تشرع ابتداء من نهار اليوم، القافلة المقاولاتية للتحسيس بآليات القرار الوزاري 1275 في جولة عبر مختلف كليات ومعاهد جامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، حيث أشرف رئيس الجامعة ومسؤولو الهيئات المكلفة بمرافقة حاملي المشاريع على انطلاقها بمشاركة ممثلين عن أرباب العمل، فيما دعوا الطلبة إلى إنشاء مؤسسات.
وانطلقت فعاليات القافلة التحسيسية الموجهة لفائدة طلبة جامعة الإخوة منتوري بقسنطينة حول المقاولاتية وآليات تطبيق القرار الوزاري 1275 الذي يثمن المشاريع البحثية للطلبة من خلال وسم مشروع مبتكر أو علامة مؤسسة ناشئة أو براءة اختراع، فضلا عن مذكرات التخرج، حيث احتضنت قاعة 500 مقعد بيداغوجي الافتتاح، أين أكد مدير الجامعة، البروفيسور أحمد بوراس، بأن المقاولاتية ثقافة تكتسب مع الوقت، وليست مجرد تعليمات تقدم للطلبة بشكل مباشر وتطبق دون تكوين جيد في هذا الميدان، مشيرا إلى أن الإخوة منتوري أخذت على عاتقها مرافقة الطلبة في مجال المقاولاتية منذ دخولهم للجامعة في السنة الأولى.
واعتبر رئيس المكتب الجهوي للشرق للكنفدرالية الوطنية لأرباب العمل الجزائريين، هامل مرنيز، أن اهتمام الطلبة بالمقاولاتية يعرف تزايدا، مؤكدا أن السياسة العمومية توفر كل المرافقة لهذا التوجه المقاولاتي، حيث أشار إلى أن المسعى يكمن في الوصول إلى مليوني مؤسسة ناشئة، كما اعتبر أن مقومات النجاح تكمن في اعتماد المؤسسات على الإطارات التي استفادت من التكوين في الجامعة. أمّا عضو غرفة التّجارة والصّناعة لولاية قسنطينة «الرمال» المكلف بالعلاقات مع الجامعة، رياض لرقم، فذكر أن القرار الوزاري 1275 فرصة ينبغي على الطلبة اغتنامها من أجل دخول عالم المقاولاتية، مشيرا إلى أن السياسة الراهنة تشجع على إنشاء المؤسسات، فضلا عن أن بإمكانهم دخول هذا المجال والتحول إلى خلق مناصب شغل لفائدة غيرهم من الطلبة.
وشارك في التظاهرة مدير الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية بولاية قسنطينة، عبد الحكيم عوّاط، حيث أوضح في تصريح لنا أن الوكالة لم تشرع بعد في منح القروض لأصحاب المشاريع، إذ ما تزال في طور إعادة الهيكلة، لكن محدثنا أشار إلى أنها ستعود قريبا، فيما قال في مداخلته الافتتاحية إن الجامعة ظلت دائما شريكا للمقاولاتية، معتبرا أنها تمثل قاطرة التنمية، كما أضاف بالقول إن الجامعة هي المُكون والباعث لأصحاب المشاريع من خلال مراكز تطوير المقاولاتية، فضلا عن أن وكالة «نازدا» تؤدي دورا في التكوين العملي للطلبة وغرس ثقافة المقاولاتية، مؤكدا أنها ستضمن دور المرافقة التكوينية التطبيقية من خلال الدراسات التقنية الاقتصادية ودراسة النجاعة وغيرها، على غرار مخطط الأعمال ومخطط نموذج الأعمال.
وأوضح المتحدث أن الهدف المسطر من قبل الدولة يكمن في الوصول إلى 45 مؤسسة مصغّرة لكل 1000 مواطن، مشيرا إلى أن هذا لا يتحقق إلا بتضافر جميع الجهود، خصوصا القطاع الجامعي، كما نبه بأن الطلبة يمكنهم أن يجسدوا مشاريع مؤسسات مصغرة حتى خلال دراستهم في السنة الجامعية الأولى. وألقت مديرة مركز تطوير المقاولاتية بالجامعة، الدكتورة فوزية موري، مداخلة لفائدة الطلبة، حيث تحدثت فيها عن مراحل التعامل مع فكرة المقاولة المقترحة من قبلهم، انطلاقا من دراسة الفكرة إلى دراسة السوق والتحليل ودراسة تحليل المنافسة ووضع خطة التسويق، إذ شددت على أهمية البحث عن أفكار جديدة وعدم تكرار الأفكار الموجودة في السوق لضمان نجاح المشروع.
وتحدثت الدكتورة أيضا عن تكوين حاملي المشاريع لاكتساب المهارات اللازمة لتسيير مؤسسة، مشيرة إلى العناصر التي تقوم عليها العملية على غرار شخصية المقاول ومواصفاته وغرس روح الإبداع والابتكار، في حين أشارت إلى ضرورة فهم الجوانب القانونية والتنظيمية الخاصة بالمشروع وإمكانية تجسيده في ظل القوانين السارية، حيث نبهت الطلبة إلى أن هذا الجانب يعتبر ذا أهمية بالغة، كما أشارت إلى ضرورة التخطيط الإستراتيجي واكتساب مهارات القيادة وإدارة الفريق وتطوير المنتجات والخدمات.
وقدمت الدكتورة إيناس رحماني، مديرة مركز ربط الجامعة بالمؤسسة، ومديرة مركز دعم التطوير التكنولوجي والابتكاري الدكتورة حبيبة بوحلوف، ومدير حاضنة الأعمال لجامعة الإخوة منتوري، الدكتور عبد اللطيف عايب، أيضا مداخلات حول مهام هذه الهيئات في دعم المقاولاتية.
ويذكر أن قافلة التحسيس بالمقاولاتية ستجوب مختلف كليات الجامعة، حيث ستنطلق اليوم من كلية علوم التكنولوجيا ومعهد العلوم التقنية التطبيقية، لتمس معهد العلوم البيطرية، ثم تتواصل الجولة ابتداء من يوم الأحد القادم عبر باقي الكليات إلى غاية 11 فيفري المقبل، فيما ستتخللها ورشات لفائدة الطلبة.
سامي.ح 

الرجوع إلى الأعلى