أنهت مخلفات الجولة 28 لبطولة الرابطة الثانية صراع الصعود،  باعتلاء الاتحاد السوفي منصة التتويج قبل محطتين من نهاية الموسم،  ليحقق صعودا تاريخيا إلى الرابطة المحترفة،  بتواجد ممثل عن ولاية الوادي في قسم " الكبار" لأول مرة في تاريخ البطولة الوطنية،  مع تحقيق منطقة الجنوب إنجازا غير مسبوق،  من خلال حضور 4 فرق في بطولة الاحتراف.

ترسيم صعود الاتحاد السوفي جاء بفضل الانتصار المحقق بسكيكدة على حساب الشبيبة المحلية في مباراة شكلية،  طغى عليها الجانب الاحتفالي،  لأن "السوافة" كانوا بحاجة إلى 3 نقاط للاطمئنان على تذكرة الصعود،  لكن الأمور ترسمت بمجرد انهيار جمعية الخروب في عقر الديار،  بانهزامها أمام وفاق سور الغزلان، وهي الهزيمة الثالثة تواليا،  والتي تجسد عمق الأزمة الداخلية التي تعيشها "لايسكا"  في آخر أسبوعين،  مما مكن الاتحاد السوفي من العزف منفردا على أوتار الريادة، وتعميق الفارق إلى 10 نقاط، مع الشروع في إقامة أفراح الصعود مسبقا،  في انتظار العرس الكبير في الجولة القادمة، تزامنا مع آخر مقابلة داخل الديار.
بالموازاة مع ذلك، فإن اتحاد الشاوية وضع القدم الأولى في قسم ما بين الجهات، بعد "الزلزال"  العنيف الذي ضرب أركانه أمس، بملعب العقيد شابو بعنابة، حيث انهار بالقوة الخامسة، في قمة كان بطلها اللاعب العنابي خنوسي صاحب "الهاتريك"، الذي بفضله تمكن أبناء" بونة" من الهروب من منطقة الجاذبية، مع تنصيب اتحاد الشاوية في خانة أكبر المهددين بإكمال أضلاع مثلث السقوط، ومرافقة كل من حمراء عنابة وشبيبة سكيكدة على متن قطار النزول.
وما زاد في تعقيد وضعية اتحاد الشاوية، انتفاضة باقي الفرق المعنية بحسابات السقوط،  حيث أن  أبناء سيدي رغيس أصبحوا يتأخرون بأربع خطوات عن عتبة النجاة، وهذا الفارق من الصعب جدا تداركه في آخر جولتين من الموسم، لأن كل فريق سيلعب مباراة في عقر الديار،  وأخرى خارجها، ونجاح كل طرف في حصد النقاط كاملة بملعبه سيلحق الاتحاد بركب المتدحرجين إلى قسم ما بين الرابطات، مادام مصيره لم يعد بأرجل لاعبيه،  خاصة بعد الفوز العريض لاتحاد ورقلة على حساب جمعية عين مليلة، مما جعل الفريقين يبرمان عقد شراكة في نفس المركز،  كما عاد شباب برج منايل بكامل الزاد من التلاغمة، في مواجهة سارت على وقع سيناريو هيتشكوكي، وحسمها الضيوف في الدقائق الأخيرة بثنائية.
 من جهتها، مولودية العلمة مدت خطوة عملاقة نحو ترسيم النجاة،  وتبقى على بعد نقطة واحدة من عتبة البقاء الرسمي، حالها على اتحاد الحراش الفائز على مولودية قسنطينة،  ولو أن الموك ضمنت البقاء بحسب هذه الوضعية، لأن رصيد 39 نقطة قد يستوجب الاحتكام إلى نص المادة 69، رغم أن هذا الاحتمال جد مستبعد، سيما وأن اتحاد الشاوية سيتنقل في الجولة القادمة إلى سور الغزلان، مما قد يعفي كل الفرق من الحسابات في محطة إسدال الستار.
ص / فرطاس

الرجوع إلى الأعلى