لم يتخلّ أئمة المساجد عبر الكثير من ولايات الوطن عن تقنية التحاضر عن بعد ومخاطبة متابعيهم عبر مواقع افتراضية وصفحات التواصل الاجتماعي التي استخدموها في زمن الجائحة، لاسيما في هذا الشهر؛ حيث برمجت مساجد بمرافقة مديريات الشؤون الدينية مداخلات يومية يتداول على تقديمها أئمة وخطباء مساجد تعنى بشؤون المسلمين المختلفة، وهي محاضرات تفاعلية تعقبها تعليقات وتساؤلات من قبل المتابعين.
هذا الأسلوب يذكر الجزائريين باجتهاد الأئمة الذين لجأوا إلى هذه الفضاءات في عز أزمة الجائحة، من خلال بث مباشر يتم فيه تقديم مداخلات والإجابة عن تساؤلات فقهية للمتابعين، ولئن تباينت درجات الإقبال على مثل هكذا دروس من قبل المتابعين من إمام لآخر، فإن الملاحظ أن جل المنخرطين فيها من الأئمة ذوي المستويات العلمية الجيدة وذوي الخبرة والأقدمية في الإمامة ما أعطى لدروسهم زخما ومكنهم من حسن استخدام هذه الوسائل الحديثة في التواصل مع المتتبعين، كما أن مجال بث الدرس توسع بشكل كبير فلم يعد موجها فقط لمن اعتادوا سماع دروس هذا الإمام أو ذاك، بل أصبح له بعد وطني بل دولي إذ بإمكان أي كان في أي مكان متابعة دروس أي إمام من أي منطقة في الشمال والجنوب، سواء بشكل مباشر أو من خلال إعادة الاستماع في الصفحة حيث يبقى الدرس مسجلا ومنشورا.
وهو أمر إيجابي يسهم في تقريب الخطاب المسجدي أكثر ويوسع مجال تداوله خارج أطر الشريحة المعتادة والأماكن المعهودة؛ وذلك استغلالا لما تتيحه التكنولوجيات الحديثة. و قد تابعنا عينات من هذه المداخلات عبر صفحات مختلفة لمديريات ومساجد وأئمة ومشايخ، ويمكن حصرها في ثلاثة نماذج؛ مداخلات وأنشطة مؤطرة من المديريات وأخرى من المساجد وأخرى فردية.
فمنها مداخلات سمعية بصرية افتراضية من ولاية عنابة؛ حيث سميت ‹نفحات رمضان›، يقدمها أئمة وأساتذة ويشرف عليها المجلس العلمي لمديرية الأوقاف والشؤون الدينية، ومن أهم الموضوعات التي عالجها المتدخلون: فضل العشر الأواخر من رمضان، للشيخ عمار مجابري، والمرأة في رمضان، للشيخ عبد الحفيظ لعكيكزة، ومن أخلاق الصائم لمحمد بن عبد الكريم، والوقت في رمضان لخالد درش، والصلاة في رمضان لمصطفى فرجين، ومنافع الصيام لعبد القادر كركوي، ومن صام رمضان ايمانا واحتسابا للشيخ محمد بوعلالة، إلا الصوم فإنه لي للشيخ عبد العالي بوعكاز، والاقتصاد في رمضان للشيخ مصطفى بن داود، وأجر تفطير الصائم لعبد الوهاب عمروسي، والإحسان في رمضان لعبد اللطيف بن حميدة، والقرآن في رمضان للشيخ حمزة حناشي، وضبط النفس في رمضان للشيخ عبد الله داودي، وسنة تأخير السحور لمحمد بن عبد الكريم، وسنة تعجيل الفطر، للشيخ محمد نجيب نوى، وقيمة شهر رمضان للشيخ قويدر مشاعلة، وهي مداخلات تقدم في أوقات مختلفة من الليل والنهار، علاوة على تلاوات عطرة للقرآن الكريم للقارئ الشيخ حمزة حناشي،كما عمد مدير الشؤون الدينية الأستاذ عبد الرحمن اللبدي لبرمجة حصة سماها ‹وقفات رمضانية› يقدمها تباعا في شكل وقفات في أقل من 10 دقائق للوقفة، حيث يقدم معاني مركزة هادفة.
وبولاية تندوف بادر المسجد القطب يوسف بن تاشفين ببرمجة برنامج رمضاني أسبوعي يعده مجموعة من الأئمة والأساتذة يوجهون فيه نصائح وتوجيهات للمشاهدين ويجيبون عن مختلف قضايا وتساؤلات في أحكام الصيام سمي›وأن تصوموا خيرلكم›يشرف عليه ويقدمه أئمة المسجد؛أحمادو باحمو وميلود تبركين، وأحمد بخوتي، كما أعد برنامج إذاعي بإذاعة تندوف يؤطره الإمام، بوجمعة بحيدي سمي برنامج سباق القراء.
وبقالمة تم وضع موقع بث لحصة سميت نفحات إيمانية يتداول البث فيها أئمة ومشايخ من مختلف المساجد بشكل فردي أو جماعي ومن المداخلات التي تابعناها: قيمة التكافل في رمضان للشيخ: مبارك داو علي إمام مسجد ابن العباس هيليو بوليس وفضل الصوم وأجر الصائم للشيخ ابراهيم بودية إمام مسجد حمزة بن عبد المطلب، ورمضان شهر الجود والعطاء للشيخ رضوان الثامنة إمام مسجد المعراج، وأخلاقنا في رمضان للإمام عبد المولى كباش إمام مسجد عمر بن عبد العزيز بلدية بن جراح، وأخي السائق تمهل لا تسرع للشيخ محمد سايغي إمام مسجد بلال بعين اركو تاملوكة، ورمضان وفرصة التغيير نحو الأفضل للشيخ: فيصل جلايبية إمام مسجد عبد الله بن مسعود وغيرهم.
كما تشهد جل المساجد عرض مختلف أنشطتها العلمية والتربوية والدعوية والخيرية عبر صفحاتها الخاصة وصفحات المديريات علاوة على ما يبادر به المشايخ والائمة من مبادرات فردية عبر صفحات التواصل الاجتماعي يقدمون فيها نشاطاتهم من مداخلات وتلاوات للقرآن الكريم.
ع/خ

الرجوع إلى الأعلى