اعتبر المدرب الوطني كريستيان غوركوف، الانتقادات التي تعرض لها من طرف الصحافة الجزائرية، وكذا بعض المحللين من اللاعبين القدامي بعد مباراة اللوزوطو، مجرد حملة إعلامية لم يكن لها أي تأثير على معنوياته، ولا على برنامج عمله، موضحا في هذا الإطار بأن «الخضر» حققوا الغاية المرجوة، وهذا من خلال العودة بانتصار ثمين من خارج الديار، على حساب منتخب رفض اللعب، لأنني- كما قال- أفضل مواجهة منتخب ألمانيا بدلا من اللوزوطو».
 غوركوف و في ندوة صحفية نشطها صبيحة أمس بقاعة المحاضرات التابعة للمركب الأولمبي محمد بوضياف أشار إلى أن التمعن في مخلفات الجولة الثانية من تصفيات «كان 2017» يبرز أهمية الإنجاز الذي حققه المنتخب الجزائري، لأن المنتخبات المصنفة في خانة «الكبار» سقطت أمام منتخبات صغيرة، و الدليل على ذلك تكبد منتخب تونس الخسارة في ليبيريا و كذا جنوب إفريقيا في موريتانيا، كما أن منتخبا نيجيريا و كوت ديفوار عجزا عن الفوز، ليبقى المنتخب المصري الوحيد الذي حقق إنتصارا عريضا بتشاد، و بعده تأتي نتيجة «الخضر».
و أضاف الناخب الوطني بأن مباراة اللوزوطو لم تكن سهلة، إنطلاقا من الظروف المناخية القاسية و مشكل أرضية الميدان، إضافة إلى الطريقة التي إنتهجها المنافس، حيث أن المقابلة ـ على حد تعبيره ـ إنحصرت في مسافة 30 متر، كلها أمام منطقة الخصم، « لكن عدم تجسيد الفرص التي أتيحت لنا في الدقائق الأولى زاد في تعقيد مأموريتنا، لأن منتخب اللوزوطو تجمع كلية في الدفاع، و رفض فتح اللعب، مما مكننا من تسجيل نسبة إستحواذ على الكرة بلغت 70 بالمئة، و هو رقم أعتبره شخصيا مكسبا كبيرا لنا، سيما و أن الكرة ظلت في أغلب فترات اللقاء على الأراضي، من دون اللجوء إلى العب العشوائي، و هذا كله من منطلق الثقة التي يمتلكها اللاعبون، و لو أنني في مثل تلك الظروف كنت أفضل مواجهة منتخب ألمانيا، و تحمل عبء المقابلة، مع الإعتماد على مرتدات هجومية، عوض الإصطدام بمنافس يرفض اللعب تماما، و يسعى إلى تكسير الريتم القوي المفروض عليه».
 إلى ذلك أكد غوركوف بأن الصحافة الجزائرية و بعض محللي القنوات التلفزيونية إنتقدوا الخطة المنتهجة، و التي إنعكست بصورة مباشرة على المردود الجماعي، لكن إعتبر ذلك أمرا غير منطقي، حيث أوضح بأنه أعاد مشاهدة شريط المقابلة 3 مرات، و خرج بنقاط جد إيجابية، من أبرزها الدور الكبير الذي أداه ياسين براهيمي و كذا فوزي غلام، من دون التقليل من عطاء باقي التشكيلة، خاصة و أن المسعى من تلك السفرية كان الفوز، و النجاح في تحقيق الغاية المرجوة يعني بأن المنتخب أدى المهمة الموكلة له على أكمل وجه.
قضيته مع سوداني وهمية و الصحافة أثارت الزوبعة
من هذا المنطلق أشار غوركوف بأنه يتقبل هذه الإنتقادات، بحكم المنصب الذي يشغله كمدرب وطني، و أنه مجبر على الصمود في مثل هذه الموجات الإعلامية، و إلا فإنه سيضطر إلى الإنسحاب، لأن إنتقادات الصحافة تستهدف حتى كبار المدربين في العالم.
بالموازاة مع ذلك كشف الناخب الوطني عن قرار تغيير طريقة تعامله مع الصحافيين أثناء التربصات، و ذلك على خلفية قضيته مع سوداني و التي أثارت زوبعة إعلامية كبيرة في تربص جنوب إفريقيا،  حيث إستغل غوركوف الفرصة ليشير إلى أن تلك القضية لا أساس لها من الصحة، و كل ما تم تداوله يبقى مجرد زوبعة إعلامية، و الخلاف كان وهميا تخليه الصحفي فقط، و هو ما لا يخدم مصلحة المنتخب، و هنا فتح مدرب «الخضر» قوسا ليجزم قائلا: « ليس لدي أي مشكل مع جميع اللاعبين دون إستثناء، بخصوص العمل الفني و فلسفة اللعب و العمل في التربصات، و ما تعلمته في تجربتي الأولى من المنتخب الجزائري أنني أعمل بصفة دورية و منتظمة لكن بعض العناصر تفتقر للخفة و السرعة في التنفيذ، و هو أمر ناتج عن غياب التكوين القاعدي على أسس سليمة».
التفكير في الذهاب إلى روسيا بدأ مبكرا والسنغال أفضل منافس للتحضير
هذا وقد عرج الناخب الوطني على اللقائين الوديين المقررين في هذا الشهر، و أكد بأنه كان يتمنى مواجهة منتخبات قوية على الصعيد العالمي، لكن إنشغال منتخبات أوروبا بالتصفيات المؤهلة إلى «أور 2016»  جعل القارة الإفريقية الخيار الوحيد المتاح أمام الفاف، و عليه فقد تم إختيار منتخب غينيا كمنافس أول، بعدما كان قد تألق في الدورة الأخيرة من «الكان» ببلوغه ربع النهائي، رغم تراجع نتائجه في الأشهر القليلة الماضية، و كذا منتخب السنغال الذي إعتبره غوركوف أحسن منتخب في دورة غينيا الإستوائية، و لو أنه أقصي من الدور الأول، كما أنه يعد حاليا من أقوى المنتخبات على الصعيد القاري، و عليه فإن المنتخب السنغالي سيكون ـ حسب المدرب الوطني ـ « بمثابة أفضل منافس يسمح بالتحضير الجيد لمحطة هامة، و هي دخول تصفيات المونديال، لأن عقدي يتضمن شرطا أساسيا يتمثل في التأهل إلى روسيا 2018، و التفكير في كيفية تجسيد هذا الهدف إنطلق مبكرا، و الدور الثاني المقرر في نوفمبر القادم يكتسي أهمية كبيرة، مادام أمر التأهل سيلعب في مقابلتين فقط، سواء ضد تانزانيا أو ملاوي».
مشاركة الجدد في الوديتين مستبعدة بسبب غياب تواريخ الفيفا
على صعيد آخر أكد غوركوف الطابع الودي الذي تكتسيه مقابلتي غينيا و السنغال لا يعني بأنه سيعمل على تغيير التشكيلة الأساسية و منح الفرصة لبعض الوجوه الجديدة، موضحا في هذا الإطار بأن عدم وجود تواريخ في رزنامة الفيفا في المستقبل القريب يحتم على الطاقم الفني الوطني إستغلال هذه المناسبة لتركيز العمل أكثر مع التشكيلة الأساسية، في محاولة لتغطية النقائص المسجلة في أسلوب اللعب، ثم يتم التفكير في تجريب الوجوه الجديدة للوقوف على إمكانياتها، و عليه فقد ذهب إلى درجة إستبعاد مشاركة العناصر التي تتلقى الدعوة لأول مرة، و إكتفائها بالإحتكاك بالمجموعة و إكتشاف الأجواء داخل المنتخب في أول تربص لها.
و لعل ما جعل غوركوف يسارع إلى الكشف عن تمسكه بالتشكيلة الأساسية في وجود أبرز الركائز الإنتقادات التي إستهدفته، و التي تحدثت عن تراجع آداء المنتخب، حيث عرج على هذا الجانب بالقول بأن مباراة ملاوي كانت الأفضل للتشكيلة الوطنية منذ الشروع في عمله، و كان الجميع يراهن على «كان 2015» بحثا عن التاج القاري، لكن ـ كما إستطرد ـ « فإن عدم ظهور بعض العناصر بمستواها المعهود في دورة غينيا الإستوائية لأسباب مختلفة كبراهيمي و فغولي أثر على المردود الجماعي، لتكون عواقب ذلك الإقصاء من ربع النهائي أمام البطل منتخب كوت ديفوار» .
