تنطلق أمسية الثلاثاء، بدار الثقافة بميلة، فعاليات المهرجان الوطني للعيساوة، بمشاركة 13 فرقة من مختلف ربوع الوطن يجمعها شعار  "العيساوة بعد روحي وصمود أمة".
تدوم الفعالية لأربعة أيام كاملة، وقد أوضح محافظها بوخميس بوبليعة للنصر، أن الطبعة تأتي برعاية من وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، وبإشراف من والي الولاية ومديرية الثقافة، و تزامنا مع الاحتفالات الخاصة بالذكري 61 لعيدي الاستقلال و الشباب، مؤكدا مشاركة 13 فرقة من مختلف الولايات على غرار قسنطينة و بسكرة و بشار و عنابة و ميلة، تمثل تنوع تراث الفن العيساوي من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، بالإضافة إلى 11 فرقة محلية لتنشيط المحيط وتقديم استعراضات فولكلورية.
وأضاف المحافظ، بأن الفرق التي ستحيي المهرجان اختيرت بعناية منذ الإعلان عن تحضيرات الطبعة الجدية شهر ماي الماضي، وقد حددت معاير صارمة للانتقاء وذلك من خلال تقيم إنتاجاتها ومساهماتها الفنية مشيرا، إلى أن الطابع العيساوي الشرقي يختلف عن الصحراوي ولذلك سيكون المهرجان مزيجا بين هذه المدارس الوطنية قائلا، إن ملصقة التظاهرة أنجزت من طرف مصمم مركز البحوث العلمية بالأغواط «عمر عيون»، تمثل صورة رجل جزائري بالزي التقليدي و ترمز للصمود و لروح الثقافة المتوارثة، حيث تجمع حقبا تاريخية تعبر عنها الأزياء، وقد عكست الفكرة الهوية الجزائرية و ترجمت ثراء التاريخ و العمق الديني و الفكر الصوفي المتفتح، وتحاكي قامة هذا الجسم الإنسان الجزائري من حيث اعتدال طوله الذي يتوج بشاشية عصماني أو طربوش أو تحفه العمامة التي تميل إلى لون الشاش الأبيض والرزة الصفراء و ما بينها كما لجليكة الفتلة المطرزة، عمقها الدلالي الحرفي بفضل الرسومات، إضافة إلى شكل «الخمسة» أو يد فاطمة الرائجة في التراث، كما يظهر الرجل على الملصقة وهو يحمل بنديرا خشبيا ملونا بتشكيلات وخطوط قديمة يميل لون جلده إلى لون الشفق الملهم، و عليه بيت قصيد لمفدي زكرياء، أما على يسار الرجل فقد رسمت سارية لعلم أخضر ببعد صوفي وعمق تأصيل عيساوي، يحمل العبارة الشهيرة الجزائر المحمية بالله، والتي تعود إلى سنة 1541 م. كما أوضح، بأن البرنامج يتضمن ندوتين فكريتين حول « البعد الروحي للفن العيساوي» و «محاولات الطمس الاستعماري وصمود الثقافة الجزائرية»، سينشطها عدد من الأساتذة المختصين في المجال من جامعات مختلفة يتقدمهم مدير مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط، و الباحث تاج الدين طيبي من جامعة الجلفة والأستاذ بوزيدي مولاي بوجمعة من الزاوية البوزيدية بتلمسان، بالإضافة إلى تسطير برنامج جواري بكل من بلديات فرجيوة و شلغوم العيد والتلاغمة، حيث تم اختيار هذه المدن لتوفرها على مرافق تساعد على استقبال الضيوف والسير الحسن للمهرجان، كما ستكون زيارات سياحية إلى القطاع المحفوظ بميلة القديمة.
و سيتم خلال المهرجان، تنظيم معرض ثقافي وفني حول التراث العيساوي، يتضمن كتابات ومؤلفات وآلات موسيقية ومخطوطات وألبسة، بالإضافة إلى برمجة وقفات تكريمية لمجاهدين كانوا ناشطين في الفرق العيساوية بولايات ميلة و المدية وسوق أهراس و عنابة وحسب ما أكده المحافظ، فإن جميع الترتيبات مضبوطة من أجل لم شمل فناني العيساوة طيلة أربعة أيام بولاية ميلة، مشيرا إلى أن رهان الطبعة هو إعادة البريق لهذا الفن
واستعادة الجمهور.
مكي بوغابة

الرجوع إلى الأعلى