كارثة بيئية تهدد أحواض وبحيرات بشرق البلاد
حذر مختصون أمس، من الوضعية الكارثية لعدد من المناطق الرطبة المتواجدة على مستوى الجهة الشرقية للبلاد، نتيجة للتوسع الزراعي الذي اغتصب بعض الأراضي المصنفة، إضافة إلى مشكل الري العشوائي و التعدي على الثروة الحيوانية من خلال الصيد.
ممثلون عن جمعيات ناشطة في مجال حماية البيئة شاركوا في أشغال يوم دراسي حول المناطق الرطبة بمركز التكوين المهني عبد الحق بن حمودة بقسنطينة، إحياء لليوم العالمي لهذه المناطق الموافق لتاريخ 2 فيفري من كل سنة، أوضحوا أن الجهود المبذولة من طرف الدولة في مجال حماية هذه المناطق و ترقية الحياة البرية على مستواها، سواء ما تعلق بالثروة السمكية أو الطيور، ليست كافية لردع اعتداءات الإنسان .
و حسب الدكتور حداد كريم عضو جمعية “ أكوا سيرتا”، فإن العديد من البحيرات الطبيعية و الأحواض الاصطناعية بمناطق قالمة، الطارف، أم البواقي و حتى سد بني هارون بميلة، تواجه مشاكل الري العشوائي و التوسع الزراعي غير القانوني، مؤكدا بأن بعض الفلاحين يقومون باستغلال أراضي زراعية قريبة، سبق و أن عوضتهم عنها الدولة عند تصنيفها للمنطقة، محذرا بأنهم يعتمدون في زراعة بعض المحاصيل على مواد و أسمدة كيميائية سامة، تأثر بشكل مباشر على الثروة الغذائية التي تتوفر عليها هذه المناطق، ما ينعكس سلبا على حياة الأسماك التي تعيش داخل هذه الأحواض و يؤثر بصورة مباشرة على عملية الهجرة السنوية للطيور .
كما يعد الصيد العشوائي للأسماك و الطيور المقيمة و المهاجرة التي تتخذ من هذه المناطق مستقرا لها، أحد أبرز المخاطر، بالرغم من وجود مراسيم  صريحة وواضحة تمنع منعا باتا الاعتداء على أنواع معينة من هذه الطيور.
من جهته أشار رئيس جمعية “ أبنو” لحماية البيئة عبد المجيد سبيح ، إلى مشاكل أخرى تتعلق بتوحل المناطق الرطبة ، ما يستدعي حسبه، برمجة عمليات تشجير واسعة و مستعجلة، و يطرح مشكل ضخ المياه القذرة في الوديان و البحيرات، إضافة إلى مخلفات غسل السيارات على ضفافها، كأحد العوامل الملوثة للبيئة العامة لهذه المناطق، وهو ما يهدد الحياة البرية فيها.
الوضع الذي يفرض إلزامية السعي جديا، لتفعيل القوانين الخاصة بحماية المناطق الرطبة، و ردع الاعتداءات على الطيور ، إضافة إلى إنشاء محطات لتصفية و معالجة المياه، للتخلص من المخلفات القذرة التي يتم ضخها في البحيرات و الأحواض، فضلا عن تصفية السدود.
رئيس مصلحة حماية الثروة الغابية بمديرية الغابات بقسنطينة، خير الدين سايغي ، أكد بدوره بأن كافة الإجراءات يتم اتخاذها سنويا بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة على غرار الدرك الوطني، لحماية المناطق الرطبة الأربع بالولاية و تشجيع الحياة البرية على مستواها، حيث تم حسبه إحصاء حوالي 3385 طير بقسنطينة وحدها هذه السنة، بمجموع 32 صنف، علما أن الرقم تراجع نسبيا مقارنة بالسنوات الماضية التي عرفت إحصاء بين 5000 إلى 6000 طير بين مقيم و مهاجر.  
في ختام اليوم الدراسي، أشار المتدخلون أن الجزائر اقترحت في اطار اتفاقية رامسار الدولية لحماية المناطق الرطبة، تصنيف 17 منطقة رطبة جديدة عبر عدد من الولايات.
نور الهدى طابي

الرجوع إلى الأعلى