حذر المتحدث باسم مستشفى «شهداء الأقصى» بقطاع غزة، خليل الدقران، أمس الجمعة، من وقوع كارثة صحية ووبائية ، في ظل نفاذ المستلزمات الطبية والأدوية والوقود والاكتظاظ والنزوح الجماعي، جراء استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وأبرز خليل الدقران، في تصريح إعلامي، أن «هذا التحذير يأتي عقب انتشار الأمراض المعدية والأوبئة خاصة بين الأطفال داخل مستشفى شهداء الأقصى، في مدينة دير البلح، وارتفاع عدد الإصابات بالنزلات المعوية والالتهاب الرئوي بصورة كبيرة»، لافتا إلى عدم قدرة المستشفى على استقبال أعداد أخرى من المصابين في ظل استمرار العدوان الوحشي والهمجي من قبل الكيان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر، لليوم ال35 على التوالي.
وتطرق المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، إلى استشهاد وإصابة أكثر من 340 شخصا من العاملين في القطاع الصحي بقطاع غزة الأمر الذي «يؤثر بشكل كبير في تقديم الخدمة الطبية والعلاجية للمصابين»، مؤكدا على «وجود أزمة حقيقية في غزة مع ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين في كل لحظة جراء تصاعد العمليات الحربية على القطاع».
من جهة أخرى، قال برنامج الأغذية العالمي أمس، إن سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يفتقرون لما يكفي من الغذاء ويواجهون سوء التغذية بعد شهر من حصار مهلك يفرضه عليهم جيش الاحتلال الصهيوني .
وذكرت كيونج نان بارك، مديرة الطوارئ في البرنامج التابع للأمم المتحدة في تصريحات، «قبل السابع من أكتوبر ، كان 33 بالمئة من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي... يمكننا القول بأن 100 بالمئة من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي في هذه اللحظة».
وأضافت، أن برنامج الأغذية العالمي يحتاج إلى 112 مليون دولار ليتمكن من الوصول إلى 1.1 مليون شخص في غزة في التسعين يوما المقبلة، مشيرة إلى أنهم يواجهون خطر سوء التغذية».
ولفتت إلى أنه بالإضافة إلى التمويل، يحتاج البرنامج أيضا إلى دخول منتظم وآمن إلى غزة حتى يتمكن من الوصول إلى الأشخاص المحتاجين.
وأردفت كيونج نان :»ندخل الآن ما بين 40 إلى 50 شاحنة... بالنسبة للمساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي فحسب، سنحتاج إلى 100 شاحنة يوميا حتى نتمكن من تقديم غذاء مجد لسكان غزة».
وأوضحت أن موظفي البرنامج أنفسهم في غزة ليس لديهم ما يكفي من الطعام، مبينة بأن البرنامج كان يعمل مع أكثر من 23 مخبزا في المنطقة المكتظة بالسكان، لكن «لم يبق منها إلا واحد فقط ما زال يعمل وذلك بسبب نقص الوقود والإمدادات».
و أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء أمس ، عن ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي على قطاع غزة والضفة الغربية إلى 11.208 شهداء ونحو 29.500 جريح، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وقالت الوزارة في تقريرها اليومي حول العدوان إن 11025 شهيدا ارتقوا في قطاع غزة وأصيب أكثر من 27 ألفا وفي الضفة الغربية ارتقى 183 شهيدا بينما ارتفع عدد الجرحى إلى نحو 2500 جريح.
وأضافت أن من بين الشهداء 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا فيما بلغ عدد المفقودين نحو 2700 مواطن بينهم أكثر من 1500 طفل ويشكلون نسبة 74 بالمائة من الشهداء.
وأشارت إلى توقف 19 مستشفى من أصل 35 تضم مرافق للمرضى الداخليين عن العمل، كما تم إغلاق 71 بالمائة من جميع مرافق الرعاية الأولية في جميع أنحاء غزة بسبب الأضرار أو نقص الوقود.
وأوضحت أن الأطباء ما زالوا مجبرين على إجراء العمليات الجراحية دون تخدير وعمليات بتر الأطراف. وأضافت الوزارة أن 117 ألف نازح إلى جانب الطواقم الطبية والصحية وآلاف المرضى يقيمون في المرافق الصحية.
وذكرت أن هناك 1.6 مليون مواطن نزحوا في غزة داخليا ما يعادل أكثر من 70 بالمائة من سكان القطاع، فيما يتواجد حوالي 160.000 نازح قسري في 57 منشأة تابعة للأونروا في الشمال.
و في سياق متصل، أعلنت الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا «الإسكوا» رولا دشتي أن عدد الأطفال الذين استشهدوا جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزة خلال شهر، فاق العدد الإجمالي للأطفال الذين قتلوا في الصراعات المسلحة في 22 بلدا منذ 2020.
وقالت دشتي في مقطع فيديو نشرته أمس عبر منصة (إكس) إنه خلال إطلاق دراسة تقييمية سريعة صدرت عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي و»الإسكوا»، تحت عنوان «حرب غزة: الآثار الاجتماعية والاقتصادية المتوقعة على دولة فلسطين»، تبين أن «عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة والمقدر بـ4300 طفل، فاق العدد الإجمالي للأطفال الذين لقوا مصرعهم في الصراعات المسلحة في 22 بلدا في أي عام منذ 2020».
وشددت على «ضرورة وقف إطلاق النار وضمان التدفق المستدام للمساعدات الإنسانية بهدف التخفيف من المعاناة بشكل فوري وملموس»، مشيرة إلى أن «عدم معالجة الأسباب الجذرية للاحتلال المستمر، يجعل جهود التعافي غير كافية وقصيرة الأمد».
كما أكدت أن «مستوى الدمار في غزة لا يمكن تصوره وغير مسبوق»، مضيفة: «حتى الثالث من نوفمبر، تشير التقديرات إلى أن 35 ألف وحدة سكنية قد دمرت بالكامل، وتضررت نحو 220 ألف وحدة، جزئيا»
.عبد الرزاق.م

الرجوع إلى الأعلى