تنطلق اليوم السبت، عملية تحسيس لبعث الحركية داخل الأنفاق الأرضية بوسط المدينة بعدما استفادت من تهيئة شاملة، حيث بادر إليها نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالممتلكات بالتنسيق مع جمعيات وأفراد، في حين أوضح المشرف على تنظيمها أنها ستشمل توعية المارة بالمحافظة على نظافتها، كما ستسعى البلدية لتنظيم معارض بداخلها من أجل جذب المواطنين إليها.
وأفاد نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالممتلكات، محمد مشعل بن الشيخ الفقون، أن المبادرة التي سينظمها بالتنسيق مع الجمعيات والمواطنين ستنطلق بداية من نهار اليوم وتستمر لعدة أيام، حيث أشار إلى أن المشاركين فيها سيسعون لتعريف المواطنين بالجزء العلوي من الأنفاق الأرضية لوسط مدينة قسنطينة، وتنبيههم إلى أنها مفتوحة، فضلا عن الجزء السفلي الذي كان مفتوحا أمام الحركة من قبل. وأضاف المصدر نفسه أن العملية تستهدف بعث الحركية في المكان مثلما كان عليه في سنوات سابقة قبل أن تغلق من أجل أشغال إعادة الاعتبار، موضحا أن التجار السابقين أنفسهم هم من عادوا إلى المحلات الموجودة في الأنفاق، بالإضافة إلى محلين قامت مصالح البلدية بتأجيرهما عبر المزاد خلال الأشهر الماضية، فيما أكد المصدر نفسه أن الأنفاق تتوفر على الأمن، حيث زودت بكاميرات المراقبة فضلا عن أعوان البلدية، كما أن مصالح البلدية تحرص على نظافتها.
ونبه محدثنا أن الأنفاق الأرضية مفتوحة لحركية المواطنين من الساعة السابعة صباحا إلى غاية السادسة مساء، حيث أوضح أن مصالح البلدية ستعمل على تنشيطها من خلال تنظيم معارض مختلفة على مستواها، على غرار معارض للوحات التشكيلية، في حين اعتبر أن استعمال الراجلين للأنفاق الأرضية سينعكس بالإيجاب على حركة المرور أيضا، مع وجود أعداد كبيرة من الأشخاص الذين يقطعون الطريق من جهة لأخرى عبر شارع ابن بوالعيد في ظل تسجيل حركية كثيفة للمركبات، لاسيما في الجزء المعروف بين سكان المدينة باسم “باب الوادي”.
وذكر المنتخب أيضا أن عملية التحسيس ستشمل دعوة المواطنين إلى الحفاظ على نظافة المكان، بالإضافة إلى نظافة ساحة أول نوفمبر “لابريش” التي خضعت هي الأخرى لعملية تهيئة شاملة، وأعيد افتتاحها خلال الأيام الماضية، في حين أكد أن مصالح الممتلكات تدرس عدة مقترحات من أجل تنشيط السّاحة مثل وضع مكتبة متنقلة على مستواها، رغم تأكيده على أن العائلات والأفراد أصبحوا يترددون عليها بعدما تم تزويدها بمقاعد عمومية، خصوصا في الأيام المعتدلة، كما نبه المسؤول أن الحركية ستتزايد على مستواها مستقبلا بعد عودة المحلات إلى النشاط.
ويلاحظ أن العديد من المواطنين مازالوا يعزفون عن استعمال الأنفاق الأرضية بوسط المدينة، حيث يعتقد بعضهم أنها مازالت مغلقة أو في طور إعادة الاعتبار، رغم أن الجزء العلوي منها افتتح بمناسبة إحياء ذكرى عيد الاستقلال السنة الماضية من قبل والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، بعد أن خضع لعملية تهيئة شاملة، بعد ثمان سنوات من الغلق، كما زود المكان بنظام للحماية من الحرائق، فغلقها في 2015 جاء على إثر حريق أتى على عدد من المحلات فيها، في حين مددت الإنارة من نوع “الليد” عبرها. وقد تكفلت المؤسسة العمومية البلدية لتسيير المقابر بعملية تهيئتها بعد فسخ صفقة الإنجاز مع المقاولة التي استفادت منها من قبل، حيث قاربت تكلفة العميلة 8 ملايير سنتيم، في حين زودت المؤسسة العمومية لتهيئة المقابر مداخل الجزء العلوي من “السوتيران” بستائر حديدية لغلقها وأعادت الاعتبار لسلالمها أيضا.
سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى