صنع «الكلاسيكو» العاصمي بين الاتحاد والمولودية الحدث في الجولة 11 لبطولة الرابطة المحترفة، لأن «أوركيسترا» المدرجات سرقت الأضواء، في أجواء خرافية، وافتراق الطرفين ميدانيا دون الاهتداء إلى الشباك أوقف سلسلة الانتصارات المتتالية التي سجلها «الشناوة» منذ الجولة الثالثة، وهي المرة الأولى هذا الموسم التي يصوم فيها هجوم المولودية عن التهديف، لكن النقطة المحرزة أبقت دار لقمان على حالها على مستوى الصدارة، ببقاء الفارق عن أقرب الملاحقين في حدود 9 نقاط، في انتظار تسوية الرزنامة، خاصة بالنسبة لبطل النسخ الأربع الأخيرة شباب بلوزداد.
وحافظت شبيبة الساورة على مركز الوصافة بعد تفادي الخسارة للمباراة الخامسة على التوالي، ولو أن «نسور الجنوب» أهدرت  فرصة العودة من الدار البيضاء بكامل الزاد، بعدما ضيعت ضربة جزاء، لتتقاسم الزاد مع نادي بارادو، الذي فشل بالمناسبة في تذوق نشوة الانتصار لخامس لقاء تواليا، ليتنازل «الباك» عن مقعده فوق «البوديوم»، خاصة بعد نجاح وفاق سطيف في تحقيق الأهم، وإحراز الفوز أمام مولودية وهران، بهدف وحيد أمضاه الحمري من ضربة جزاء، كان وزنه الصف الثالث في سلم الترتيب، لأول مرة هذا الموسم، لأن «النسر الأسود» استثمر في سقوط شباب قسنطينة أمام بلوزداد ليدخل ثلاثي قمة الهرم.
من جهة أخرى تدارك اتحاد خنشلة الأزمة الداخلية التي عاش على وقعها بعد «ثلاثية» العاصمة، والتي عجلت برحيل المدرب لكناوي، ومهمة التدارك كانت بعد «سيناريو» مثير أمس أمام جمعية الشلف، لأن الغاني توسين بصم على فوز ثمين، بتوقيعه ثنائية في هذا اللقاء، على اعتبار أنه افتتح باب التسجيل في بداية المرحلة الثانية، إلا أن كروم رد عليه، قبل أن يضرب توسين موعدا آخر مع الشباك، في الأنفاس الأخيرة، ليمنح «سيسكاوة» أغلى هدية في نهاية سنة 2023، لأن هذا الانتصار نصب «الخناشلة» ضمن كوكبة المطاردة، وعلى بعد خطوة واحدة من «البوديوم».
على صعيد آخر نجح نجم مقرة في تحقيق الأهم، والخروج من هذه الجولة بالزاد كاملا، رغم أن المأمورية كانت بشق الأنفس، أمام الضيف الاتحاد السوفي، في أول اختبار للمدرب الجديد بتيرة على رأس النجم، والذي كان موفقا، مادام الفريق قد اهتدى مجددا إلى سكة الانتصارات بعد 4 جولات عجاف، وكان ذلك من ضربة جزاء نفذها بنجاح المهاجم دمان، مما مكن «المقراوية» من الابتعاد أكثر عن دائرة الخطر.
إلى ذلك فإن مخلفات جولة الأمس فصلت نسبيا أربعة فرق في مؤخرة الترتيب، لتشكل مبدئيا الكوكبة التي ستصارع من أجل تفادي السقوط، انطلاقا من اتحاد الجزائر الذي مازالت تنقصه عدة مباريات لتسوية الرزنامة، بسبب انشغاله بالمنافسة القارية، وكذا مولودية وهران، بعد تلقي سلسلة من الهزائم المتتالية، وصولا إلى الاتحاد السوفي، الذي واصل الانهيار، بتلقي الهزيمة الثامنة تواليا، في مشوار يؤكد عدم قدرة «الأعشاش» على التأقلم مع أجواء الرابطة المحترفة، والوضع ذاته يخص نجم بن عكنون، الذي ورغم عودته أمس بنقطة من بسكرة، إلا أنه يبقى الفريق الوحيد الذي لم يتمكن من تذوق طعم الفوز إلى حد الآن.
كريم كريد

الرجوع إلى الأعلى