اسم صورية زبيري يلمع  في سماء المالوف
صورية زبيري اسم لامع في سماء المالوف، عمرها الفني 35 عاما، لكن كما يبدو اكتشفها مسؤولو الثقافة في مسقط رأسها، قسنطينة مؤخرا فقط، و ذلك خلال الطبعة الأخيرة من المهرجان الدولي للمالوف، و ذلك عندما  أصر المطرب كمال بودة على أن تشاركه أداء  ثنائي غنائي يتمثل في  رائعة “ دمعي جرى “ والتي من المنتظر، أن تصدر قريبا في قرص مضغوط، فكانت هذه الفرصة التي سنحت لها بالظهور مجددا، بعد أن عاشت طويلا في الظل، وروتين الوظيفة في مدينتها.
صورية المغيبة عن افتتاح مهرجان الشعر النسوي في كل طبعاته، قالت في لقاء جمعها بالنصر مؤخرا بأنها طالما تمنت  أن تكون افتتاحيته بأصوات نجمات المدينة الثلاث، مؤكدة بأنها  همشت منه بحجة عدم حيازتها على ألبوم خاص باسمها، منعتها ظروفها من إصداره، على الرغم من تلقيها دعوات للمشاركة في مهرجانات وطنية في العاصمة و وهران، وتلمسان، ورصيدها الطويل في الغناء والتلحين، مما جعلها ترشح لأن تكون المديرة الفنية لإنجاز موسيقى افتتاح و اختتام، الألعاب الإفريقية لسنة 2007، هذا كله لم يشفع لها في الظهور في مدينتها ، وقد منعتها عزة نفسها، كما قالت، من التسويق لنفسها، وطرق الأبواب لعرض خدماتها. محدثتنا شرحت  أن انعدام منابر للإشهار، تأخذ بيد مثيلاتها، في مسقط رأسهن، على الرغم من مشاركتها ل 50 عازفا في الأوركسترا الوطنية، يعد مقبرة لتجربة 35 سنة من التواجد على الساحة الفنية محليا ، وهذا ما يحتاج إلى ميكانزيم يبرز المنتظرين في الظل، و أضافت  بأنها وجدت لها خارج الوطن منابر في المهرجان النورمندي بفرنسا، سنة 2010، بصفتها فنانة جزائرية مهتمة بالتراث،  أين ألقت محاضرة حول التراث اللامادي.  و قد أوضحت صورية بأنها عضوة مؤسسة، لجمعية أصوات المدينة، وقد كانت بدايتها في جمعية الانشراح التابعة لمؤسسة سونلغاز،  سنة 1977، ثم انضمت في 1985 إلى جمعية الجاج بوعزيز ، فجمعية البسطانجية سنة  1990، و ذلك تحت إشراف الأستاذ عبد المومن بن طوبال و رشيد بوخويط. جميعها فرص فتحت أمامها  الأبواب نحو خوض الكثير من التجارب في التلحين والغناء، وموسيقى الجنيريك و التصوير، و لها تجربة وحيدة على الركح مع المخرج حسان بورويلة في مسرحية “البوغني”. صورية زبيري منشغلة بوظيفتها  كمربية رئيسة  مختصة، وإطار في مديرية الشباب والرياضة بقسنطينة،  ومديرة حالية لمؤسسة ديوان الثقافة و السياحة لبلدية الخروب ، و جعلت الفن هواية في حياتها ، تملأ فراغها خارج روتين الإدارة، وتسيير النشاطات الثقافية التي تزمع اطلاقها من خلال المؤسسة التي تديرها ، وسوف تبدأ قريبا، كما أكدت، بالتكوين في دار الثقافة أمحمد يزيد.
بالموازاة مع ذلك ترفض الفنانة الغناء في الإعراس، و تظل متشبثة  بالبحث والتكوين، و في مقدمة اهتماماتها التراث اللامادي لعاصمة الشرق، والذي يحتاج لجهود الجميع من أجل الحفاظ عليه، ونقله بأمانة إلى الأجيال القادمة، بطرق علمية وأكاديمية تملأ  وقت الشباب، الذي يعاني الفراغ، الذي يجعله عرضة للانحراف، معتبرة دور كل الجمعيات أساسيا في التربية و إبراز المواهب والقدرات، وتفجير الطاقات التي قد تستغل فيما يضر بالمجتمع.       
ص.رضوان

الرجوع إلى الأعلى