باشرت جمعيات المجتمع المدني تحت إشراف الهلال الأحمر الجزائري عملية جمع الإعانات والمساعدات الإنسانية لفائدة سكان غزة، استعدادا لإطلاق قافلة تضامنية أخرى في حال سمحت الأوضاع، وذلك تأكيدا على مواقف الدولة الجزائرية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.
أفاد العضو الناشط في الهلال الأحمر الجزائري الدكتور بلعريبي في تصريح «للنصر» بأن المبادرات الإنسانية الموجهة لسكان غزة المحاصرين منذ حوالي شهر لن تتوقف، وأن القوافل التضامنية التي نظمت مؤخرا بمساهمة الخيرين ستتواصل، وستليها مبادرات أخرى ستكون بجمع كميات هامة من المساعدات الإنسانية وغيرها، فور توفر الظروف الملائمة لإيصالها إلى غزة.
وأكد المتدخل بأن اللقاء التنسيقي الذي احتضنه المقر المركزي للهلال الأحمر الجزائري مؤخرا، بمشاركة حوالي 100 جمعية ذات طابع محلي ووطني، كان فرصة لوضع خريطة طريق لتنظيم العمل الميداني، وتجنيد فواعل المجتمع المدني في إطار نصرة الشعب الفلسطيني.
وأفاد المصدر بأن فروع الهلال الأحمر الجزائري عبر الولايات تواصل حملة جمع التبرعات، ومناشدة الخيرين للانضمام إلى المبادرة، قائلا إن العمل لن يتوقف وسيظل مستمرا إلى حين تلقي الإشارة الخضراء لنقل المساعدات إلى معبر رفح، الذي يستقبل الإعانات الإنسانية الموجهة إلى سكان غزة القادمة من مصادر متعددة.
وأفاد الدكتور بلعريبي بأن الظروف الأمنية الحالية بسبب استمرار الحرب على غزة لا تسمح بدخول الإعانات الإنسانية إلى المنطقة، موضحا بأن أي محاولة في ظل هذه الأوضاع ستكون مغامرة غير محمودة العواقب، معربا عن أسفه للحالة المزرية التي يعيشها سكان غزة بسبب نفاد الطعام والمياه الصالحة للشرب، والنقص الفادح في الأدوية والوسائل الطبية لمعالجة المصابين الذين يتوافدون يوميا على المستشفيات التي ما تزال قيد الخدمة.
وأضاف العضو الناشط في الهلال الأحمر الجزائري بأنه وفقا للمعطيات التي يقوم بتحيينها الهلال الأحمر الفلسطيني يوميا بشأن الأوضاع في غزة، فإن القصف المستمر الذي يستهدف المدنيين العزل، أدى إلى نزوح حوالي 1 مليون مواطن فلسطيني إلى مراكز الهلال الأحمر والأونروا، ما يعادل حوالي نصف سكان غزة المقدر بـ 2.5 مليون نسمة.
كما أن المساعدات التي تم تمريرها من معبر رفح منذ بدء الحرب، تمثل جزءا بسيطا مما كان يصل إلى غزة من مؤونة ووقود وأدوية ومختلف الاحتياجات خلال الأيام العادية، وبحسب المصدر فإن ما كان يصل إلى سكان غزة في ظرف يوم واحد فقط قبل العدوان الإسرائيلي، تم تمريره خلال مدة شهر كامل، مما يعكس حجم معاناة سكان غزة.
وقال العضو الناشط في الهلال الأحمر الجزائري بأن الأوضاع ستصبح أكثر صعوبة خلال موسم البرد، لا سيما وأن العديد من النازحين هروبا من القصف العشوائي يبيتون في العراء بسبب قلة المراكز والفضاءات الآمنة لإيوائهم، ولاستقبال الأسر التي تضطر يوميا لإخلاء منازلها خشية أن تطالها قنابل العدو.
وأضاف المصدر بأن الأوضاع المتدهورة في غزة تفرض على الهيئات الإنسانية المساهمة في الحملات التضامنية لفائدة الفلسطينيين، مضاعفة الجهود لتخفيف العناء عنهم، عبر تنويع المساعدات وتكييفيها مع احتياجات النازحين، من خلال التركيز على المساعدات غير الغذائية، من خيم وأجهزة الطبخ، فضلا عن مستلزمات التنظيف، وغيرها من الوسائل التي من شأنها أن تساعد المتضررين من الحرب على تحمل قساوتها.
ويذكر بأن الهلال الأحمر الجزائري الذراع الإنساني للدولة الجزائرية قام بإرسال حوالي 60 طنا من المساعدات الإنسانية إلى غزة، بالتنسيق مع القوات الجوية للجيش الوطني، التي تولت إيصالها إلى مطار العريش، وهي مبادرة لقت استحسانا كبيرا من طرف الهلال الأحمر الفلسطيني الذي أشاد بحجم ونوعية الإعانات، خاصة ما تعلق بالأدوية والمستلزمات الطبية.   
لطيفة بلحاج 

الرجوع إلى الأعلى