يحذّر الدكتور أمين خوجة محمد ياسين، رئيس قسم الاستعجالات بمستشفى البير بقسنطينة، من المشي تحت أشعة الشمس خاصة مع الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة، داعيا إلى الالتزام بجملة من التوجيهات كارتداء قبعات الرأس و ألبسة قطنية بألوان فاتحة مع شرب الماء بشكل متقطع و بمعدل لترين في اليوم، كما نصح المصطافين بتجنب السباحة في أوقات الذروة، لأن ذلك قد يؤدي إلى ضربات شمس قوية يمكن أن تتسبب في إتلاف خلايا عصبية.


ذكر الطبيب في حديث للنصر، الأعراض الناجمة عن ضربة الشمس، و المتمثلة في آلام في الرأس      والتقيؤ و اضطراب في الأمعاء و الإغماء مع احتمال الإصابة بنقص في النظر، مشيرا إلى أنه في حال ظهرت هذه الأعراض يجب التوجه مباشرة لمكان مغطى و شرب الماء بكمية كافية و بطريقة متقطعة وتفادي شربه باردا دفعة واحدة، موضحا، بخصوص طريقة استهلاك الماء، بأنها يجب أن تكون منظمة و عقلانية ليستفيد الجسم من تركيبته و يتجنب  الجفاف، حيث ينصح الراشدين باستهلاك لتر ونصف إلى لترين في اليوم، بشكل متقطع وعلى مراحل، أما الصغار فينصح بأن يزودوا بما يعادل لترا أو لترا وربعا من الماء يوميا.
و قال المتحدث، بأن خطر الإصابة بضربة الشمس يكون مضاعفا عندما تتعدى درجة الحرارة 35 نهارا و أكثر من 25 ليلا طيلة خمسة أيام متتالية، و لتفادي الإصابة بها يجب التقيد كما قال، بجملة من الإرشادات، تتمثل في تجنب الخروج في أوقات الذروة أي بعد الساعة الحادية عشرة صباحا و إلى غاية الساعة الرابعة مساء، خاصة بالنسبة للأشخاص المسنين  ومن يفوق سنهم 50 عاما، و كذلك الأطفال الصغار و بالأخص الذين يقل سنهم عن 11 عاما، و دعا الأولياء إلى منع أبنائهم من الخروج عند ارتفاع درجات الحرارة و حمايتهم في حال الخروج أو الذهاب للبحر بواسطة القبعات و اختيار ألبسة فضفاضة تغطي الأطراف الحساسة.
هذه أضرار استعمال
 المكيف بعد التعرض للشمس
و من النصائح الذي قدمها الطبيب،  ضرورة شرب الماء و ارتداء لباس فضفاض بألوان فاتحة يساعد على التخفيف من حدة أشعة الشمس و يحمي من الإصابة بحروق جلدية، و التقيد بارتداء القبعات و استخدام الكريمات الواقية، مع الحذر من بعض العادات الخاطئة المتعلقة باستعمال مكيف الهواء، الذي يسيء الكثيرون استخدامه على حد تعبيره، سواء في البيوت أو السيارات و المحلات، و ذلك بضبطه عند درجة برودة منخفضة، و التعرض له بمجرد الدخول إلى البيت أو الانتقال من مكان شديدة الحرارة أو بعد الاستحمام مباشرة، ما يؤدي إلى أضرار صحية كالإصابة بشلل الوجه، و اضطراب عصبي وحتى الإصابة بشلل نصفي، و ينصح في هذه الحالة بضبطه دائما عند درجة حرارة 25. بخصوص الاستحمام بالماء البارد ثم الاستلقاء أمام المكيف بعد العودة مباشرة للبيت، قال إن ذلك يعرض حياة الإنسان للخطر، و عليه ينصح بالاستحمام بماء دافئ و تجنب استعمال المكيف في الحين   و فيما يتعلق بالأطعمة التي تقي الجسم من تأثيرات الحرارة المرتفعة، تحدث عن تناول الخضروات الموسمية و كذا الفواكه و حتى اللحوم مفيدة للجسم في هذه الفترة حسبه، فيما يجب تفادي المأكولات الساخنة و الأكل السريع الذي يستدعي جملة من الشروط لاستهلاكه عند ارتفاع الحرارة.
الهروب للشواطئ فكرة خاطئة
وعن المصطافين، الذين يقضون ساعات طويلة في البحر ظنا بأن ذلك يقيهم من موجة الحر و ضربات الشمس، أوضح الطبيب، بأن الهروب للشواطئ في أوقات الذروة فكرة خاطئة، لأن السباحة والجلوس على الشاطئ بعد الساعة الحادية عشرة له أضرار صحية كبيرة، إذ ينصح بالسباحة في الفترة ما بين الثامنة و الحادية عشرة صباحا، لأن أشعة الشمس في ساعات الذروة تشكل خطرا كبيرا على المصطافين و تؤدي للإصابة بحروق جلدية و جفاف الجسم و البشرة،
و قد تؤدي حتى لإتلاف خلايا عصبية.  
و ذكر الطبيب، بأنه تم في الأسبوع الماضي على مستوى مستشفى البير،  تسجيل حالتين لمواطنين تعرضا لضربة شمس قوية، وقال إن الحالة الأولى تخص رجلا مصابا بمرض مزمن تعرض لارتفاع قياسي لضغط الدم، و الثانية لشخص أصيب  بآلام في الرأس و تقيؤ بفعل المشي لمدة طويلة تحت أشعة الشمس، و دعا في هذا السياق المواطنين و بالأخص من يعانون من أمراض مزمنة ، إلى جانب من يشتغلون في ورشات البناء أو البساتين، للحرص على الالتزام بالاحتياطات الوقائية لحماية صحتهم     وتفادي تعريض الجسم مباشرة للشمس، و ارتداء ألبسة فضفاضة مع حماية الرأس بقبعات واقية ذات ألوان فاتحة.       
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى