المخرج و الممثل الشاب إدريس بن شرنين يعكف على تجسيد مسرحية للأطفال
يواصل الممثل الشاب إدريس بن شرنين إبداعاته في المجال الفني، حيث يطل تارة على الجمهور في عروض التمثيل المتنوعة و تارة أخرى بإخراج و كتابة السيناريو لمسرحيات و أفلام قصيرة، و يزاوج هذا الشاب ابن مدينة برج بوعريريج، بين مختلف الأنشطة الفنية التي تنم عن حسه الإبداعي، حيث لم يتوقف شغفه بالفن عند مجال التمثيل و الإخراج السينمائي بل تعدى ذلك إلى التلحين و العزف على آلات موسيقية و التصوير و اخراج أفلام قصيرة، مهدت له الطريق للظفر بجائزة رئيس الجمهورية للإبداع علي معاشي في مجال الإخراج، و بعدها الحصول على الجائزة الأولى كذلك لسنة 2015 في مجال التمثيل المسرحي و استلامها من يد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، ناهيك عن جوائز أخرى في مهرجانات دولية بالأردن و المغرب، و للوقوف عند هذه التجربة اقتربت جريدة النصر من هذا الممثل الطموح و حاولت الكشف عن زوايا مهمة في مسيرته الفنية .
هو خريج معهد برج الكيفان للفنون دفعة 2014، يقول أن الفن يسكنه و قد أثث في روحه و جسده بما يكفي لخطفه و احتلال ذاته الشغوفة بكل ما هو إبداع، إلى درجة مشاركته في عديد الأعمال المسرحية و الفنية، لكن يبقى يفضل مجال الإخراج على التمثيل معتبرا أن مشاركته في عروض التمثيل تعتبر ارضاء لموهبته أما الإخراج المسرحي فيعد مجال اختصاصه و النشاط الذي يتقنه، مشيرا إلى تحضيره ضمن نشاطات جمعية « ميمي سيس « التي يترأسها الفنان النواري راجعي، لإخراج مسرحة موجهة للأطفال بعنوان « من سيربح البالون « سترى النور عما قريب لعرضها بمختلف ولايات الوطن، و زيادة على تجربته في الإخراج يعكف كذلك على تقديم مسرحية جديدة مع تعاونية كانفا بعنوان « أكلة لحوم البشر»، لإضافتها إلى رصيده الفني المتنوع بين التمثيل و الإخراج و الموسيقى و حتى الغناء و التلحين في تجربة لم تكن سهلة بحسبه لكنها صقلت على يد ممثلين محترفين في المسرح، و ذلك بعدما خطفته جمعية تاج للمسرح المعروفة على المستوى الوطني و المغاربي بإنتاجاتها المتنوعة و بالجوائز التي تحصلت عليها في مختلف المهرجانات الوطنية و الدولية، ما مكنه من مطالعة و قراءة عديد النصوص المسرحية سواء العربية منها و كذا الدولية لتتوسع دائرة معارفه و ثقافته و وعيه الفني، خاصة بعد احتكاكه و مشاركته مع جمعيات و تعاونيات فنية في تقديم عروض مسرحية متنوعة بتنوع مقاصدها و أنواعها، حيث شارك في عروض موجهة للأطفال و عروض كوميدية و أخرى تراجيدية و غيرها، ليصل رصيده إلى عشرات العروض المسرحية من أبرزها مشاركته في مسرحية ليلة إعدام لتعاونية كانفا، و حصوله على جائزة أفضل ممثل دور أول في هذه المسرحية بمهرجان «عشيات طقوس المسرحي الدولي» بالأردن، و مسرحية « الجدار» التي نالت جائزة لجنة التحكيم بملتقى المسرح الدولي بالمغرب، بالإضافة إلى مشاركاته في مسرحيات مقتبسة من النصوص العالمية على غرار مسرحية « هاملت « و مسرحية «اللحاد» و مسرحية «الجدار» و «لحظة من رحيل» و مسرحية « بارادوكس»، لكن تبقى مسرحية « حراقة « التي تم عرضها بعديد المسارح الوطنية و الجهوية من بين العروض الأولى التي فتحت له الأبواب لولوج عالم المسرح من أبوابه الواسعة، بعد النجاح الباهر الذي حققته هذه المسرحية بالذات . و لعل ما يجذب الانتباه في هذا الممثل الشاب هو ذلك النشاط و خفة الروح التي تسكنه، فضلا عن قناعته بأن أبواب النجاح و الظهور الاعلامي و الشهرة ليست مهمة بقدر الاهتمام بتأدية الرسالة الفنية باقتدار و صقل الموهبة بالتكوين و الحضور على خشبة المسرح الذي يعد أهم مكسب للفنان في تجربته، خاصة و أنه يمكن من التواصل مع الجمهور مباشرة، مضيفا أنه تحصل على عديد الجوائز الوطنية و الدولية، بما فيها جوائز جماعية و فردية تحصل عليها من خلال مشاركاته بمختلف المسارح الوطنية في مجال الإخراج و التمثيل المسرحي و السينوغرافيا و التلحين و غيرها، ناهيك عن حصوله على جائزة علي معاشي للإبداع الفني الأولى في مجال الإخراج بفيلمه القصير « ليلة ميلاد « الذي حاول التوغل من خلاله في عقلية المجانين و تصور أحاسيس و مشاعر طفلة في ليلة عيد ميلادها، و بعدها جائزة ثانية للإبداع في مجال التمثيل لسنة 2015 استلمها من يد وزير الثقافة، ناهيك عن جوائز أخرى في مجال المسرح بما فيها جوائز دولية سبق ذكرها .
و يضيف أن النجاح في المجال الفني لا يحتاج إلى حصره في ما يتلقاه الفنان من دعم مادي، بل هو حوصلة لمجموعة من العوامل المساعدة على الابداع بما يضمن للفنان تقديم كل ما في جعبته من مواهب و مهارات لإقناع المتلقي، فضلا عن إثبات الذات و فرض الوجود في أي مجال بالعمل و التفوق بعيدا عن الاتكالية و انتظار دعم وزارة الثقافة، لأن النجاح بحسب ادريس بن شرنين يتوقف على العمل الدائم و الاحتكاك بمختلف الجمعيات الفاعلة في المجال الفني و كذا المشاركة في الندوات و الورشات التكوينية لإكتساب الخبرات و تحيين المعارف و جعلها تتماشى مع التطورات الحاصلة في المجال الفني و التقني .
ع/بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى