايرة عن الطبعات الماضية، وذلك بفضل المشاركة النسوية  لفرقة الزاوية التيجانية لعين ماضي بولاية الأغواط.
 قال المحافظ، بأن الفرق التي ستحيي التظاهرة اختيرت بعناية من مجموع 35 فرقة تقدم أفرادها بطلب المشاركة في الحدث، وقد حددت معايير انتقاء صارمة حسبه،  لضمان مشاركة أحسن الفرق العيساوية الموجودة عبر التراب الوطني،وذلك من خلال تقييم  إنتاجاتها ومساهماتها الفنية كفرقة أو جمعية، وأضاف، بأن الطابع العيساوي الصحراوي يختلف عن الطابع الموجود في غرب البلاد ولذلك سوف يكون المهرجان مزيجا بين هذه المدارس الوطنية.
و أوضح، بأن برنامج المهرجان يتضمن ندوات فكرية سينشطها عدد من الأساتذة المختصين في المجال من جامعات مختلفة يتقدمهم أحمد بن الصغير، من مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارية للأغواط و عبد القادر بلعربي من جامعة قسنطينة والأستاذ أمحمد صحراوي من زاوية وزرة بالمدية مهد العيساوة بالجزائر ، بالإضافة إلى ذلك ستتضمن الفعاليات برمجة معرض ثقافي وفني حول التراث العيساوي طيلة أيام المهرجان، لتقديم كتابات ومؤلفات حول العيساوة و الآلات موسيقية و الأدوات و الألبسة التقليدية و المخطوطات.
كما أكد، بأن المهرجان سوف يكون فرصة للاستذكار و العرفان وتكريم الأشخاص الذين وافتهم المنية والذين برزوا وتركوا بصمات في هذا المجال، و ساهموا في نجاحه و استمراريته خلال الفترة الأخيرة، من بينهم مقدم الطريقة الجازولية العيساوية بالجزائر، المرحوم الشيخ العابدين عبد الكريم الجازولي، الذي كان يحضر في كل المهرجانات والفنان زين العابدين بن عبد الله والذي كان أول محافظ للمهرجان « طبعة 2006ـ 2007» و المرحوم عبد المجيد محيمود عضو محافظة المهرجان من 2008 إلى 2015، بالإضافة إلى فوزي معمري، فنان ورئيس جمعية الحضرة العيساوية بالقل، وأضاف محدثنا، بأن هذه التكريمات خصصت للأشخاص الذين رحلوا عنا وكان لهم دور فعال في نجاح طبعات سابقة، وأن ثقافة الشكر و العرفان ستستمر خلال الطبعات القادمة.
كما أوضح، أن  هناك برنامجا جواريا سيتزامن مع الحدث الرئيسي، مع برمجة فعاليات  في بلديتي شلغوم العيد و فرجيوة حيث تم اختيار هذه المدن لتوفرها على مرافق تساعد على استقبال الضيوف و السير الحسن للمهرجان، كما ستكون هناك زيارات سياحية للمدينة القديمة التي يوجد بها أول مسجد في الجزائر والعديد من المعالم تاريخية  الأخرى.
وأكد محدثنا، بأن رهان الطبعة هو استعادة الجمهور  العيساوي وإعادة البريق لهذا الفن، كما يعتبر هذا المهرجان مكسبا كبيرا لولاية ميلة، و أن جميع الترتيبات مضبوطة من أجل لم شمل فناني العيساوة طيلة أربعة أيام كاملة.
مكي بوغابة

الرجوع إلى الأعلى