صالح فرطاس

تحسبا لوديتي غينيا و السنغال:
جيانين وبن رحمة وتاهرت جديد الخضر  و 8 قدامى خارج القائمة
كشف الناخب الوطني كريستيان غوركوف أمس عن قائمة 26 لاعبا التي اختارها للمشاركة في التربص الذي سيجريه الخضر، تحسبا للمقابلتين الوديتين أمام غينيا والسنغال، وهي القائمة التي تضم 3 وجوه وجهت لها الدعوة لأول مرة، ويتعلق الأمر بكل من الحارس مهدي جيانين، لاعب وسط الميدان الدفاعي مهدي تاهرت وصانع الألعاب سعيد بن رحمة.
قائمة غوركوف عرفت توجيه الدعوة لهذا الثلاثي الجديد، رغم أنه أكد في الندوة الصحفية التي نشطها أمس بأن استدعائهم لا يعني بالضرورة إشراكهم في اللقائين الوديين، مستبعدا إمكانية منح الفرصة لهم.وأوضح غوركوف بأن الهدف من استدعائهم، هو الوقوف على قدرة كل عنصر على التأقلم مع المنتخب، مشيرا إلى أن تاهرت متعود على شغل منصب وسط ميدان دفاعي في نادي باريس أف سي، لكنه استدعاه لتجريبه كمدافع محوري، في محاولة للبحث عن خليفة ماندي، الذي سيغيب عن الملاعب لمدة 6 أسابيع بسبب الإصابة.
هذا واعترف الناخب الوطني بأن الحارس مهدي جيانين واللاعب مهدي تاهرت سيكتشفان المستوى العالي، كونهما ينشطان في بطولات الأقسام الدنيا في فرنسا، عكس بن رحمة الذي يبقى متألقا في نادي نيس، مؤكدا بأن التربص الأول لهذا الثلاثي مع الخضر، سيكون حاسما بالنسبة لكل لاعب.
هذا وقرر غوركوف الاستغناء عن خدمات 7 لاعبين قدامى بسبب عدم الجاهزية، وهم بلكلام، قديورة، شنيحي، رشيد غزال، مصباح، الحارس مبولحي، وحسين العرفي، بينما سيغيب الحارس خذايرية عن التربص القادم بسبب خيارات تكتيكية.
وشهدت قائمة غوركوف عودة الحارس زماموش، بعد غياب عن التربصات منذ «الكان» الأخير،  حاله حال مهدي عبيد العائد إلى المنتخب. كما عرفت القائمة الموسعة تواجد 6 أسماء من المحليين، ويتعلق الأمر بثلاثة حراس مرمى، والعائد بدبودة، إضافة إلى حشود وخوالد اللذين كانا ضمن سفرية اللوزوطو.
للتذكير سيشرع الخضر في تربص مغلق بداية من هذا الأحد، بإلتحاق المحليين وكذا بعض العناصر المحترفة بمركز سيدي موسى، على أن يكتمل التعداد عشية الإثنين، ليشرع بعدها في التحضير لمباراتي غينيا والسنغال.
ص / فرطــاس

قائمة ال26 لاعبا
حراس المرمى:  دوخة (شبيبة القبائل)– زماموش (إتحاد الجزائر) ـ عسلة (شباب بلوزداد) ـ جيانين (كليرمون فوت/ فرنسا)
الدفاع:  غلام(نابولي/إيطاليا) ـ زفان(رين/فرنسا) ـ تاهارت(باريس أف . سي /فرنسا) ـ مجاني (طرابزون سبور/تركيا) ـ بلقروي (النادي الإفريقي/تونس) ـ بدبودة (إتحاد الجزائر) ـ خوالد (إتحاد الجزائر) ـ حشود (مولودية الجزائر).
وسط الميدان: بودبوز (مونبيلييه/فرنسا) ـ فغولي(فالنسيا/إسبانيا)ـ بن طالب (توتينهام / إنجلترا)- عبيد (باناتينايكوس/ اليونان) ـ تايدر(بولونيا/إيطاليا)ـ محرز(ليستر سيتي/إنجلترا) ـ كاسحي (تشارلتون/ إنجلترا) ـ مسلوب (لوريون/ فرنسا).
الهجوم: بن رحمة (نيس/ فرنسا) ـ سليماني(سبورتينغ لشبونة/ البرتغال) ـ سوداني (دينامو زغرب/ كرواتيا) ـ براهيمي(بورتو/البرتغال)  بلفوضيل (بني ياس/ الإمارات)ـ بونجاح (النجم الساحلي/ تونس).

الرجوع إلى الأعلى