أظهر تصنيف عالمي حديث لمؤسسات التعليم العالي، أن الجامعات ومراكز البحث الجزائرية حققت تقدما في التصنيفات الدولية، وبرزت في مجالات عدة منها علوم الأرض والكواكب، الهندسة والطاقات المتجددة، بما يعتبر مؤشرا على تحسين الأداء والتنافسية بحسب ما أكدته الوزارة الوصية.
وجاء في بيان صدر أمس عن المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير العلمي التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تلقت النصر نسخة منه، أن مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر شهدت تقدما ملحوظا في الترتيب بمجال النشر العلمي الدولي، وفقا لما نشر في التقرير الصادر عن هيئة «سيماغو» للتصنيف العالمي للمؤسسات في إصدار 2022، ويرجع هذا، بحسب البيان، إلى إستراتيجية الوصاية بتشجيع وتحفيز النشر في المجلات المرموقة لاسيما ذات الأثر والمرئية الدولية، والسعي للارتقاء بالتصنيف الدولي للجامعات.
ويعتمد تصنيف «سيماغو» على الجمع بين عديد مؤشرات أداء البحث ومخرجات الابتكار والتأثير المجتمعي المقاس من خلال المرئية على شبكة الأنترنت، وأضاف المصدر أن الجزائر حققت قفزات نوعية بإدراج 33 مؤسسة في مراتب أحسن من النسخة السابقة بما يعتبر مؤشرا لتحسين الأداء والتنافسية، وقد تواجدت 38 مؤسسة تعليم عالي وبحث علمي ضمن أحسن 500 مؤسسة في العالم، فيما تتصدر جامعة محمد الصديق بن يحيى بجيجل الترتيب الوطني والمرتبة 22 إفريقيا.
أما بالنسبة لعامل التأثير المجتمعي تم تصنيف 38 مؤسسة جزائرية ضمن أفضل 250 مؤسسة تعليم عالی وبحث علمي في العالم، تتقدمها جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين، وفي ما يخص عامل البحث العلمي تم تصنيف 38 مؤسسة تتصدرها جامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس ضمن أحسن 500 عالميا.
كما برزت الجامعات الجزائرية في ميدان علوم الأرض والكواكب، ممثلة في جامعة أحمد بن بلة بوهران بوصافة الترتيب الأفريقي، في حين حلت سبع جامعات ضمن الخمسين الأفضل إفريقيا في ميدان الهندسة، كما تم تصنيف مركز تطوير التكنولوجيات المتقدمة ومركز تنمية الطاقات المتجددة ضمن أحسن 500 مؤسسة بحث وتطوير، علما أن الأخير حقق مراتب متقدمة عالميا في مجال الابتكار وعلوم الإعلام الآلي والرياضيات والطاقة، وكذلك في هندسة البناء والإنشاءات.
أما بالنسبة لمركز تنمية التكنولوجبات المتقدمة، فصنف من بين أحسن 300 مؤسسة بحث وتطوير على المستوى العالمي في مجالات الرياضيات والهندسة وعلوم الإعلام الآلي،  كما يحتل المرتبة الثامنة على المستويين العربي والإفريقي في الفيزياء وعلم الفلك.
الجزائر الثالثة عالميا في أبحاث الطاقات المتجدّدة
كما أورد بيان آخر صادر عن المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير العلمي، أن البحث والتطوير للطاقات المتجددة يمثل أهمية كبرى بالنسبة لمجال الأمن الطاقوي للبلاد، باعتباره منفذا وخيارا إستراتيجيا للقطاع، يهدف لتعزيز إحلال مصادر الطاقة المتجددة ضمن خيارات الطاقة البديلة، انتهاجا لسياسة الحكامة في ما يخص الانتقال والفعالية الطاقويين.
ولتجسيد هذا التوجه تم، وفق المصدر، إنشاء مؤسسة عمومية ذات طابع علمي وتكنولوجي تعنى بتطوير الطاقات المتجددة للخوض في المجالات ذات الاختصاص والتنافسية لتأمين وتغطية الاحتياج الوطني من مصادر الطاقة، والتكفل بإعداد وتطبيق برامج البحث والتطوير المستعملة والمستغلة للطاقات الشمسية وطاقة الرياح والحرارة الجوفية.
وأضاف البيان أنه في ظل الاهتمام المتزايد والمتنامي بالطاقات المتجددة، يعكف مركز تنمية الطاقات المتجددة منذ إنشائه سنة 1988، ومن خلال وحداته البحثية الأربعة ناهيك عن فرعه الاقتصادي، على تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتحول والفعالية الطاقويين، عبر نشر العديد من الانجازات والمشاريع البحثية على المستوى الوطني، الإقليمي والدولي، ما جعل المؤسسة في مرتبة ريادية من حيث قيمة وغزارة المنشورات العلمية في مجالات الاختصاص، فضلا عن الاستثمارات المنجزة في قطاع الطاقات المتجددة ومن بينها بناء محطة هجينة للطاقات الشمسية والغاز سنة 2012، وحضيرة لطاقة الرياح بأدرار في 2014، وإنجاز مصانع وحدات الطاقة الكهروضوئية وتركيب الألواح الشمسية بكل من الروبية والشريك الاقتصادي مؤسسة كوندور سنة 2013.
وتابعت مديرية البحث العلمي أن كل هذه المنجزات وغيرها الكثير، أدت إلى بروز ومرئية مركز تنمية الطاقات المتجددة، وجعلت منه أنموذجا في الإنتاج العلمي والأكثر تأثيرا في القارة الأفريقية، باعتباره المؤسسة الأكثر إنتاجية وتأثيرا وفق دراسة أنجزت تحت عنوان «الاتجاهات والخصائص التطورية لأبحاث الطاقات المتجددة في إفريقيا»، إثر تحليل ببليومتري، حيث أعِدت بجامعة تيانجين الصينية بين سنتي 1999 و2021 ونُشرت في 2022 بمجلة البحث في علوم البيئة والتلوث الصادرة عن دار النشر الأكاديمي «سبرينغر».
وأظهرت الدراسة أن الجزائر من أكثر الدول المساهمة في هذا المجال إذ تحتل جنوب إفريقيا المرتبة الأولى من حيث عدد المنشورات العلمية من خلال المساهمة بنسبة 14.5 بالمئة، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بـ 9.18 بالمئة ثم الجزائر بنسبة 8.47 بالمئة.
وأضافت الدراسة في تقييم المنشورات العلمية من خلال تحليل إجمالي الاستشهادات ومؤشر «هیرش»، أن الجزائر تحتل المرتبة الثالثة عالميا بعد الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، وقد ساهم مركز تنمية الطاقات المتجددة الذي يركز جهوده لتطوير الطاقات المتجددة، بأكبر عدد من المنشورات العلمية في المجال حيث لا يزال يحافظ على الصدارة بناء على إجمالي الاستشهادات ومؤشر هيرش «آيتش إنداكس».
ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى