أبرمت أول أمس، وزارتا التعليم العالي والبحث العلمي والصناعات الصيدلانية، إتفاقية تعاون وشراكة لمدة ثلاث سنوات، يهدف من خلالها القطاعان لتطوير إنتاج الأدوية الصيدلانية، والتحول من إنتاج الأدوية الكلاسيكية وكذا الجنيسة إلى أدوية طبيعية ذات مصدر نباتي.

وقام، أول أمس، وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري و وزير الصناعة الصيدلانية علي عون في ولاية قسنطينة، بزيارة عمل و تفقد ميدانية قادتهما إلى عدة مراكز بحث، بداية من المركز الوطني للبحث في البيوتكنولوجيا بجامعة عبد الحميد مهري في المقاطعة الإدارية علي منجلي، أمضى خلالها الوزيران على اتفاقية مشتركة تدوم إلى غاية 2025، تهدف إلى تطوير عملية إنتاج الأدوية والتوجه أكثر إلى تصنيع أدوية طبيعية ذات مصدر نباتي والتي ستكون بديلة للأدوية الكلاسيكية والجنيسة.
و صرح وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، خلال إمضائه على الاتفاقية بأن وزارته وتحديدا مركز البحث في البيوتكنولوجيا سيضع كل موارده البشرية والمادية تحت تصرف وزارة الصناعات الصيدلانية ومؤسسات تصنيع الدواء، مضيفا أن هذا المركز سيساهم في تطوير الصناعات الصيدلانية، بسواعد  أساتذة وباحثين ومهندسين بهدف تغطية احتياجات المجتمع المحلي وبالتالي تحقيق مقولة «نتحرك محليا ونفكر وطنيا من أجل أن يكون التعليم العالي والبحث العلمي قاطرة للتنمية المحلية وبالتالي قاطرة تضاف إلى التنمية الوطنية»، معتبرا ذلك قيمة مضافة للاقتصاد المحلي وبالتالي الوطني.  ,وأضاف الوزير، أن هدف الوزارة هو تجسيد ثلاث مهام مهمة للجامعة، متمثلة في التعليم ثم البحث العلمي فخلق الثروة، من خلال خلق مؤسسات ناشئة تعمل في مجال الصناعات الصيدلانية وتلبي حاجيات المجتمع وتحقق الالتزام رقم 41 لرئيس الجمهورية الذي يجعل من الجامعة قاطرة متفتحة ومفيدة للمجتمع وتكون قيمة مضافة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية حتى سنة 2025 تقوم خلالها بكل المهام المنوطة بالبحث العلمي. من جانبه صرح وزير الصناعة الصيدلانية، علي عون، أن هذه الاتفاقية ستمنح نفسا جديدا للصناعات الصيدلانية، من أجل إنتاج أدوية عالية الجودة والنجاعة، داعيا الباحثين لإطلاق أبحاث ذات منفعة للخروج من صناعة الأدوية الكلاسيكية المتحكم فيها من طرف كل المخابر محليا، مطالبا بصنع أدوية طبيعية ذات مصدر نباتي، معتبرا أن المستقبل يسير نحو إنتاج هذا النوع من الأدوية، الذي اعتبره ذا استعمال اقتصادي وصحي ليكون بديلا للأدوية الجنيسة. كما تحدث الوزير عن الإمكانات التي تزخر بها جل الولايات وخاصة بالهضاب العليا والجنوب، حول توفر النباتات الطبية و العطرية، مطالبا باستغلالها لتكون المادة الفعالة مستخرجة منها، مؤكدا أن رئيس الجمهورية يلح على استعمال مواد محلية قبل التوجه للاستيراد، متحدثا عن بعض الصعوبات التي تصادف العملية على غرار الكميات اللازمة وكذا طريقة التجميع.
وتمنى علي عون، أن تتوفر الحلقة المفقودة بين الجامعة ومؤسسات صناعة الأدوية بعد إمضاء الاتفاقية في مركز البحث في البيوتكنولوجيا، داعيا أن تساهم هذه المراكز في التكوين، متمنيا النجاح بين القطاعين وواعدا أن وزارته ستوفر الدعم اللازم من أجل تكوين باحثين مكتشفين خاصة أن هذا الهدف تأخر كثيرا ووجب التقدم بسرعة في هذه النقطة. وقام الوزيران بزيارة عدة مراكز بحث، بداية بالمركز الوطني للبحث في البيوتكنولوجيا، في وفد ضم والي قسنطينة ورئيس المجلس الشعبي الولائي والسلطات المحلية والأمنية والعسكرية وممثلي الشعب بقسنطينة، أين استمع الوفد لعرض خاص بمساهمة هذا المركز في تطوير قطاع الصناعة الصيدلانية منذ سنة 2012. كما زار الوزيران ، مركز البحث في العلوم الصيدلانية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، أين قدمت لهما عروض بحوث تشمل عدة أصناف تتضمن تصميم الدواء عن طريق آلات متطورة على غرار آلة الكشف المبكر لمرض الزهايمر، كما زار الوفد كلية هندسة الطرائق في جامعة صالح بوبنيدر، أين تم تقديم أعمال نموذجية لباحثين بالكلية.                              حاتم / ب

وزير الصناعة الصيدلانية علي عون من قسنطينة
يجـــــب التوجــــــه أكثـــــر لإنـــتاج أدويـــة الأمــــراض المزمنـــة والســـرطان
* سننـــــــتج 50 بالمئـــــــة من احتياجاتـــــــنا للأنســـــــولين خــــــــلال الســــــداسي الأول للسنـــــة المـــــقبلة
أكد وزير الصناعة الصيدلانية، علي عون، أمس الأول بقسنطينة، أن مصانع العاصمة جاهزة لإنتاج كميات تغطي 50 بالمئة من الاحتياجات الوطنية من مادة الأنسولين خلال السداسي الأول من السنة الجديدة، وهو ما سيخفض مبلغ 200 مليون أورو من فاتورة الاستيراد الإجمالية الخاص بهذه المادة، كما شدد على المنتجين بضرورة التحول أكثـر لإنتاج الأدوية الخاصة بمرضى السرطان والمصابين بالأمراض المزمنة بدلا من الأدوية التي يعرف إنتاجها فائضا.
و أكد الوزير في ندوة صحفية عقدها بمجمع صيدال بالمنطقة الصناعية بالما بقسنطينة، خلال زيارة تفقد وعمل قام بها على مستوى عدة مؤسسات وشركات منتجة للمواد الصيدلانية، أنه سيغادر ولاية قسنطينة، وهو مطمئن تماما على مدى قدرة وإمكانية هذه الولاية في إنتاج الأدوية الصيدلانية بمختلف أنواعها، وبقدرة تلك المصانع على تطوير صناعة الأدوية أكثر.
وأضاف المتحدث أنه وقف خلال زيارته لمراكز البحث بقسنطينة، على أبحاث هامة ومتطورة، وجب ألا تبقى حبيسة المخابر ، متحدثا عن ضرورة تحويلها إلى المؤسسات من أجل الاستفادة منها ولما لا تمكن من تصنيع أدوية خاصة بالجزائر توجه مستقبلا للتصدير، معترفا أنه لم يتوقع درجة تطور الباحثين وبحوثهم التي أكد أنها أثارت إعجابه.
كما أكد الوزير، أنه خلال زيارته لبعض المؤسسات الصيدلانية في قسنطينة، وقف على أن قدرة إنتاجها تصل إلى 70 بالمئة، ويمكن أن ترفع هذه النسبة إلى 80 أو 90 بالمائة، إذا كانت هناك إرادة من المنتجين لرفع الكميات المنتجة.
وتحدث أيضا عن بعض النقائص في هذا القطاع، منها تركيز كل المنتجين على إنتاج نسبة 70 بالمئة من الأدوية المعروفة والتي تعرف فائضا في السوق، مؤكدا أنه وجب التوجه لإنتاج أدوية لمرضى السرطان أو المصابين بالأمراض المزمنة واصفا هذا النوع من الأدوية بالإضافة الحقيقية للقطاع، مشددا على ضرورة مسايرة ما يطلبه السوق والمرضى بالأخص.
ووجه الوزير تعليمات إلى مجمع صيدال، بضرورة الأخذ بعين الاعتبار الاتفاقية المبرمة مع وزارة التعليم العالي، مؤكدا أن مراكز البحث تتوفر على أجهزة وباحثين ذوي كفاءة عالية، مشددا على أن مستقبل مجمع «صيدال» مرتبط بمدى تجسيد هذه الإتفاقية، موضحا أن مراكز البحث لديها ما يلزم لبعث التنمية بكل أصناف الأدوية، مطالبا مسؤولي «صيدال» بالتقرب من الأساتذة مع إلقاء نظرة من نسخة الإتفاقية التي تنص على ضرورة التواجد في مراكز البحث الثلاثة والإطلاع أكثر على تلك البحوث على أن تجرى العملية بعجالة لحاجة القطاع لهذه التنمية.
كما تحدث علي عون، عن زيارته الأخيرة في شهر سبتمبر لمجمع صيدال، و التي اتخذ حينها عدة قرارات، منها المتعلقة بإنتاج مادة الأنسولين، موضحا أن زيارته أمس جعلته يتأكد من بذل مجهودات، إلا أنه طالب ببذل مجهودات أكبر، خاصة بعدما اشتكى المسؤولون من صعوبة الحصول على المادة الأولية، ليرد بأنها متوفرة بالكميات اللازمة في السوق الدولي.
وفي نفس الصدد، أكد الوزير أن مجمع صيدال تمكن من صنع آلة ملء قارورات الأنسولين وليس لديه مبرر لعدم تصنيع هذه المادة، ما يمكن أيضا من صنع أقلام الأنسولين، مؤكدا أن المهمة ليست صعبة ويمكن لهذا المجمع صناعة الأنسولين والأقلام معا لما يتوفر عليه من إمكانات بشرية ومادية معتبرة.
و أشار إلى جاهزية 3 مصانع بالعاصمة لإنتاج الأنسولين في شكل أقلام، ستدخل حيز الخدمة، مطالبا بنزع الاحتكار في صنع مادة الانسولين لمصنع واحد، خاصة أن اكثر من 2.5 مليون مواطن يحتاج هذه المادة ، كما دعا الوزير لعدم البقاء في إنتاج الأدوية الكلاسيكية، مؤكدا أنه حان الوقت للمنتجين للتفكير في إنتاج الأدوية الثقيلة في فاتورة الاستيراد.
و جدد الوزير العزم على صناعة الأنسولين في السداسي الأول من السنة الجديدة، مؤكدا تغطية 50 بالمئة من احتياجات صناعة هذه المادة ما يعني وفق الوزير توفير نفقات 200 مليون أورو لأن فاتورة الأنسولين حاليا تتراوح ما بين 400 إلى 420 مليون أورو سنويا.                  حاتم / ب

وزير التعليم العالي والبحث العلمي
نسعــــى لجعــــل الجامعــــة قاطــــرة للتنمـــية
أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، أول أمس من قسنطينة، أن وزارته تسعى لأن تكون الجامعة قاطرة نحو التنمية المحلية والوطنية، وبأن تكون قيمة مضافة تساهم في تطوير الاقتصاد الوطني، مشددا على ضرورة تحويل المعارف والأبحاث التي يعمل عليها أساتذة وباحثون إلى قابلة للتجسيد.  
ودعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، في جامعة صالح بوبنيدر خلال زيارته لعدة مراكز للبحث بجامعتي عبد الحميد مهري وجامعة صالح بوبنيدر، إلى ضرورة تحويل المعارف و البحوث إلى مشاريع قابلة للتجسيد، مؤكدا أن زيارته لهذه المراكز والجامعات جاءت لتقوية الشراكة مع قطاع الصناعات الصيدلانية، والرفع من فعالية الثلاثي المتمثل في الطلبة المتخرجين والأساتذة والباحثين من أجل إنشاء مؤسسات ناشئة.
وأوضح المتحدث، أن إنشاء هذه المؤسسات يمكن من تصنيع أدوية تساهم في التأمين الصحي للمواطنين، موضحا أن زيارة ولاية قسنطينة هي بداية لتفكير محلي يمكن من تحقيق قيمة مضافة في هذا المجال على المستوى الوطني.                   حاتم / ب

 

الرجوع إلى الأعلى