اعتبر خبراء ومحللون، أمس، أن مجلس الأمن الذي يعقد اليوم الأربعاء، اجتماعا طارئا بطلب من الجزائر، أمام امتحان حقيقي وحاسم ويرون أن الفرصة حقيقية اليوم لاستعادة مصداقية وثقة المجموعة الدولية في الهيئات والمنظمات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي وأشاروا إلى أن هذا الاجتماع، نقطة فارقة في تاريخ العلاقات الدولية و القضية الفلسطينية.
وأوضح أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة الجلفة الدكتور بن شريط عبد الرحمان، في تصريح للنصر، أمس، أن مجلس الأمن، أمام اختبار حاسم اليوم، بمناسبة الاجتماع الطارئ الذي كانت قد دعت إليه الجزائر، بخصوص قرار محكمة العدل الدولية، بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني.
وأضاف أن مجلس الأمن، أمام محك حقيقي اليوم وفي مواجهة تحديات صعبة ومواقف لابد أن يثبت من خلالها، أنه بالفعل مجلس للأمن وأنه سيقفز على الآليات والأساليب التي جعلته دائما مكبلا من طرف الفيتو الأمريكي خاصة، معتبرا أن أغلب الناس لا يراهنون عليه كثيرا.
من جانب آخر، اعتبر المتدخل، أن محاكمة الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية ، بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مفصلية و محورية ولها ما بعدها.
ويرى أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة الجلفة الدكتور بن شريط عبد الرحمان، أن العالم سيعيد النظر بشكل كبير في الهيئات التي جاءت نتيجة للحرب العالمية الثانية والتي استغلها الكبار المنتصرين في الحرب، لكي يضعوا قواعد لمنظومة دولية غير عادلة وغير متوازنة، جرت على الإنسانية كل هذه الويلات والصراعات والانقسامات، خاصة بعد الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي والآن ما يسمى بالعولمة والامبريالية الجديدة.
من جانب آخر، ذكر الدكتور بن شريط عبد الرحمان، أن طوفان الأقصى ، كان طوفانا بأتم معنى الكلمة و أخلط الكثير من الأوراق وكشف الكثير من الحقائق وغير الكثير من الرؤى ، حيث فقدت المؤسسات الدولية والتي تكرس دائما منطق التفوق الغربي،  مصداقيتها. كما اعتبر المتحدث، أن ما وصلت إليه الإدارة الصهيونية والأمريكية من تكالب وحالة من الغضب والانزعاج، ناجم عن قراءة غير سليمة لقدرة المقاومة الفلسطينية في غزة، و أضاف أن العنجهية الغربية، والصهيونية، أصبحت لا تتعامل مع الواقع كما ينبغي وبقيت دائما في موقف متعنت لا يفكر إلا في المزيد من القوة والعنف.
من جانبه، أوضح الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية الدكتور عمار سيغة في تصريح للنصر، أمس، أن مجلس الأمن أمام اختبار حاسم في اجتماعه المنتظر عقده اليوم الأربعاء.
وأضاف أن هناك فرصة حقيقية اليوم لاستعادة مصداقية وثقة المجموعة الدولية في الهيئات والمنظمات الدولية والتي تمت مصادرتها منذ عقود من الزمن، لافتا في السياق ذاته، إلى الاختلالات التي عاشتها المنظومة الدولية، منذ نهاية الحرب الباردة وصعود القطبية الأحادية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي بسطت نفوذها على الكثير من القرارات، سواء في هيئة الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن الدولي.
و أضاف الدكتور عمار سيغة، أن اجتماع مجلس الأمن اليوم  محطة هامة وامتحان حقيقي ونقطة فارقة لاستعادة المنظومة الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي لمصداقيته.
من جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 الدكتور رابح لعروسي في تصريح للنصر، أمس، أن اجتماع مجلس الأمن اليوم، نقطة فارقة في تاريخ العلاقات الدولية و القضية الفلسطينية.
وأضاف أن المجتمع الغربي والحكومات الغربية وخاصة الداعمة للكيان الصهيوني ليس لها أي شماعة تتحدث عنها ما دام أن محكمة العدل الدولية، أصدرت قرارها بخصوص الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني، سيما وأن جنوب إفريقيا قدمت كل الدلائل والقرائن، لذلك لا يوجد أي مبرر للسكوت عن الجرائم الصهيونية في غزة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن مجلس الأمن في اجتماعه المنتظر اليوم، أمام امتحان حقيقي.
مراد -ح

الرجوع إلى الأعلى