طلبة يبحثون عن حلول لضعف الذاكرة و مشاكل التوتر  في كتب التنمية البشرية
تعرف كتب التنمية البشرية إقبالا متزايدا من قبل الشباب لاسيما في فترة الامتحانات ،حسب عدد من أصحاب المكتبات بقسنطينة الذين أكدوا بأن هناك مجموعة من المؤلفات ذات العناوين الجذابة، تستقطب اهتمام الزبائن أكثر من غيرها، خاصة تلك التي لها علاقة بالذاكرة و المذاكرة و التفكير الإيجابي.
و ذكر بعض باعة الكتب و أصحاب المكتبات بأن تلاميذ الطور النهائي و الطلبة يقبلون أكثر فأكثر على الإصدارات المصنفة ضمن تنمية المهارات البشرية و التطوير الذاتي سواء المستوردة أو المحلية، و بشكل خاص الكتيبات التي تقدم مختصرات لأهم الاستراتيجيات التي تمنح للقارئ ثروة من الأفكار العلمية و العملية المشجعة على تطوير الذات البشرية و الارتقاء بها، لتجاوز العراقيل و الحواجز التي تعترضهم و تحول دون تحقيقهم للنجاح، و أهمها عدم الثقة في النفس و سوء التنظيم.
و أكد بائع كتب قديمة في وسط مدينة قسنطينة بأن أكثر الكتب المطلوبة في فترة الامتحانات، تلك التي لها علاقة بمشاكل الذاكرة، و المراجعة، حيث يسأل زبائنه كما قال عن عناوين معروفة لرواد التنمية البشرية و على رأسهم المصري إبراهيم الفقي الذي يعاد نشر مؤلفاته أكثر من غيره، خاصة منها “قوة التفكير” و “المفاتيح العشرة للنجاح”. و قال مختار بائع في مكتبة بحي بلوزداد بقسنطينة، بأن كتب التنمية البشرية الصادرة باللغة العربية مطلوبة أكثر من تلك الصادرة بالفرنسية، موضحا بأن الكتب الأكثر مبيعا في هذا المجال، تلك التي تحث على التغيير و خطوات النجاح في الدراسة و كذا كيفية التعامل مع الأبناء. و اعتبر صاحب مكتبة و وراقة شيماء، أن الاهتمام بهذه الكتب تضاعف مع تزايد دورات التدريب في مجال التنمية البشرية التي احتضنت قسنطينة العديد منها في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى تركيز عديد البرامج التلفزيونية على هذا المجال الذي عرف رواجا متأخرا في الدول العربية لكن تبنيه كان أسرع من قبل الباحثين عن التحكم في القدرات الذاتية و المهارات لأجل تحقيق التفوّق و التميّز. و أسر الطالب معتز بولمدايس الذي التقيناه بمكتبة الشافعي بشارع « لاري بيتي» بأنه يشارك منذ فترة في حصص تدريبية في مجال التنمية البشرية، و فضل إثراء ما تعلمه بالمزيد من المعلومات التي راح يبحث عنها ضمن بعض المؤلفات المعروفة و كذا متابعة فيديوهات بعض المدربين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.  و يرى بعض الزبائن أن سر الإقبال على هذه الكتب، راجع بالدرجة الأولى إلى فشل التلاميذ في إيجاد من يأخذ بيدهم في محيطهم و يقدم لهم النصائح الجيّدة التي تساعدهم في مشوارهم الدراسي.  و ذكر زميله محسن تهامي بأن أكثر ما يهمه، هو التخلص من حالة الفوضى و التوتر التي تنتابه كلما اقتربت فترة الامتحانات، و فضل العمل بنصيحة صديقه معتز و شراء الكتب لأن ظروفه المادية لا تسمح بدفع تكاليف الحصص التدريبية في التنمية البشرية و التي تزيد عن 15000دج. و قال صاحب مكتبة بمجمع تجاري بعلي منجلي بأن الأولياء هم من يهدون أولادهم كتب التنمية البشرية، رغبة في تعليمهم أسرار تجاوز مشاكل الفهم و تدبير أمورهم بطريقة صحيحة و هو ما يتمنون إيجاده ضمن الكتب التي يشترونها غالبا بمجرّد قراءة العنوان و دون الاطلاع على المحتوى. و أضاف بأن الإقبال حاليا على كتب التنمية البشرية كبير من قبل الطلبة والشباب، خصوصا الذين يواجهون صعوبات في حياتهم و بشكل خاص الفتيات، حيث تطلبن أكثر المؤلفات التي تقترح الحلول لبدء حياة جديدة، و كيفية التعامل مع الآخر، و التألق و كسب قلوب الآخرين..  
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى