يبرع ابن مدينة  قسنطينة، الحرفي محمد رمزي عيون، في صناعة أنواع عديدة من المربى الطبيعي باستخدام الفاكهة وبعض الخضراوات، حيث يعد مشروعه  « بيو شاف» نموذجا لمؤسسة اقتصادية منتجة، تقدم خيارات  متنوعة وصحية تلبي جميع الأذواق، وبسعر يناسب جميع  فئات المجتمع.
انطلق الشاب في صناعة وتسويق المربى الطبيعي، في شهر جويلية من هذه السنة، بعد أن  ظلت  الفكرة تراوده منذ الصغر، حيث قال للنصر، بأنه لطالما أحب ذوق المربى الطبيعي الذي يصنع في البيت، خصوصا الذي يتم فيه خلط أكثر من نوع واحد، لذلك قرر أن يجسد حلمه على أرض الواقع، ويبدأ في تسويق أنواع معينة من  منتوجاته  في السوق الوطنية.

وتمكن الحرفي من صنع أذواق عديدة من منتجه، من بينها  مربى بذوق الليمون،    الفراولة والشمندر،  مربى الجزر وقشر الليمون، مربى الليمون واليقطين، مربى بذوق التفاح والقرفة، مربى بذوق  التفاح والإجاص واليقطين، وقال للنصر إن منتجاته نالت منذ اليوم الأول من طرحها في السوق إعجاب الزبائن، الذين انبهروا بقدرته في مزج  أنواع  معينة من الفواكه والخضر مع بعضها البعض دون الشعور بأن هناك ذوق يتغلب على الآخر، مشيرا في ذات السياق بأنه يطمح  مستقبلا لصنع أذواق أخرى  حتى يلبي جميع الأذواق.
وذكر محدثنا، بأن  منتجه طبيعي وصحي 100 بالمئة، من دون مكونات حافظة أو أية مضافات، كما يحتوي على كمية قليلة من السكر، تجعله مناسب للأطفال والمرضى الذين يجدون صعوبة في البحث عن منتج طبيعي لا يضرهم، موضحا بأنه يصنع أذواقا محددة من المربى بحسب الموسم، من أجل ضمان جودة المنتج سواء من ناحية تحضيره بمنتوج طازج وجيد، أو من حيث المحافظة على تكلفته وعدم رفع سعره، مؤكدا بأنه يقوم  بتجنب صناعة مربى بذوق واحد، لأنه في مواسم معينة تكون هناك فواكه سعرها باهظ جدا، مثل الكرز والتين، ما يؤثر على سعر البيع لاحقا.
وأكد رمزي، بأنه يعتمد على الطريقة التقليدية في صناعة المربى، بداية من اختيار المنتوج الطازج والجيد في الحقول، وصولا إلى تقشيره وتقطيعه وطبخه على نار هادئة، ووضعه في علب زجاجية قبل التسويق، مشيرا إلى أن جميع المواد الأولية التي يصنع بها المربى، محلية الصنع،  يتم اختيارها وفق معايير معينة متعلقة بالسعر والجودة، حتى يضمن تسويق منتج محلي طبيعي وبسعر منخفض، أي بـ250 دينارا حسبما صرح.
تثمين الصناعات الغذائية الطبيعية أصبح ضرورة
وقال الحرفي رمزي، بأنه يروج لمنتجاته، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا أنستغرام، حيث يقوم بنشر كل ما له علاقة بطريقة تحضريه التقليدية، ووصف المنتج، وكذا ذكر فوائد الفواكه  والخضر التي يستخدمها على صحة المستهلك سواء كان الشخص مريضا أو يتمتع بصحة جيدة، كما يقوم  بالتسويق لمنتجاته  عبر الفضاءات التجارية الكبرى من خلال تقديم عينات لتذوقه مجانا للزبائن، لتشجيعهم على شرائها.وأضاف في ذات السياق، بأنه قام بنفس الطريقة قبل طرح منتجه في السوق، ليتعرف من خلال العينة على إيجابيات وسلبيات منتجه، حتى يتسنى له تعديل بعض المكونات، خصوصا المتعلق منها بنسبة السكر.
وأكد المتحدث، على أهمية تثمين الصناعات الغذائية الطبيعية المتعلقة بإنتاج المربى، لأن توفيرها يعني توفر مواد محلية الصنع وبالتالي انخفاض تكلفة المنتج عكس المربى المستورد الذي يباع بأسعار باهظة غير مناسبة للمستهلك، فضلا عن أن هذه الحرفة تسمح للشباب  وجميع ممتهنيها من تحقيق عائد مالي من وراء هذا النشاط.
ومن بين العراقيل التي واجهت رمزي، هي طريقة الاقتناء الخاطئة عند أغلب الزبائن مثلا قراءة السعر قبل المعلومات المدونة على غلاف المنتج المتضمنة فوائده الصحية، فيحكمون عليه قبل اقتنائه، وكذا غلاء بعض المكونات الأولية.
لينة دلول

الرجوع إلى الأعلى