يزيد الاعتماد كثيرا على المكيفات خلال الصيف لتلطيف الجو، ويبلغ ذروته خلال موجات الحرارة العالية، ورغم فائدة هذه الأجهزة في التبريد و التقليل من وطأة الحر، إلا أن لها تأثيرات سلبية على صحة الإنسان وهي انعكاسات يحذر منها الأطباء و يدعون إلى التعقل في استعمال أجهزة التكييف.

أضحى استخدام المكيف سواء في البيت أو المكتب أو السيارة، أمرا ضروريا في ظل الحرارة الكبيرة التي تشهدها العديد من المدن الجزائرية منذ أيام، و التي يصعب معها القيام بكثير من الأعمال بسبب حالة الفشل و الانزعاج التي يخلفها الحر، و يعد تكييف الهواء مهما لصحة الكثيرين وبخاصة مرضى الربو الذين قد يساعدهم هذا الجهاز على عدم التعرض لنوبات تنفسية بفضل قدرته الفائقة على التقليل من رطوبة الجو بحسب ما تؤكده الطبيبة العامة نزيهة بوطغان ، مشيرة إلى أنه يمنع دخول حبوب اللقاح و جسيمات العفن التي يحملها الهواء الخارجي.
و رغم أهمية المكيف من هذه الناحية، إلا أن الاستخدام المفرط و الخاطئ له، وراء الكثير من أمراض الصيف و في مقدمتها الزكام كما أوضحته الطبيبة، مشيرة إلى أن مخاطر هذه الأجهزة واسعة الاستعمال تكمن في الانتقال من الطقس شديد الحرارة في الخارج إلى الطقس شديد البرودة سواء داخل الغرفة أو المكتب أو السيارة، ما ينجر عنه إصابة الأشخاص بأمراض الجهاز التنفسي التي تبقى الأكثر انتشارا بفعل الاستعمال الخاطئ للمكيفات، حيث يعاني البعض من الحساسية و سيلان الأنف و نزلات البرد و الأنفلونزا و غيرها من أمراض الجهاز التنفسي التي قد تتضاعف مخاطرها مع مرور الوقت.
كما حذرت المتحدثة، من تحول المكيفات في حد ذاتها إلى بيئة خصبة لنمو البكتيريا و الفطريات، و ذلك بفعل تراكم الرطوبة على شفرات المروحة في حال عدم تنظيفها، وقالت إن البكتيريا قد تنتشر في الجو    و يستنشقها الأفراد فور تشغيل المكيف، ما يجعل من تنظيفه بشكل دوري أمرا حتميا من أجل تفادي انتشار مسببات المرض مضيفة، بأن الجلوس لفترات طويلة تحت المكيف، خاصة إذا ما لم يتم ضبطه بالشكل الصحيح و كان باردا جدا، من شأنه أن يعرض الإنسان للإصابة بآلام في الرأس مع الصداع و الشعور الدائم بالإعياء و التعب.
كما تحذر الدكتورة بوطغان، من التعرض الزائد للمكيف، مشيرة إلى أنه واحد من بين أهم مسببات آلام العظام و المفاصل، وقد تزيد حدة هذه الآلام حسبها، بالنسبة لمن يعانون مسبقا من أمراض المفاصل، مضيفة أنه سلوك يفسر أيضا، تيبس الأطراف و التشنجات التي قد يعاني منها البعض خلال فصل الصيف.
من جانب آخر، توصي الطبيبة من يعانون من الأمراض المزمنة بأهمية الابتعاد عن المكيفات، أو عدم الجلوس تحتها لوقت طويل، مؤكدة أن مكيفات الهواء من شأنها أن تضاعف مشاكل المرضى المزمنين خاصة فيما يتعلق بالتهاب المفاصل، و أمراض الجهاز التنفسي كالالتهاب الرئوي المزمن.
و أشارت المتحدثة، إلى أن الاستخدام المفرط لمكيفات الهواء له تأثير مباشر على صحة الجلد موضحة، أنه سلوك يسبب جفاف البشرة          والجلد و يمتص السوائل، كما أنه يقلل الشعور بالعطش وبالتالي تقليل كميات الماء في الجسم، إضافة إلى كونه قد يسبب حساسية الجلد و التشققات بسبب الغبار الذي يخرج مع الهواء المنبعث منه.
وتبقى الوقاية بحسب الأخصائية أفضل سبيل للاستمتاع بصيف مريح  ومنعش، بعيدا عن الأمراض و المضاعفات الصحية و ذلك من خلال ضبط درجة حرارة المكيف بما لا يشكل فارقا كبيرا بين الطقس في الداخل و الخارج، مع الحرص على عدم تغيير درجة البرودة بشكل مفاجئ لتفادي الصدمة التي قد يتعرض إليها الجسم، مع عدم الإفراط في استعماله أو الجلوس المباشر تحته، إضافة إلى ضرورة تهوية الغرف طبيعيا، و توقيفه مباشرة عند الإحساس بأي أعراض غير عادية.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى