عرفت أحياء بمدينتي عنابة و البوني، تذبذبا في التزويد بالمياه الصالحة للشرب، حيث استمر الانقطاع لثلاثة أيام متتالية وهي الوضعية التي خلفت استياء وسط السكان، في ظل انعدام بدائل للتزود بهذه المادة الحيوية، خاصة مع تواصل ارتفاع درجة الحرارة.
و أرجعت شركة الجزائرية للمياه، الانقطاع، إلى تصليح تسرب هام طرأ على القناة الرئيسية ذات قطر 1000 ملم الرابطة بين سد الشافية و محطة المعالجة الشعيبة، ما أدى إلى توقف الإمداد على مستوى محطة الضخ الرئيسية بالملاحة، التي تزود ولاية عنابة بـ 90 بالمائة من المياه الشروب.
و أمام هذه الوضعية، اضطرت وحدة الجزائرية للمياه استنادا لذات المصدر، للاعتماد على نظام التوزيع يوما كل ثلاثة أيام، بعد توقف نشاط المحطتين المذكورتين، كما اكتفت بتسيير مخزون الخزانات، لضمان وصول هذه المادة إلى حنفيات المواطنين و لو لفترة محدودة، على أن يعود التوزيع إلى النظام العادي حال الانتهاء من الأشغال.
و في سياق متصل، تواصل مصالح ولاية عنابة تنفيذ المخطط الاستعجالي للخروج من أزمة التزود بالمياه، حيث تُستكمل أشغال الحفر على مستوى الآبار الجديدة، إلى جانب تأهيل تلك المتوقفة عن العمل بمجموع 27 بئرا، بالإضافة إلى تجديد حقل الآبار الموجود في منطقة الملاحة بدائرة بوثلجة و الذي يضم 32 نقبا.
و كانت الولاية قد وعدت بأن جميع الآبار ستدخل حيز الاستغلال قبل موسم الاصطياف بطاقة إجمالية تقدر بـ 68 ألف متر مكعب يوميا، غير أن تأخر الأشغال حال دون ذلك، و تُوفر آبار عنابة 27 ألف متر مكعب وآبار بوثلجة 30 ألف متر مكعب، فيما ستسمح أشغال إصلاح التسربات عبر مختلف شبكة القنوات الرئيسية والفرعية، باسترجاع 11 ألف متر مكعب.
و في ذات السياق، أحصت مديرية الموارد المائية، 1300 نقطة تسرب على مستوى كامل تراب الولاية، منها ما سيتم إصلاحها و أخرى سُطر برنامج لتجديد القنوات المتضررة بها، حيث جندت كمرحلة أولية، ثلاث فرق تدخل ودعم على مستوى الورشات المفتوحة، بالتنسيق مع مؤسسة أشغال الري والجزائرية للمياه والتطهير، لوجود تعقيدات على مستوى الشبكة.
كما تم تنظيم لقاء مؤخرا برئاسة والي الولاية، جمال الدين بريمي، لمناقشة الإجراءات المتخذة في ما يتعلق بتزويد السكان في فصل الشتاء الذي يعرف انقطاعا بسبب ارتفاع نسبة تعكر المياه، ما يؤدي إلى توقف محطات المعالجة على مستوى محطتي الشعيبة و مكاسة.
و في هذا الشأن، طمأنت مديرية الموارد المائية بأنه توجد وفرة في المياه الشروب، حيث تبلغ نسبة امتلاء سد ماكسة 95 بالمائة و سد بقوس 60 بالمائة، فيما تقدر في سد الشافية بـ 18 بالمائة.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى