سجلت أسعار الأضاحي تراجعا ملحوظا نهاية الأسبوع الماضي بأسواق المواشي في ولاية عنابة، حيث أدى عزوف المواطنين على الشراء بسبب الغلاء إلى انخفاض الأسعار ما بين مليون، و مليون ونصف سنتيم.
كشف مواطنون قصدوا الجمعة الماضي سوق «القنطرة» الذي يُعد أكبر أسواق المواشي بولاية عنابة وضواحيها في حديثهم للنصر، عن عزوفهم عن الشراء في البداية بعد الافتتاح، نظرا للأسعار المرتفعة المتداولة لدى الباعة والموالين، رغم العدد الكبير للمشترين الذين قصدوا السوق من عدة مناطق، و حتى من ولايات مجاورة كالطارف وقالمة، حيث تراوحت أسعارها ما بين 3 إلى 8  ملايين سنتيم.
 وبمجرد قرب ساعة غلق السوق عند الحادية عشر صباحا وبدأ انصراف المواطنين، انهارت الأسعار لأن أغلب الموالين قادمون من الولايات السهبية كالجلفة، و مسيلة، لم يكونوا يتصوروا ركود السوق، ما أجبرهم على التخفيض والبيع، كي لا يتحملوا مصاريف إضافية مع بعد المسافة للقدوم لولاية عنابة، بعد أن كان البيع في الساعات الأولى شبه منعدم.   
وأضافت مصادرنا بأن السوق شهد وفرة كبيرة، حيث امتلأت ساحة العرض بالكباش من مختلف الأصناف، أرجعها بعض الموالين إلى قلة الوسطاء و وفرة الأعلاف هذه الموسم، وكذا وقف التهريب على الحدود حيث يعمد المهربون لشراء قطعان من الغنم لإعادة بيعها مع اقتراب عيد الأضحى لنظرائهم على الحدود التونسية والمغربية، ما كان في السابق يؤدي التي تسجيل عجز في العرض .  
في سياق متصل كشف أحد تجار بيع المواشي بوسط مدينة عنابة، بأنه تكبد خسائر كبيرة، جراء انخفاض الأسعار في الأيام الأخيرة، مشيرا إلى  شرائه قرابة 300 رأس من منطقة أولاد جلال المشهورة بتربية الأغنام ذات النوعية الجيدة، بأسعار مرتفعة، ولدى طرحها للبيع في السوق وجد -حسبه- نفس الموالين الذين تعامل معهم يبيعون الكباش بنفس الثمن الذي اشتراها به بحساب سعر الجملة، ما جعله يبيع بنفس السعر كي لا يتحمل خسائر إضافية .   
ذوو الدخل المحدود لجأوا إلى الأضحية الجماعية بشراء البقر
في المقابل وجد بعض المواطنين من ذوي الدخل المحدود أن الأسعار المتداولة هذه السنة تفوق قدرتهم المادية، و قال أحدهم « الكبش الذي اشتريته العام الفارط ارتفع ثمنه بـ 2 مليون سنتيم، وأنا مضطر لأشتري بقيمة 3 ملايين غير أن هذا المبلغ غير كاف»، وهو ما دفع أغلب الموظفين إلى تكوين مجموعات، عن طريق دفع أقساط لشراء الأضاحي من البقر هروبا من الغلاء. و  يقول (س.ع) 45 سنة أب لأربعة أطفال «قررت في البداية عدم شراء كبش العيد لأن راتبي لا يتجاوز 35 ألف دينار، غير أن بعض الجيران اقترحوا علي فكرة الدخول معهم في أضحية جماعية، لسبعة أشخاص بشراء عجل، مكنني من دفع 25 ألف دينار فقط، وهي جد مناسبة مقارنة بمدخولي الشهري «.
من جهة أخرى تعيش مدينة عنابة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك أجواء مميزة مع إحياء عادة « تناطح الكباش « ليسارع عدد كبير من العنابيين إلى الظفر بأفضل أنواع الكباش لشرائها رغم ارتفاع ثمنها هذه السنة، من أجل بعث منافسات « فن التناطح « التي تقام في الساحات بحضور جمع غفير من المولعين بمشاهدتها.
وتعد عنابة أبرز المدن التي تشتهر بتنظيم مبارزة الكباش التي كانت في وقت سابق تجري طوال أسابيع السنة، تنظم أمسية كل يوم جمعة في بعض الأحياء، على غرار « لمحافر» و «برمة الغاز» و «الصفصاف « وغيرها، أين يتم التحضير لها قبل الموعد بأيام، حيث تجلب الكباش ذات القرون الملفوفة مع أصحابها ويقومون بإشعال المبارزة بين الكباش التي أصبح اسمها على لسان الشباب، تماما مثل نجوم كرة القدم، حيث يسقط في كل مباراة اسم من هذه الأسماء ويعلوا آخر لتبرمج مباراة مقبلة مع كبش جديد له القدرة على التغلب على بطل الأسبوع الفارط .
ويتولى أشخاص مختصون في  ترويض الكباش وتدربيها على المناطحة، حيث يجد مربو هذا النوع من الكباش لذة خاصة في تنظيم المنازلات، يتم تلقينها تقنيات المناطحة ومختلف المهارات وتكتيك الصمود التي تضمن النصر، بالإضافة إلى الطرق التي تكفل سلامة الكبش المتبارز أمام خصومه.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى