أكد خبراء ومحللون، أمس، على أهمية بناء تكتل اقتصادي عربي،  خصوصا مع التحولات الحاصلة في النظام العالمي وأشاروا إلى إمكانية تشكل هذا التكتل الاقتصادي العربي، كما أن فرص نجاحه متوفرة، ونوهوا بدعوة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لبناء تكتل اقتصادي عربي منيع يحفظ المصالح المشتركة للدول العربية.
ونوه الخبير الاقتصادي البروفيسور مراد كواشي في تصريح للنصر، أمس، بكلمة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال افتتاح أشغال الدورة 31 للقمة العربية ودعوته إلى" بناء تكتل اقتصادي عربي منيع يحفظ المصالح المشتركة للدول العربية، مع تحديد الأولويات والتركيز على مجالات العمل المشترك، ذات الأثر الإيجابي السريع والملموس على الشعوب العربية".
وأبرز الخبير الاقتصادي ، ضرورة إحداث تكتل اقتصادي عربي، لافتا إلى ضرورة أن تستغل الدول العربية التحول في النظام العالمي في الوقت الراهن والذي سيتحول من نظام أحادي إلى نظام ثنائي أو متعدد، مضيفا أنه على الدول العربية أن تبحث عن تموقع جديد، فلا مكان في العالم الجديد للدول الفرادى والدول الضعيفة، بل هو عالم للتكتلات الاقتصادية الكبرى وللتجمعات والتحالفات الكبرى لافتا على سبيل المثال إلى مجموعة "بريكس".
و ذكر الخبير الاقتصادي، أن العلاقات الاقتصادية العربية العربية،  بقيت دون المستوى المطلوب، كما أن الاستثمارات العربية البينية هي استثمارات قليلة جدا، الأمر الذي  جعل الوطن العربي يعاني كثيرا من ضعف في أدائه رغم الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها الدول العربية، من أراض واسعة وخصبة ومناخ متنوع ، مصادر متنوعة ومتوفرة من المياه، ويد عاملة متوفرة و رؤوس أموال كثيرة وسوق واسعة.
كما أشار إلى الإمكانيات الفلاحية و الطاقوية التي تمتلكها الدول العربية، بالإضافة إلى أنها أيضا منبع التمويل في العالم.
ومن جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي البروفيسور عبد اللطيف بلغرسة ، أمس، في تصريح للنصر، أن دعوة الرئيس تبون، إلى انشاء تكتل اقتصادي عربي منيع، تعتبر دعوة استراتيجية في مضمونها وهي استباقية في مفهومها ،على أساس أن الحرب في أوكرانيا قد أبانت عن تشكل جديد  للخارطة الاقتصادية في العالم ومنه توجب على العرب أن يتحدوا في تكتل اقتصادي واحد يضمن لهم الأمن الاقتصادي بفروعه المختلفة، الأمن الغذائي والأمن الطاقوي و الأمن المائي -كما أضاف-.
وقال أننا نتمنى كمحللين ومراقبين للشأن الاقتصادي الوطني  والعربي والدولي، اعتماد هذا المقترح وتشكيل لجنة وزارية لتنفيذ المقترح على أرض الواقع، لافتا إلى أن الوطن العربي يعتبر من المناطق الجغرافية التي تتمتع بخيرات كثيرة،  من ثروة طاقوية  و بشرية و كذا الثروة الزراعية والحيوانية وكل ما تحتاجه الانطلاقة الاقتصادية الصحيحة على مستوى العالم.
واعتبر الخبير الاقتصادي، أن هذا التكتل الاقتصادي العربي،  يمكن له أن يتشكل ، كما أن فرص نجاحه متوفرة وأولها وجود  جامعة الدول العربية، حيث ينشأ من رحم جامعة الدول العربية ومن جانب آخر يوجد اتفاقات عربية سابقة ومنها المنطقة العربية الحرة المشتركة.
ومن جانبه، اعتبر الخبير الاقتصادي، الدكتور أحمد طرطار في تصريح للنصر، أمس، أن الاجتماع العربي في قمة الجزائر، كان له هدف بأبعاد اقتصادية جمة و أبعاد اجتماعية وسياسية.
وأضاف أن  افرازات الحرب الروسية الأوكرانية، أظهرت أن الشعوب في حاجة ماسة إلى الأمن الغذائي والطاقوي وكل الأمور المرتبطة بالبعد الاقتصادي.
ونوه الخبير الاقتصادي، بالطرح الذي تقدم به رئيس الجمهورية  في كلمته، خلال افتتاح أشغال الدورة 31 للقمة العربية والذي كرس من خلاله النظرة الواقعية للجزائر بخصوص قضايا الأمة، خاصة المرتبطة منها بالبعد الاجتماعي والاقتصادي.
وأبرز الدكتور أحمد طرطار، أهمية تشكيل جبهة موحدة متلاحمة في المجالات الاقتصادية، في ظل المزايا والزخم الكبير لموارد لا تحصى في العالم العربي.
وأضاف أنه من الضروري تفعيل هذا التكتل الاقتصادي العربي، لأن الجامعة العربية في حد ذاتها هي الوعاء الأمثل التي تجتمع من خلاله الدول العربية.
 مراد -ح

الرجوع إلى الأعلى